تاريخ حافل بالجرائم .. النظام يُحيل "وفيق ناصر" للتقاعد
كشفت مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد عن إحالة العميد المجرم "وفيق ناصر"، للتقاعد مع انتهاء تكليفه في رئاسة فرع المخابرات العسكرية في حلب، ويعد "ناصر"، من أبرز وجوه الإجرام ممن يعرف عنهم مشاركتهم في العمليات العسكرية والجرائم بحق الشعب السوري.
ونشر الإعلامي الداعم للأسد "عامر دراو"، العامل في حلب صورة تجمعه مع العميد "وفيق ناصر"، حيث علق على إحالته للتقاعد بقوله "من درعا إلى حلب مسيرة طويلة من الجهد والعمل لأجل أن يبقى الوطن"، على حد قوله.
ونشرت عدة صفحات موالية منشورات تشيد بدور العميد المجرم فيما ومن بين الصفحات منشور متداول جاء فيه: "انهيت خدمتك للوطن بمسيرة زينتها بالصدق والإخلاص للوطن وللقائد وللناس كنت مثالا يقتدى به في جميع الأماكن التي خدمت بها".
ويأتي الإطاحة بالعميد تزامنا مع سلسلة قرارات ترفيعات لعدد من ضباط وقادة الفرق والأفرع الأمنية لدى نظام الأسد، حيث كان من المنتظر ترقية العميد وفيق ناصر إلى رتبة لواء، بينما أحيل إلى التقاعد مع بداية العام الجديد 2023.
وينحدر "ناصر"، من ريف جبلة بمحافظة اللاذقية لعائلة من الطائفة العلوية، ولم يبرز اسمه إلا بعد أن تسلم رئاسة فرع المخابرات العسكرية في السويداء في تشرين الأول 2011، حيث بات يُعرف باسم "حاكم السويداء، وارتبط اسمه بأعمال الخطف والترهيب والقتل والاغتيالات والتفجيرات المفتعلة.
وحسب منظمة "مع العدالة" وفي الأشهر الأولى للثورة كان وفيق ناصر برتبة عقيد في الحرس الجمهوري، حيث شارك في عمليات اقتحام درعا وارتكب عدداً كبير من التجاوزات بحق أهالي المحافظة، ووفق تغيرات جرت عام 2020 عين النظام "ناصر" رئيساً لفرع الأمن العسكري في حلب.
وكانت أشارت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها لها تحت عنوان "مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا'، إلى أنّ "وفيق ناصر"، قام باعتقال وتعذيب ضابط منشقين عن الحرس الجمهوري، منهم شخص يدعى "عفيف"، أكد أن وفيق كان أحد أبرز المسؤولين عن اعتقاله وتعذيبه في درعا.
ولفتت إلى دور وفيق ناصر في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية عندما كان ضابطاً في ملاك الحرس الجمهوري في درعا، وأكدت منظمة "مع العدالة" إدراجه على لائحة العقوبات الأوروبية نظراً لتورطه المباشر في أعمال القمع والعنف ضد المتظاهرين في درعا.
وشددت منظمة "مع العدالة" أن للعميد وفيق ناصر شراكات مع عدد كبير من الأشخاص داخل السلك العسكري و المدني وبعض وجهاء الدروز، حيث عمل مع شركائه على إذكاء الفتنة الطائفية بين أهالي السويداء ودرعا من جهة، وبين أهالي السويداء الدروز والبدو الذين يسكنون أطراف المحافظة من جهة ثانية، وذلك عبر عمليات خطف لأشخاص من مختلف المذاهب والمناطق من أجل إيقاع الفتنة بينهم.
كما أسس شبكات تختص بتجارة المخدرات والمواد الغذائية والمحروقات وصولاً لتجارة الأعضاء البشرية، ولعب درواً كبيراً في التجارة مع تنظيم “داعش” الذي كان يسيطر على البادية القريبة من السويداء.
وشهدت محافظة السويداء في عهده مئات الحالات من الخطف والابتزاز، أشهرها حادثة اختطاف المواطنة كاترين مزهر من قبل آل كريدي المنضوين تحت ميليشيا جمعية البستان، والتي يديرها رامي مخلوف ويشرف عليها وفيق ناصر الذي أسس في الفترة نفسها ميليشيا لبؤات الجبل وهي ميليشيا نسائية في السويداء.
ويقف خلف عمليات الاغتيال والتفجيرات لإرهاب أهالي السويداء، ومن أبرز تلك العمليات حادثة اغتيال الشيخ الدرزي وحيد البلعوس شيخ تجمع الكرامة إضافة لثمانية أشخاص آخرين وجرح عشرين شخص بانفجار سيارة مفخخة بتاريخ 4/9/2015، كما وجهت له أصابع الاتهام في اختطاف وقتل أمين فرع حزب البعث في السويداء شبلي جنود.
ويذكر أن لدى نقل "ناصر"، إلى رئاسة فرع الأمن العسكري في حماة مطلع عام 2018، بدأت تتفكك شبكات الإجرام التي كان قد أسسها في السويداء، حيث تم إلقاء القبض على عدد كبير شبكات تشكل نواة شبكات الإجرام، وكان العميد وفيق ناصر من أبرز المسؤولين لدى نظام الأسد في الجنوب منذ العام 2011 قبل انتقاله لرئاسة فرع حماة 2018، وبعدها حلب 2020 ليصار إلى إحالته للتقاعد مع بداية 2023.