قيادي كردي: "ب ك ك" حزب إشكالي ذو ثقافة دخيلة وبات عبئاً ثقيلاً على المجتمع الكردي
قال "إسماعيل رشيد، عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردستاني - سوريا، إن حزب العمال الكردستاني PKK، حزب إشكالي وذو ثقافة دخيلة على المجتمع الكردي، لافتاً إلى أنه بات عبئا ثقيلا وتهديدا مباشرا لأمن وسلامة بقية أجزاء كردستان وخلق مزيد من الأعداء للقضية الكردية.
ولفت السياسي الكردي إلى أن "ب ك ك"، عمد إلى سياسة التخوين والترهيب والوصاية بحق تلك الأحزاب وعسكرة المجتمع الكردي مما تسبب في تهجير وتدمير المدن والقرى الكردية.
وقال لموقع "باسنيوز" إن "صراع PKK وتركيا يمتد إلى مطلع الثمانينات ومر بمراحل ومنعطفات متعددة وبشعارات متناقضة ومستهلكة، فهذا الحزب إشكالي وذو ثقافة دخيلة على المجتمع الكردي، والأهم هو مصنف على قائمة الإرهاب الدولي، فبدلاً من تحصين جبهته الداخلية وتمتين علاقاته مع الأحزاب السياسية الكردستانية، عمد إلى سياسة التخوين والترهيب والوصاية بحق تلك الأحزاب وعسكرة المجتمع الكردي مما تسبب في تهجير وتدمير المدن والقرى الكردية في شمالي كردستان (كوردستان تركيا) وبقية أجزاء كردستان".
وأضاف أن "هذا الخيار العسكري وفي ظل القوة غير المتوازنة أساء كثيرا للقضية الكردية وبدأ تشويه عدالة القضية الكردية من قضية عادلة إلى متمردين وقطاع طرق في تركيا رغم التضحيات بدماء الكرد على مر العقود".
وبين رشيد، أن "لكل جزء كردستاني خصوصيته، ويجب أن تحترم إرادة شعوبها وحركتها السياسية، وهذا هو المعمول به باستثناء سياسات وممارسات PKK الذي لازال عاجزاً عن الامتثال للخيار السياسي وفرض إيقاع مصلحة الشعب الكوردي على الطاولة".
وأضاف بالقول: "للأسف يصدر PKK أزماته وفشله لخارج ساحته ويتدخل في أجزاء كوردستان الأخرى، وبات هذا الحزب عبئا ثقيلا وتهديدا مباشرا لأمن وسلامة بقية أجزاء كوردستان وخلق مزيد من الأعداء لقضيتنا".
وأوضح: "فما الهجمات والتدخل التركي في مناطق شرقي سوريا وإقليم كوردستان العراق سوى تقديم الذرائع لتركيا، وبكل تأكيد استهداف هذه المناطق يخلق حالة الخوف وعدم الاستقرار والتهجير رغم وحود اتفاقات بين أطراف عدة (تركيا – أمريكا - روسيا) لخروج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مسافة 32 كم عن الحدود الجنوبية لتركيا، وطالما لا يوجد التزام بهذه الاتفاقات ولا يوجد حوار فستبقى مناطق كوردستان سوريا والعراق عرضة للهجمات والقصف بين فترة وأخرى".
وأكد السياسي أن "الخيار العسكري لتركيا لن يجدي نفعاً ولن تحسم مظلومية القضية الكردية العادلة ولا يوجد خيار بديل للحوار، فالقضية الكردية في تركيا لها امتداد تاريخي وعمق جغرافي كردستاني لا يمكن اختزالها بظاهرة التمرد والمجموعات المسلحة من قبل تركيا، ولا بد من الاعتراف بحقيقة وجود قضية كوردية محرومة ومهمشة".
وشدد رشيد أنه "على منظومة PKK أن تستفيد من تجاربها على مر العقود وتقيم نتائجها والتي لم ولن تحقق أي مكسب للكرد، لا بل قوضت كثيراً عدالة القضية الكردية عبر تفردها واحتكارها لمصير شعبنا وفق أجندات حزبية وفرض أيديولوجيتها بقوة السلاح والترهيب، فيجب استثمار المناقشات والمداولات التي تجري حاليا بين عدة أحزاب تركية وشخصيات مؤثرة من HDP في البرلمان التركي والتفاعل معها إيجابيا تمهيدا لبناء حوار جاد ينهي معاناة شعبنا".
ولفت القيادي إلى أن "الكفاح المسلح له مراحله ومسبباته ومبرراته، ولكن في ظل التكنولوجيا والتوازنات ومصالح الدول يبقى الخيار السلمي والدبلوماسي والحوار هو الخيار الأفضل لكسب المزيد من المناصرين لقضيتنا والتأكيد على البعد الوطني يزيد من ثقافة التفاعل والشراكة بين المكونات".
وختم إسماعيل رشيد حديثه قائلاً: "القضية الكردية في سوريا هي قضية عادلة وحلها يخص جميع السوريين إلى جانب حقوق كافة المكونات السورية، لذا يجب على الفعاليات الكردية والسياسية والمجتمعية في كردستان سوريا والأحزاب الكردستانية المطالبة من PKK بعدم التدخل في شؤون الأجزاء الكردستانية والخروج منها وعدم تقديم الذرائع للتدخلات التركية والتسلح بثقافة المنطق والحوار لحل القضية الكردية في تركيا بدلاً من حروب الوكالة التي لا تمت بصلة لمصلحة شعبنا".