صحيفة إسرائيلية: تهديدات روسيا لحلفاء واشنطن بسوريا يؤثر على الحرب ضد إيران
قالت صحيفة "جيرازاليم بوست" الإسرائيلية، إن التهديدات الروسية ضد المجموعات المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا في إشارة للقوات في منطقة التنف، ستؤثر على الحرب التي تخوضها "إسرائيل" ضد إيران في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن موسكو تريد إثارة مخاوف الغرب، وإيصال رسالة مفادها أن هذا العام يصادف نهاية العالم "أحادي القطب"، ولفتت إلى أن موسكو تريد أن تُظهر لواشنطن أن لديها حصانة لمهاجمة الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة، في الوقت الذي تهدد تركيا أيضاً بمهاجمة جماعات مرتبطة بأمريكا، وتهاجم إيران، القوات الأمريكية بالمنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل هذا دليل على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يضع عالمه "متعدد الأقطاب" موضع التنفيذ، جنباً إلى جنب مع دول أخرى، ورجحت أن يكون لهذا عواقب وخيمة على إسرائيل، التي عملت ضد إيران في سوريا، وقالت: "لم يتضح بعد كيف يمكن لروسيا تغيير موقفها من إسرائيل، لكنها أدانت مؤخراً العمليات الإسرائيلية".
وسبق أن نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مسؤولين عسكريين أمريكيين، تحذيراً من خطر صدام مباشر بين القوات الأمريكية والروسية في سوريا، وسط اتهامات تطال القوات الروسية بأنها تقوم بـ "خطوات استفزازية".
وقال مسؤول عسكري أمريكي للصحيفة، إن روسيا شنت غارة على مواقع في منطقة التنف يوم الأربعاء، حيث يدرب عسكريون أمريكيون مقاتلين محليين، ولفت المسؤول إلى أن روسيا أبلغت العسكريين الأمريكيين بالغارة مسبقا عبر قناة الاتصال التي تم إطلاقها منذ سنوات، ونفذت الغارة ردا على هجمات ضد القوات السورية.
ولفت المسؤول إلى أن طائرتين روسيتين من نوع "سو 35" وطائرة أخرى من نوع "سو 24" ضربت موقعا عسكريا في التنف بعد البلاغ، وقالت الصحيفة إن المسؤولين أعربوا عن قلقهم إزاء الغارة، التي يقولون إنها لم تستهدف القوات الأمريكية بشكل مباشر، لكنها "تتحدى" مهمة القوات الأمريكية في سوريا.
ونفى المسؤولون وجود أي قوات أمريكية بالقرب من مكان الغارة، مشيرين إلى أنها لم تسفر عن أي خسائر في صفوف الأمريكيين، لكنهم اعتبروا ذلك "تصعيدا ملموسا للاستفزاز"، وتحدث عسكريون أمريكيون كذلك عن نشر روسيا مقاتلتين من نوع "سو 34" في المنطقة التي قامت القوات الأمريكية فيها بعملية ضد تنظام "داعش" الإرهابي شمال شرقي سوريا، وسحبتهما بعد توجه مقاتلات "إف 16" أمريكية إلى المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن عسكريين أمريكيين قولهم إنه كانت هناك أيضا "حوادث" أخرى خلال الأسبوعين الأخيرين، دون الكشف عن أي تفاصيل بشأنها، وقال قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية (سينتكوم)، الجنرال إيريك كوريلا: "نسعى لتجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري، وهذا يبقى هدفنا".