"سيدة الجحيم" تواصل العبث بالتراث والأسواق القديمة بدمشق
"سيدة الجحيم" تواصل العبث بالتراث والأسواق القديمة بدمشق
● أخبار سورية ١٢ مارس ٢٠٢٤

"سيدة الجحيم" تواصل العبث بالتراث والأسواق القديمة بدمشق

أعلنت مديرية دمشق القديمة التابعة لنظام الأسد، عن مواصلة حملة "إعادة الألق لمدينة دمشق القديمة"، التي أطلقتها مؤخرا بحجة تنظيف وترميم وصيانة الأسواق والمحاور الرئيسية وزراعة أشجار النارنج والياسمين الشامي فيها، وفق تعبيرها، وسط تجدد الجدل مع إعلان نقل سوق المهن من التكية السليمانية إلى دمر بدمشق.

إلا أن هناك مؤشرات على وقوف زوجة رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" خلف هذه الحملات التي يكون ظاهرها التأهيل وباطنها طرد أصحاب الفعاليات التجارية من هذه الأسواق التي تعد من المعالم التاريخية لأقدم عاصمة مأهولة والاستحواذ عليها وتحويلها بكل صفاقة لموارد تدعم قاتل الشعب السوري من خلال سرقة تراثهم المادي وللامادي.

وتشمل حملة التأهيل المزعومة، أسواق مدحت باشا والبزورية والحميدية وتستمر الحملة المنطلقة برعاية جهات تتبع لـ"أسماء الأسد"، المعروفة بـ"سيدة الجحيم"، بذريعة تنظيف الجدران وواجهات المحال التجارية وإزالة التشوهات البصرية وطلاء الواجهات والأبواب وزراعة النارنج والياسمين.

وفي سياق متصل أعلنت وزارة السياحة لدى  نظام انتهاء أعمال التأهيل في "حاضنة دمر التراثية"، وزعمت تقديم كل الدعم والتسهيلات لأصحاب الحرف ورعايتهم وتشمل الحاضنة 61 محلاً لممارسة المهن اليدوية وقدرت أن أعمال التأهيل استمرت لـ6 أشهر.

وقال "أيمن قحف"، مستشار وزير السياحة، في منشور رصدته شبكة شام الإخبارية، يوم أمس الاثنين 11 آذار، إنه عندما صدر قرار نقل سوق المهن اليدوية من التكية السليمانية إلى حاضنة دمر، قامت الدنيا ولم تقعد، وثار الغيورون على التراث معلنين خوفهم من انقراض المهن وتشريد شيوخ الكار وتلاميذهم.

وتابع تبرير نقل السوق إلى حاضنة دمر، بقوله، بودي أن أنظر اليوم في وجوه من اعترضوا وشككوا ونحن نجول في حاضنة دمر التراثية التي فتحت صدرها الرحب لأصحاب المهن اليدوية وتلامذتهم ليكونوا في مكان يجمع السعة والحضارة وعبق التاريخ وحسن الخدمات.

وأضاف أن "من خطط ونفذ ويعمل هنا اليوم يشبهون جيشاً مرابطاً يحمي حدود الوطن من الأعداء، لكن هنا وظيفتهم حماية ذاكرة الوطن التراثية ليكونوا بحق حراس الذاكرة ويحق لوزير السياحة المهندس رامي مارتيني أن يشعر بزهو الانتصار".

وكان كتب "قحف" منشورات مطلع العام الماضي حول التكية السليمانية وسوق المهن اليدوية، قائلا: تمتلئ صفحات التواصل بمنشورات الحزن على إغلاق سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية لترميمها، وأضاف لا ننكر حق الجميع بحزنه، فالمكان جزء أصيل من الذاكرة السورية وطرح سؤال قائلا "من قال لكم أننا في وزارة السياحة لم نحزن نحن أيضاً؟

واعتبر قرار إغلاق السوق كان قراراً صعباً ، ونحن كوزارة أكبر المتضررين وليس من يتباكى على مكان ربما لم يزره منذ سنوات ، ولم يساعد الحرفيين ولو بشراء قطعة منهم، لكن الترميم أصبح ضرورة لحماية المكان التاريخي ورواده والعاملين فيه، ومن أجل التباهي أمام الزوار الأجانب بعراقة السوق.

وكان نفى وزير السياحة  لدى نظام الأسد منح التكية السليمانية كاستثمار للقطاع الخاص، وهي ملك لوزارة الأوقاف، وليس للسياحة كي تتصرف بها، وزعم أن ما يجري في التكية هو عبارة عن مشروع وطني يعتبر الأكبر من نوعه في ترميم هذا المكان التراثي للمرة الأولى منذ إنشائه.

وزعم أن أعمال الترميم الجارية منذ أكثر من 3 سنوات هدفها صونه والحفاظ عليه، وقد تستغرق أعمال الترميم في التكية أكثر من سنتين، وربما أربع سنوات حتى تتكامل كل المنطقة و كان لا بد من إخلاء سوق المهن اليدوية، والذي يوجد في التكية الصغرى، لأن أعمال الترميم وصلت إلى هذا الجزء.

وفي آب 2022 الماضي نشرت وسائل تابعة لإعلام النظام الرسمي مرسوماً خاصاً قالت إنه يحمل "إعفاءات وتسهيلات غير مسبوقة"، حيث أصدر الإرهابي "بشار الأسد"، المرسوم رقم 13 لعام 2022 حول الأسواق القديمة والتراثية الأمر الذي يرتبط بنفوذ "أسماء الأسد"، المعروفة بلقب "سيدة الجحيم"، وصاحبة نظرية "الدفاع عن التراث اللامادي".

وزعم رأس النظام وفق نص المرسوم بأن "التسهيلات والإعفاءات"، توفر بيئة داعمة لأصحاب الفعاليات الاقتصادية بكافة أشكالها التي داخل المدينة القديمة في محافظات حلب وحمص ودير الزور بما فيها الأسواق القديمة والتراثية وتشمل المنشآت والورش والمحال التجارية والمنازل السكنية ضمن المدن المذكورة.

ويزعم نظام الأسد بأن هذه التسهيلات تدعم عودة الإنتاج والعمل والصناعة والحركة التجارية في الأسواق القديمة والتراثية، وتمنح المبادرين بالعودة وتشغيل محالهم امتيازات مالية لتسريع عودتهم تمهيداً لعودة الحياة الاقتصادية إلى المدن القديمة، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن هذا المجال حكرا على "سيدة الجحيم" دون أي منافس.

ويعرف أن الأسواق التراثية وغيرها من المواقع جرى تاهيلها بدعم أممي ومن جانبه يواصل إعلام النظام الحديث عن مشاريع التأهيل بغطاء استثماري وطالما تكون خرجت إلى وسائل الإعلام تمهيدا لطرحها على شركات إيرانية وروسية كما جرت العادة، وكذلك يستغل تلك المشاريع المشبوهة في تحصيل أموال تذهب إلى شخصيات نافذة ضمن صفقات فساد ونهب.

وسبق أن انتقد مراسل قناة الكوثر الإيرانية "صهيب المصري"، تسلق مسؤولي النظام على إنجازات المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية وجاء ذلك في سياق حديثه عن تأهيل حديقة في محافظة حلب تبناها نظام الأسد وتبين لاحقاً أنها بمجهود منظمات وليس بتمويل حكومي، وتكثر مشاريع التأهيل التي تكون بدعم أممي.

هذا وتستغل "أسماء الأخرس" الخروج على وسائل الإعلام بشكل متكرر حيث سبق أن نظمت ودعت إلى عدة اجتماعات ضمن برامج وجمعيات تابعة لها، تصب غالبيتها في مشاريع من المفترض أنها للأعمال الخيرية، فيما تستحوذ عليها زوجة رأس النظام وتستغلها في الترويج لها، فيما يثير نشاطها المتصاعد جدلاً واسعاً لا سيما مع استغلال النظام الأموال المقدمة لها في حربه ضد الشعب السوري.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ