تحقيق يكشف خفايا "غرف الملح" التي يستخدمها النظام لحفظ جثث المعتقلين في صيدنايا
نشرت وكالة "فرانس برس"، تحقيقاً استعرضت فيه شهادات ناجين من سجون نظام الأسد، ركزت في شهاداتهم على ماعرف باسم "غرف الملح"، التي كان يستخدمها النظام في "سجن صيدنايا" لتأخير عملية تحلل جثث المعتقلين الذين يسقطون بشكل شبه يومي فيه جراء التعذيب أو ظروف الاعتقال السيئة.
وتضمنت شهادات الناحين، حديثهم عن دخولهم إلى "غرف الملح" أثناء احتجازهم في صيدنايا سيئ الصيت، حيث تبين أن "صيدنايا" يحوي "غرفتي ملح" على الأقل تُوضع فيهما الجثث حتى يحين وقت نقلها، في حين يغيب الملح تماماً عن كميات الطعام القليلة التي يحظى بها المعتقلون، لإضعافهم جسدياً.
وكشفت الشهادات عن أن النظام كان يتعمد إدخال المعتقلين المفرج عنهم إلى "غرف الملح" قبل إخلاء سبيلهم، لأسباب غير معروفة، بينما توقع المعتقلون أن النظام كان يتعمد إخافة السجناء قبل الإفراج عنهم.
وقال عضو رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، دياب سرية، إن أول "غرفة ملح" وُجدت في النصف الثاني من العام 2013، مع اشتداد التعذيب وتردّي الأوضاع في السجن، ولفت إلى أنه كان يتمّ الإبقاء على الجثث بين يومين وخمسة أيام داخل المهاجع إلى جانب المعتقلين كأحد أساليب العقاب، قبل نقلها إلى غرف الملح لـ"تأخير تحلّلها"، ومن ثم نقلها إلى مستشفى عسكري لتوثيق الوفاة ثم إلى مقابر جماعية.
وأشار عضو رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، أن الهدف من الملح هو حفظ الجثث، إذ إن الملح يمتص السوائل والإفرازات، ويحول دون أن تفوح رائحتها، وذلك لحماية السجانين وإدارة السجن من البكتيريا والأمراض.