قبضة استخبارات "قسد" ترهق السكان وشهادات تكشف واقع السجون في "منبج"
كشفت مصادر إعلاميّة محلية عن تزايد نفوذ قبضة "قوات سوريا الديمقراطية"، (قسد) على مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حيث كثفت من نشاطها الأمني الذي يتعقب السكان وسط بث الخوف والهلع من انتقاد سلطان الأمر الواقع وسط تزايد ملحوظ للاعتقالات التعسفية التي ترهق السكان وتحولت إلى شبح يلاحق المدنيين هناك.
وأكدت المصادر ذاتها أنّ "الاعتقالات التعسفية في مدينة منبج بريف حلب الشرقي تعد إحدى وسائل ميليشيا "قسد"، التي تهدف إلى إخضاع الأهالي تحت سيطرتها وترهيبهم لمنع حدوث أي تحركات تهدف لطردها من المدينة ذات الغالبية العربية"، وحصلت شبكة شام الإخبارية على شهادات من معتقلين سابقين تكشف واقع السجون في "منبج" بريف حلب الشرقي.
وفي التفاصيل، قال المواطن "محمد الأحمد"، -اسم مستعار للحفاظ على سلامته- كونه أحد المعتقلين السابقين لدى ميليشيا "قسد"، في منبج إنه قضى قرابة العام في السجن المركزي التابع للميليشيات في حي السرب في الجهة الشمالية من منبج والتهمة الموجهة له هي التحدث عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها المدينة و انتقاده للسياسة التي تتبعها "قسد" في إدارة المدينة.
وأضاف، لم يكن يعلم أنه في ذلك الحين يوجد أحد أفراد الاستخبارات بلباس مدني متواجد في المكان الذي قام على الفور بالإبلاغ عنه لتأتي دورية بعد منتصف الليل وتقوم باعتقاله بشكل مهين من منزله والاعتداء عليه بالضرب، وتابع قائلا: "أنا نفسي لم اكن اعرف ماهو سبب اعتقالي" وهذاك وسط توجيه اتهامات له خلال التحقيق بالعمالة.
ولفت إلى نقله لاحقا إلى زنزانة في قبو سجن المالية، وذكر أن هناك أوضاع مأساوية يعيشها السجناء في ذلك السجن الرطوبة خانقة الأمراض متفشية النظافة معدومة وكل ذلك ويدعون الديمقراطية، وبعد سجن حوالي الشهر تمت إحالته للمحكمة وحكم عليه القاضي بالسجن مدة عام كامل.
وتابع، "حتى ذلك الحين كنت لا أعرف ما هي تهمتي وبعد أن تم نقله للسجن المركزي كانت عائلتي قد وكلت محامي ليلاحق قضيتي وهو من قال لعائلتي اننتي متهم بالذم والقدح بحق الادارة عندها ادركت ان كل ماحصل لي كان بسبب انتقادي لهم"، واختتم "بعد انقضاء مدة سجني تم اطلاق سراحي ولكن كان الإفراج عني مشروطا بالتعامل معهم ونقل كل مايدور امامي لهم وإلا سيتم سجني مرة اخرى بتهمة مختلفة".
واستطرد قائلا: قالوا لي السجن لنا والتهم جاهزة والمحكمة تعمل بأمرتنا والان انا افكر بالهجرة خارج البلاد لانني اذا تعاملت معهم سأظلم اناس كثيرون كما حصل معي واذا لم اتعامل سأكون الشماعة التي يعلقون عليها التهم وأسجن مرات عديدة"، وحسب مصادر مطلعة بمنبج أنه يوجد في المدينة عدة سجون تابعة لإدارة الاستخبارات والمجلس العسكري والأمن الداخلي.
ومنها سجن المالية وهو سجن للتحقيق والتوقيف المؤقت اما السجن الثاني هو السجن المركزي يقع على طريق جرابلس شمالي منبج وهو سجن لتنفيذ أحكام المحكمة والسجنين انفي الذكر تابعين لقوى الأمن الداخلي أما بقية السجون تتوزع كالتالي سجن مؤسسة الثروة الحيوانية يقع في الجهة الشرقية من منبج وهو سجن تحت الأرض تابع للاستخبارات يتم فيه إيقاف المتهمين بالتعامل مع الجهات الخارجية كالجيش الوطني وتنظيم داعش والنظام السوري.
وهناك سجن جبل دور دادا في الجهة الجنوبية من منبج وهو سجن يقع تحت الارض ايضا في الجبل تابع للاستخبارات ويتم سجن المهربين وافراد من تنظيم داعش بداخله كما أنه يوجد سجن في جبل أم السرج جنوبي منبج وهو سجن يتبع ايضا للاستخبارات فيه مساجين من تنظيم الدولة وأفراد من الجيش الوطني والمتعاملين معهم ويوجد سجن وحيد لمجلس منبج العسكري في مطاحن مدينة منبج حيث قيادة المجلس العسكري والمساجين بداخله كلهم عسكريين يتبعون للمجلس بتهم مختلفة.
وتابع المصدر أن جميع السجون تفتقر لابسط مقومات الحياة ويتبع السجانين فيها كل انواع التعذيب كما أن الطعام المقدم فيها يكون اما منتهي الصلاحية او طعام لايسمن ولا يغني من جوع اما المدعومين والذين يدفعون المال يكون طعامهم مختلف حتى الزنزانات تختلف بحسب المدعومين من غيرهم.
ويروي "أبو سليم"، رفض الكشف عن هويته وهو أحد المعتقلين السابقين لدى استخبارات قسد بمنبج قصة اعتقاله والتهم الموجهة له قائلا بعد منتصف الليل اقتحمت عدة سيارات منزلي في ريف منبج يستقلها عناصر مقنعين وقاموا بتفتيش المنزل واعتقاله دون معرفتي ما هي اسباب اعتقالي واقتادوني معصوب العينين إلى جهة مجهولة وتم وضعي في غرفة مظلمة حتى اليوم التالي.
مشيرا إلى أنه بعد قدوم المحققين دخل أحد العناصر المقنعين وقام بعصب عيناه وبعد بدأ التحقيق معه والتهمة الموجهة إليه هي التعامل مع الجيش الوطني كون شقيقه عنصر في الجيش الوطني يتهمونه بالتواصل معه وإعطائه معلومات عن المقرات العسكرية وعن تحركاتهم في المدينة.
وأكمل قائلا، وبعد أكثر من 20 يوم تحت التحقيق والتعذيب لم اعترف بشيء لان كل التهم المنسوبة لي كانت ملفقة لتتم بعدها إحالته للمحكمة وبعد توكيل اهلي محامي للدفاع عني ودفعهم مبلغ عشرة آلاف دولار صدر الحكم بسجني سنة ولولا تدخل المحامي ودفع اهلي للرشاوي لما كنت رأيت النور لأنه كان في السجن معي محكومين حتى 15 سنة وكلهم متهمون نفس التهمة التعامل مع الجيش الوطني ومنهم مع النظام السوري ولكن لم يقوموا بدفع الرشاوي.
وبحسب مصادر محلية وناشطين من مدينة منبج بريف حلب الشرقي، فإن ميليشيا "قيد"، تتغاضى عن كل الأعراف والقوانين التي وضعتها وهي أن يكون الاعتقال عن طريق ما يعرف بالكومين وإحضار ورقة إحضار من المحكمة لاعتقال أي مدني وعدم اقتحام المنزل بالقوة واحترام حرمة المنزل والواقع عكس ما يدعون به ويعكس الصورة الحقيقية للميليشيات.
هذا وتقبع مدينة منبج بريف حلب الشرقي تحت سيطرة ميليشيا قسد منذ اواخر العام 2016 بعد معارك قامت بها ميليشيا قسد ضد تنظيم داعش، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا واستمرت قرابة الشهرين والنصف سيطرت من خلالها ميليشيا قسد على مدينة منبج.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة منبج تعيش حالة من الفلتان الأمني وانعدام الأمن والأمان في ظل سيطرة ميليشيا "قسد"، التي جعلتها مرتعا لتجار المخدرات والخارجين عن القانون بينما تقوم بحملات الاعتقالات بحق المدنيين الأبرياء بتهم تنسبها إليهم بغية تخويفهم وبث الخوف والرعب في قلوبهم، وتعزيز نفوذها.