شجار واقتحام مراكز بالأسلحة.. مرشح يوثق التزوير بالفيديو ونائب: "أطلق صرخة ألم وأناشد الرئيس"
توالت الفضائح بخصوص مهزلة الانتخابات البرلمانية، وهذه المرة على يد المرشحين المهزومين وعدد من الأشخاص المحسوبين عليهم، حيث تكررت حالات الكشف عن التزوير والتلاعب في مراكز الاقتراع.
وقال ناشطون إن اتهامات بـ"شراء أصوات" أدت إلى مشاحنات وتضارب بالأيدي في أحد مراكز الاقتراع بدير الزور حيث اتهم أحد المرشحين مناديب المرشح "مدلول العزيز" بشراء الأصوات بقيمة 50 ألف ليرة للصوت الواحد.
فيما اقتحم موالون لشيخ عشيرة البوسرايا "مهنا الفياض" مبنى محافظة ديرالزور، وهم يحملون الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، وذلك فيما يبدو احتجاجاً على عمليات الفرز لصناديق الانتخابات برلمان الأسد.
وتشير الأنباء إلى خسارة الفياض أمام مرشح المليشيات الإيرانية مدلول العزيز، وتشهد المدينة حالة من الفوضى والتوتر الأمني، وتخوف من قبل الأهالي في وقت تجوب فيه سيارات موالية للفياض بالسلاح شوارع المدينة.
وقال البرلماني "وضاح مراد"، وأحد المرشحين لمجلس التصفيق إن هناك حافلات كل واحدة تحمل 50 راكب تجوب تتنقل من مركز إلى مركز بنفس الركاب وبكل وقاحة، ونشر مناشدة تحت عنوان "بلاغ وصرخة ألم الى السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد"، وفق نص المنشور.
وخاطب رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، قائلاً: "سيدي الرئيس ماحصل في حماة يوم أمس من مهازل في الانتخابات جريمة بحق الوطن والمواطن وتفريغ لمضمون توجيهاتك إلى المسؤولين نعم اقولها وبكل أسف وحزن وقهر".
وقلل من أهمية مزاعم النظام معالجة التجاوزات واعتبر أنها جوائز الترضية بإعادة انتخاب مركز من عشرات المراكز داخل حماة وذكر أنها غير مقبولة ومكشوفة إذا لم تلغى نتائج المراكز ويتم التدقيق بالأسماء المكررة ضمن السجلات فهذا يعني تكريس للفساد.
وأكد أن باصات كبيرة جابت حماة وزارت المراكز بذات الركاب الذين أدلوا بأصواتهم عدة مرات نهارا جهارا وذهبت الى اللجنة وأبلغهم وكان الرد بأنه يجب أن يكون لدي دليل مادي مع العلم أنه قام بتصوير الباص ورقمه واسم المركز في ذات المنطقة.
وما طلبته اللجنة التابعة للنظام في حماة، استطاع المرشح "وحيد يزبك" تأمينه بحمص، حيث نشر دلائل مصورة بالفيديو يفضح آلية الغش المتبعة حيث أظهرت في عدة بثوث نشرها وحذف بعضها لاحقا أن هناك عملية تزوير ممنهجة.
وكشف خلال بث تخلله ملاسنات أن حافلة بداخلها أكثر من 75 شخص قامت بالتجوال على العديد من مراكز الاقتراع بحمص والانتخاب بها من صباح الأمس حتى المساء، وهذا يعتبر جرم مشهود وطالب بتطبيق ما وصفه القانون على من قاموا بالتزوير.
ودعا إلى محاسبة المرشح "عفيف دلو"، الذي قام بذلك هو وفريقه ولم يستجيب النظام لمطالب "يزبك" بل قام باستدعائه للتحقيق والمثول أمام المحكمة بتهم عديدة، وكان اعتبر أن هناك وقاحة علنية لبعض المؤتمنين على الانتخابات وعدم اكتراث.
وقال أنه أصيب بخيبة أمل كبيرة مع خسارة الوطن ووفاة الديمقراطية وأكد أن هناك من جمع هويات بالآلاف وقدمها لمراكز الاقتراع، وقال الكاتب "رامز صالحة"، إن "ما يحدث من طرد مندوبين ومنعهم من حضور الفرز باستثناء قائمة واحدة هذا اسمه تشبيح".
ورد النظام على شكاوى "يزبك" بالاستدعاء ومن المرجح الاعتقال، وذكر مراسل وزارة الداخلية التابعة للنظام أن البث الذي نشره "يزبك" مخالف للقانون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ليس له الصلاحية أن يتكلم بصيغة الأمر مع ضباط وشرطة المرور بهكذا طريقة حتى وأن شاهد مخالفة.
وأكدت مصادر أن رغم ترويج النظام شهدت مسرحية الانتخابات إقبالاً ضعيفاً، وغياباً شبه تام للمظاهر الانتخابية وقدر أحد مندوبي المرشحين، أن أعداد المقترعين قليلة جداً، لأن الناس غير مهتمة بالانتخابات، وأكد خبير أن هذه الانتخابات "بلا رائحة ولا طعم ولا لون".
واعتبر في حديثه لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الدليل على ذلك أن كثيراً من "البعثيين" أنفسهم انتقدوا علناً التشكيلات التي وردت في قوائم "الوحدة الوطنية"، وقالت الصحيفة إن إيران تسعى إلى تعزيز أذرعها في سوريا عبر هذه الانتخابات وخاصة بدير الزور.
وأكدت نقلا عن خبير أن معظم المرشحين المحسوبين على إيران قادة مجموعات وميليشيات مسلحة، ومهربو أسلحة وكبتاجون، وعملت على دعمهم في الانتخابات البرلمانية لمنحهم "حصانة تمكنهم من العمل بحرية أكبر".
هذا ورغم الكثير من حالات التزوير والتلاعب اعترف نظام الأسد بحالات محدودة جدا مثل إعادة الانتخابات في مركز الاتحاد الرياضي بحماة، وكذلك إعادة الانتخابات في ناحية الشجرة بالكامل بمحافظة درعا، وقال نظام الأسد إن رؤساء اللجان ارتكبوا مخالفات في مركز انتخابي في بلدة جديدة الوادي بريف دمشق و3 مراكز في الرستن بريف حمص وسط سوريا.