تعذيب شاب ورميه في الشارع .. أمنية "سليمان شاه" تواصل انتهاكاتها بريف عفرين
أفاد ناشطون محليون اليوم الخميس 24 مارس/ آذار، بأنّ أمنية فصيل "سليمان شاه"، المعروفة باسم "العمشات"، نسبة إلى قائدها المعزول -عبر بيان إعلامي- "محمد الجاسم أبو عمشة"، شنت حملة اعتقالات في ناحية "شيخ الحديد"، التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وبث ناشطون صوراً تظهر شاب ممدد على سرير طبي بعد أن تعرض للضرب المبرح قالوا إنها ضمن عملية تعذيب أقدم عليها عناصر من فصيل "سليمان شاه"، التابع للجيش الوطني في ناحية "شيخ الحديد"، بريف عفرين شمالي حلب.
ولفتت المصادر إلى أن الشاب يدعى "رشيد الداعور" وهو من النازحين إلى شيخ الحديد بريف حلب الشمالي، وتعرض للتعذيب قبل أن يتم رميه أمام منزل في الساعة الثالثة منتصف الليل يوم أمس دون أي مبرر، وفق ما أفاد به ناشطون.
هذا وتزامنت الحادثة مع شن أمنية فصيل سليمان شاه حملة اعتقالات واسعة في ناحية شيخ الحديد بريف عفرين، طالت مدنيين قاموا في الإدلاء بشهادتهم إلى اللجنة المكلفة بقضية العمشات من جرائم خطف وتعذيب وسرقة من محاصيل الزيتون والزيت وغيرها.
وقبل أيام نشرت "هيئة ثائرون للتحرير"، التابعة لـ"الجيش الوطني"، صوراً لاجتماع عقد حديثاً بحضور قادة الجيش والحكومة المؤقتة، وأظهرت الصور "أبو عمشة"، من بين الحضور، رغم مزاعم عزله من قيادة المناصب، ونفيه وتجريمه على انتهاكات وممارسات ارتكبها في الشمال السوري، ما أثار حفيظة المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثارت صور "أبو عمشة"، المتداولة جدلاً متصاعداً على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما مع إعلان عزل "أبو عمشة"، بوقت سابق من منصب قائد لواء ليظهر مجدداً رغم إجراء معلن يقضي بمنعه من تسلم مناصب تتعلق بالثورة السورية، وصولاً إلى قرار نفيه، ويبدو أن كل ذلك تلاشى فعلياً مع ظهوره الأخير.
وفي شباط/ فبراير الفائت، أعلنت اللجنة الثلاثية المفوضة بالنظر في المظالم والتجاوزات الواقعة من قبل بعض قادة فصيل "سليمان شاه"، قرارات حول عزل ونفي وتجريم قائد الفصيل "محمد الجاسم" المعروف بـ "أبو عمشة" ويذكر أن اللجنة ضمت كلا من الشيخ عبد العليم عبد الله، والشيخ أحمد علوان، والشيخ موفق العمر، وهم أعضاء في "المجلس الإسلامي السوري".
والجدير بالذكر أن "أبو عمشة" قاد عدة مكونات من الجيش الحر سابقاً بريف حماة، قبل انتقاله لمناطق شمال حلب إثر البغي الذي تعرضت له تلك المكونات من قبل "جبهة النصرة" سابقاً، ليسطع نجم "أبو عمشة" بعد سيطرة الجيش الوطني على عفرين، ويغدو حديث الإعلام بكثرة الفيديوهات والتصرفات المثيرة للجدل، وكان يتمتع بقوة عسكرية وقبضة أمنية ووصول كبير على مستويات الجيش الوطني، وفق ما يعرف عنه.
وتعتبر منطقة "الشيخ حديد"، ضمن مناطق عملية "غضن الزيتون" بريف عفرين، قطاعاً مستقلاً وفق القسمة التي وزعتها قيادات من الجيش الوطني على بعضها، ليكون لكل فصيل أو قيادي قطاعاً خاصاً يمارس فيه ما يريد من انتهاكات وقرارات ويفرض الأتاوات والمكوس ويعتبرها أرضاَ له خارج حدود أي فصيل آخر، وليس حال باقي المناطق بريف عفرين بأفضل حال، فقد سجلت المئات من الانتهاكات بحق المكونات الأخرى التابعة للجيش الوطني، وسجل العشرات من الصدامات المسلحة بينهم لخلافات على توزيع السيطرة وفرض السطوة.
وعمل "أبو عمشة" على بناء "امبراطورية" كبيرة له في منطقة "الشيخ حديد" بكل قراها وبلداتها، واتخذها مقراً له، يمنع على أي فصيل الدخول لها أو حتى أي مدني إلا بعلم ومواقفة ومراقبة الجهاز الأمني التابع له، والذي يديره أشخاص مقربين منه، وكانت كل المنطقة مستباحة لعناصره، بكل ما فيها من أرزاق ومدنيين، يتخذ فيها مايحلو له من قرارات دون أي مرجعية أو جهة تحاسبه.