صورة شام
صورة شام
● أخبار سورية ٢ أكتوبر ٢٠٢٣

شاركت في قتال العشائر بديرالزور .. من هي "الكتيبة الأممية" التي تضم "مرتزقة" تابعة لـ "قسد" ؟!

دفعت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) بعناصر مرتزقة من جنسيات مختلفة، للمشاركة في عملياتها العسكرية بمواجهة الحراك العشائري ضدها بريف ديرالزور الشرقي، وتصدر الحديث عن مشاركة المرتزقة إلى جانب "قسد" منذ تشكيلها، حتى ظهرت مؤخراً في مشاركة علنية في مواجهة العشائر العربية.


وتداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل مطلّع شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، صورة مقاتل ملامح آسيوية، مما يسمى بـ"الكتيبة الأممية"، الذي ظهر في المعارك بين ميليشيات "قسد"، ومقاتلي العشائر العربية بريف ديرالزور شرقي سوريا.


وقالت وسائل إعلام محلية في المنطقة الشرقية، إن المرتزق الذي ظهر خلال هجوم ميليشيات "قسد" على مناطق ريف دير الزور الشرقي، صيني الجنسية وهو من مرتبات "الكتيبة الأممية"، التي تم استدعاء عدد من العسكريين فيها للمشاركة في قتال العشائر.


وتبين أن الصورة التي تعد دليلاً على المشاركة للفعلية لهذه الكتيبة العسكرية في معارك دير الزور، ملتقطة حديثاً خلال المعارك الدائرة بين قسد ومقاتلي العشائر، كما ظهر المقاتل الصيني المرتزق إلى جانب عناصر من "القوات الخاصَّة H.A.T" التابعة لجهاز الاستخبارات في ميليشيات "قسد".


وتعد المرتزقة مكون أساسي لميليشيات "قسد"، وليست وبشكل متكرر يتم الكشف عن وجود مرتزقة أجانب في صفوف ميليشيات صفوف الميليشيات الانفصالية، وتشير تقارير إعلامية إلى أن "قسد" عمدت إلى زج مرتزقة أجانب مجندين لصالحها في كافة معاركها القديمة والحديثة.


وفي سياق موازٍ سلط ناشطون سوريون، الضوء على وجود مجموعات المرتزقة متعددة الجنسيات قاتلت بشكل علني في صفوف ميليشيات "قسد"، طيلة السنوات الماضية، وسط معلومات عن نقل عدد من العسكريين في هذه المجموعات إلى أوكرانيا للقتال هناك.


ونشر الصحفي السوري "مهاب ناصر"، سلسلة من المنشورات عبر منصة "إكس - تويتر سابقاً"، شارك فيها عدة صور تظهر مقاتلين ضمن مجموعات المرتزقة التابعة لميليشيات "قسد"، مشيراً إلى أن في خلفية بعض الصور تظهر قلعة جعبر على ضفاف نهر الفرات قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.


وكشف عن دور هذه المجموعات المرتزقة في القتال ومساندة ميليشيات "قسد" في جميع معاركها القديمة والحديثة، ونوه إلى أن هؤلاء المرتزقة يتحملون مسؤولية قتل 32 مدنياً في عام 2017 في مدينة مدينة ‎الطبقة التابعة لمحافظة ‎الرقة السورية.


وأكد أن هؤلاء المرتزقة الذين جاؤوا من بولندا وكندا وأمريكا وعدة دول أوربية بحجة قتال داعش، قتلوا مدنيين أبرياء لمجرد التسلية وهم يستمتعون على أنغام الموسيقى، ولفت إلى أن تواجد هذه المجموعات لم يكن يخفى على أحد حيث يوثق المرتزقة نشاطهم عبر مواقع التواصل.


ولم تخف مجموعات الارتزاق التابعة لميليشيات "قسد"، مشاركاتها في وظهرت بشكل علني على صفحات وحسابات فيسبوك و انستقرام و يوتيوب نشرت مشاهد قتالية في مناطق شمال وشرق سوريا، لا سيما في أرياف الرقة ودير الزور.


وذكرت جريدة المدن اللبنانية أن "قسد" حشدت عناصر من "الكتيبة الأممية" التي تضم مقاتلين أجانب من جنسيات مختلفة في صفوفها للقتال ضد العشائر العربية، ولفتت إلى أن "قسد"، استعانت بعناصر أجنبية للسيطرة على مناطق بريف ديرالزور الشرقي.


وتأسست "كتيبة الحرية الأممية"، في 12 حزيران 2015 بحجة قتال ودعم نضال شعوب ضد داعش، وتضم "كتيبة الحرية الأممية" أنصارا للفكر الشيوعي من دول أوروبا والشرق الأوسط، حاربوا إلى جانب ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش.


وفي العام 2018 رفع مقاتلون من "كتيبة الحرية الأممية" العلم السوفيتي الأحمر فوق الرقة بعد انتزاعها من قبضة داعش، في محاكاة لرفع راية النصر السوفيتية فوق برلين، في آخر أيام الحرب العالمية الثانية.


ونقلت صحيفة "مورنينغ ستار" الشيوعية البريطانية عن أعضاء في الكتيبة، أنهم يرون استعادة الرقة في سوريا رمزا للانتصار على النازية الداعشية، مثلما كان تحرير برلين رمزا للنصر على النازية والفاشية في أوروبا.


وبحسب موقع "بيلينغ كات" الاستقصائي، فإن “قسد” مؤلفة من عدة كيانات عسكرية، بينها "كتيبة الحرية الأممية"، التي تضم أنصارا للفكر الشيوعي من دول أوروبا والشرق الأوسط، حاربوا إلى جانب "قسد" ضد داعش، ويرون أنهم يقومون بـ"واجب أممي، دفاعاً عن أكراد سوريا، وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية".


وكان نشر الحساب الرسمي "مجلس القبائل والعشائر السورية"، على منصة "إكس"، صورا قال إنها "من داخل محافظة الحسكة تظهر وجود مرتزقة أجانب مجندين في صفوف ميليشيا قسد الإرهابية التي تسيطر على مناطق شمال وشرق سوريا".


وشنت "قوات سوريا الديمقراطية"، معركة إعلامية شرسة لا تقل ضراوة عن هجومها ضد مناطق ديرالزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث شرعت سواء عبر الإعلام الرسمي أو الداعم لها بنشر معلومات مغلوطة وصلت إلى حد التضليل وتزييف الوقائع خلال معاركها الدائرة ضد العشائر العربية.


وكان من الملفت إدارة الحرب الإعلامية بشكل منظم لا سيّما بما يتعلق بالاتهامات ضد العشائر العربية وبث أنباء الحسم العسكري والسيطرة على مناطق قبل دخولها، لكن كل ذلك لم يمنع السقوط بهفوات إعلامية أكدت بشكل أو بآخر زيف الرواية الرسمية التي تتبناها "قسد"، ما يدعم موقف العشائر العربية التي تقول إن لديها مظالم لدى "قسد" والأخيرة تضرب بهذه المطالب المحقة عرض وتقابل هذه المطالب العشائرية تروج لمعلومات لتضليل الرأي العام.


ويذكر أن منذ 27 آب/ أغسطس الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات العشائر العربية، وبين قوات "قسد"، أشعل فتيلها اعتقال قادة مجلس ديرالزور العسكري، وسط تطورات متسارعة حولت الصراع إلى مواجهات مفتوحة بين العشائر و"قسد" فيما تزعم الأخيرة أنها تلاحق "خلايا داعش والفاسدين وتجار المخدرات والتهريب والمخربين والخارجين عن القانون والعناصر الإجرامية والمرتزقة والعملاء للنظام السوري وتركيا".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ