"شويغو" يُعين جنرالاً قاد قواتها في سوريا كقائد جديد للقوات المقاتلة في أوكرانيا
كشفت وكالة "تاس" الروسية، عن تعيين "وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الجنرال "سيرغي سوروفيكين"، قائدا جديدا لقواتها التي تقاتل في أوكرانيا، وهو ذاته الذي شغل سابقاً قائد المجموعة الروسية في سوريا حتى نيسان/ 2019.
وأوضحت الوكالة أن "الجنرال سوروفيكين ترأس سابقا المنطقة العسكرية الشرقية لروسيا، وقاد القوات الروسية في سوريا"، وقال متحدث وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، إن سوروفيكين "سيقود مجموعة القوات المشتركة في منطقة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا".
وأضاف كوناشينكوف أن "وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أصدر قرار تعيين سوروفيكين بهذا المنصب"، دون ذكر اسم القائد السابق للعملية العسكرية في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من إعلان السلطات الروسية اشتعال النيران في قطار محمل بالوقود إثر انفجار شاحنة فوق جسر "كيرتش" الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وسبق أن قالت صحيفة "تليغراف" البريطانية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أقال قائد القوات الروسية في أوكرانيا الجنرال "ألكسندر دفورنيكوف" الملقب "جزار حلب" نتيجة التقدم البطيء في دونباس بأوكرانيا.
ولفتت الصحيفة، إلى أن تقارير أفادت أن دفورنيكوف، الذي اختير لقيادة الهجوم في شرقي أوكرانيا في أبريل الماضي، شوهد مخمورا أكثر من مرة وفقد ثقة بوتين، وبينت أنه في حال تأكدت أنباء إقالة دفورنيكوف، فإن هذا سيمثل تغييرا رئيسيا آخر تشهده القيادة العسكرية الروسية خلال وقت قصير، مما يشير إلى أن بوتين غير راضٍ عن تطورات الحرب في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، السبت، إن الكرملين أقال مؤخرا العديد من الجنرالات، بمن فيهم الجنرال دفورنيكوف وقائد القوات المحمولة جوا الجنرال أندريه سيرديوكوف، ولم تعلق وزارة الدفاع الروسية بعد على هذه الأنباء، لكن الصحيفة ذكرت أنها كل ذلك يأتي بعد أسابيع من الشائعات غير المؤكدة حول استياء بوتين من أداء دفورنيكوف.
ولعب دفورنيكوف وكثير من الجنرالات الروس، دورا بارزا في الحرب التي شنتها روسيا على الشعب السوري لمساندة نظام الأسد، واستخدمت مئات الأنواع من الأسلحة الجوية والأرضية ضد السكان المدنيين، مرتكبة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على نحو واسع.
ويبلغ "سوروفيكين" الذي تدرج في مراتب الجيش الروسي، 55 سنة، وفق تقديم سابق عنه لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، والتحق بالقوات المسلحة الروسية منذ سنة 1982، حيث تلقى تعليمه، وله خبرة في قيادة العمليات العسكرية خارج حدود البلاد.
تخرج من الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة، سنة 2008، بالموازاة مع خدمته العسكرية الميدانية، منذ أكتوبر 2013 ، شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الشرقية، وشارك في العمليات العسكرية الروسية في كل من أفغانستان وطاجيكستان والشيشان.
بدأ يتردد اسمه كثيرا في وسائل الإعلام العربية، بداية من عام 2017، بعد تدخل روسيا في سوريا لأول مرة، لصالح نظام بشار الأسد في 2015، ومنذ مارس 2017، قاد سوروفيكين ما تصفه وزارة الدفاع التابعة للكرملين "التجمع العسكري الروسي في سوريا".
وكانت وصفته هيومن رايتس ووتش في إحدى تقاريرها سنة 2020 بأنه بين القادة العسكريين الذين قد يتحملون "المسؤولية عن الانتهاكات" التي حدثت في سوريا، وقبل مشاركته مع جيش بلاده في سوريا، عمل الجنرال سوروفيكين في العديد من الأدوار خارج البلاد بداية من سنة 2000، العام الذي عرف صعود بوتين لقيادة روسيا، تارة رئيسا وتارة رئسيا للوزراء.
وكانت قالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير سابق في وصفه: "على مدى أكثر من ثلاثين عاما، كانت مهمة سوروفيكين مليئة بالفساد والوحشية"، وقضى الجنرال سوروفكين ستة أشهر على الأقل في السجن بعد أن قتل جنود تحت إمرته ثلاثة متظاهرين في موسكو، خلال محاولة انقلاب فاشلة في أغسطس 1991، لكن أطلق سراحه في النهاية دون محاكمة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
حُكم عليه مرة أخرى في عام 1995 بالسجن مع وقف التنفيذ، بتهمة المتاجرة غير الشرعية بالسلاح، وفقا لوثيقة صادرة عن مؤسسة جيمس تاون، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن، أضافت أن الإدانة أُلغيت لاحقا.
تقول وثيقة المؤسسة في وصفه: "في الجيش، اشتهر سوروفكين بقسوة مطلقة"، وتم وضعه على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي في 23 فبراير الماضي، بينما تم إدراجه كقائد أعلى للقوات الجوية الروسية.
وكانت أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تقريرها السنوي السابع عن أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، مشيرة فيه إلى مقتل 6943 مدنياً بينهم 2044 طفلاً و1243 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد هذه القوات.