صراع بين مزودي الخدمة .. شكاوى حول انقطاع الإنترنت بـ "عفرين" وسط غياب الحلول
صراع بين مزودي الخدمة .. شكاوى حول انقطاع الإنترنت بـ "عفرين" وسط غياب الحلول
● أخبار سورية ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣

صراع بين مزودي الخدمة .. شكاوى حول انقطاع الإنترنت بـ "عفرين" وسط غياب الحلول

انضمت خدمة الإنترنت على قائمة الخدمات المتردية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، لتضاف إلى عدة خدمات تصل إلى المواطنين بصعوبة بالغة وبشكل متقطع وأبرزها الكهرباء، ورغم تكرار الدعوة إلى إيجاد حلول جذرية لمشكلة الإنترنت لا تزال المدينة تكابد عناء تأمين هذه الخدمة الضرورية.

وذكر ناشطون في المدينة إن شركة وطن للكبل الضوئي تأسست قبل قرابة العام، ودخلت في سوق العمل عفرين بموجب اتفاق 4 شركات كبيرة في تركيا اتحدت تحت اسم وطن، ومؤخرا جرى انقسام بين الشركاء وقام أحد أطراف الخلاف باستجرار كبل ضوئي تحت مُسمى شركة "هات نت".

ويتهم صاحب هذه الشركة بقطع كبل شركة منافسيه بشكل متكرر، ليرد الآخر بالأسلوب ذاته وقطع الكبل للشركة الأولى، وقال الناشط "فراس الصالح"، إن "المتضرر الوحيد هو الشعب وأصحاب الشبكات"، وذكر أن هناك العشرات من الشبكات المتضررة بهذه الأفعال التي يصفها ناشطون بأنها صراع مادي غير شريف وسط تجاهل السلطات المحلية.

وفي ظل الاتهامات المتبادلة تتواصل حالة الصراع والمضاربة على حساب المواطنين، وسط شكاوى متصاعدة بهذا الشأن، لا سيما وأن خدمة الإنترنت ضرورية وتعد جزء هام في أداء الكثير من الأعمال، وأبرزها ما يتعلق بمجال الصرافة والحوالات وترتبط بغالبية الخدمات الأخرى.

بما فيها الاستعلامات الطبية ويذكر أن مزودين الخدمة أطلقوا عدة تبريرات وصفت بأنها غير منطقية لما يحدث في عفرين لكنه لم يضع أجوبة مقنعة لهذا الصراع المادي، حيث تحدثت الشركات عن وجود أعمال صيانة، وسط معلومات عن أن هذه الشركات واجهات تتبع لمتنفذون في الفصائل العسكرية أو تعمل تحت غطاء منها في أقل تقدير.

وقال الناشط "حسين الزراعي"، إن المجلس المحلي في عفرين وقع بتوقع عقد احتكار للإنترنت لمجموعة شركات توحدت تحت اسم شركة وطن، حيث قاموا بتزويد الانترنت لعفرين منذ ما يقارب السنة، ومنذ أيام اختلف الشركاء ضمن هذه الشركة وخرجت إحدى الشركات وبدأت بتزويد خط منفرد تحت اسم شركة هات نت، علما أن أغلب الإدارات كانت من طرف واحد.

وأضاف، متهكما أنه "وللمنافسة الشريفة بين بعضهم يقوم أحدهم بارسال شبان تقوم بحفر مكان تواجد الكبل الضوئي وقطعه لسحب المشتركين من بعضهم البعض"، وهذا الحال تقوم عليه الشركتين، دون أن يتدخل المجلس أو القيام دوره في المراقبة والصلاحيات، مشيرا إلى معاناة السكان في عفرين من تردي خدمات الإنترنت واعتبر أن المواطن بات بين انقطاع من الانترنت والبقاء على هذا الحال في صراع الجشع بين الشركتين.

وعلى عكس بقية مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، تعتبر أسعار خدمة الإنترنت في مدينة عفرين من أعلى الأسعار والتكاليف وتم رفعها بشكل متكرر بنسبة 100% وسط حالة الاحتكار للخدمة من قبل جهات محددة، في ظل غياب العروض مع وجود حالة من الضعف العام في أداء الشبكات في عموم المدينة وريفها، ما أدى إلى تشكل حالة استياء كبيرة لدى السكان المدنيين.

ويشبه متابعون حالة الاحتكار وإنشاء الأسماء الوهمية للشركاء بما يفعله نظام الأسد الذي كان يحتكر قطاع الاتصالات بشكل كامل، في حين تتهم شركة وطن بالقيام بمساعدة شركة الكهرباء بقطع الكبل بشكل متكرر ويصل باليوم الواحد لثلاث مرات، نظرا إلى علاقة بعض أصحاب شركة وطن بشركة الكهرباء، وسط استمرار التنافس بقطع الأكبال المتبادل.

ونوه ناشطون إلى محاولة رئيس المجلس المحلي بعفرين بمحاولة حل الأمر وطلب شركة وطن وشركة هات نت وشركة الكهرباء لاجتماع ولم تحضر شركة وطن وقامت شركة الكهرباء بالتعهد بإصلاح كبل قالت إنها قامت بقطعه عن طريق الخطأ ولكن تهربت من وعدها وتذرعت بغياب المدير الفني، فقامت شركة هات بإصلاح الكبل على نفقتها الخاصة.

وكان أعلن المجلس المحلي في عفرين عن الإتفاق مع شركة "وطن تليكوم" على تزويد منطقة غصن الزيتون بخدمة الإنترنت عبر تقنية الألياف الضوئية، ودعا مزودي خدمة الإنترنت في المدينة لمراجعة المجلس المحلي للحصول على ترخيص مزاولة المهنة للاستمرار في عملهم.

وأضاف، أنه "علماً أنه سيتم إيقاف عمل الشركات غير المرخصة ومخالفتها أصولاً"، ومنذ ذلك الحين تعززت حالة الاحتكار فيما باتت مشكلة الإنترنت الفضائي في عفرين شمالي حلب من الصعوبات الكبيرة لاسيما أن الأهالي بأمس الحاجة إلى هذه الوسيلة لقضاء حاجاتهم اليومية.

وتجدر الإشارة إلى أن تردي خدمة الإنترنت وعدم إيجاد الحلول الجذرية وإيقاف هذا الصراع المادي ينعكس بشكل سلبي على السكان، دون أن تأخذ السلطات المحلية دورها، وسط معلومات عن تواطؤ جهات عسكرية في الجيش الوطني بهذا الاحتكار، وسبق أن تعرّض عدد من أصحاب شبكات الإنترنت في منطقة عفرين للتهديد من قبل عناصر فصائل بالمنطقة طالبوهم بتفكيك مُعداتهم، من أجل استبدالها بأخرى تابعة ﻷشخاص مرتبطين بهم، بعد رفض أصحاب الشبكات دفع إتاوة مالية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ