
"نيوزويك": مواقف أمريكا تناقض توجهات القوى الفاعلة في سوريا
اعتبر مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن مواقف الولايات المتحدة تناقض توجهات القوى الفاعلة في سوريا، التي تحاول استغلال الظروف حالياً لفرض رؤيتها بالنسبة لعملية تسوية الملف السوري.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة أبقت مئات الجنود الأمريكيين في سوريا دون وضع أي مخططات سياسية كبرى بشأنهم، على الرغم من أن البيت الأبيض يصرح بأن كل ذلك يسير وفقاً لخطة محددة.
ونقلت المجلة عن متحدث رسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي (لم تسمه)، أن أولويات واشنطن تجاه سوريا واضحة، وهي التشجيع على الالتزام بوقف إطلاق النار، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية، وضمان هزيمة "داعش"، ودعم العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.
ولفت المتحدث إلى أن المهمة العسكرية الأميركية في شرق سوريا تتمحور حول ضمان هزيمة "داعش" بصورة دائمة، مؤكداً عدم وجود أي بعثة عسكرية لأهداف أخرى، وأضاف: "لا نتوقع إدخال أي تغييرات على الوجود العسكري الأميركي في شرقي سوريا على المدى القريب".
وبينت المجلة أن كلاً من روسيا وإيران والنظام السوري ومؤخراً تركيا، طالبت بانسحاب الولايات المتحدة من شمال وشرق سوريا، كما أن الصين أيضاً أصبحت تعارض ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا.
وسبق أن قالت مجلة "ناشيونال انترست" إن من الضروري أن تراجع إدارة الرئيس جو بايدن، أهداف الاستراتيجية الأمريكية في سوريا وكيفية تحقيق المصالح الأمريكية وإلا فعليها وضع الشروط المناسبة للخروج من هناك.
وأشارت "ناشونال انترست" إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تحولت نحو هزيمة تنظيم الدولة، مع أن واشنطن حاولت الاستفادة مرة من تنظيم الدولة ضد نظام الأسد، إلا أنها غيرت المسار باتجاه هزيمة التنظيم وتعاونت مع إيران وروسيا للقضاء عليه.
واعتبرت أن استراتيجية بايدن قد تعمل على تحقيق 3 أهداف، تتمثل بتخفيف المعاناة الإنسانية وحل المسألة الكردية وهزيمة تنظيم الدولة وللأبد، مضيفة: "من أجل تحقيق الأهداف الثلاثة وهزيمة إيران على إدارة بايدن الحديث مباشرة مع الأسد".
ووفق "ناشيونال إنترست" فإن على الولايات المتحدة الاعتراف أولا بانتصار الأسد الواضح منذ فترة والسماح له باستعادة المناطق الخارجة عن سيطرته وبدء الإعمار من جديد، إلا أن ذلك لن يكون سهلا، خاصة مع نظام استخدم الجوع أو الركوع وخرق كل اتفاقيات وقف إطلاق النار ومارس التعذيب والتغييب القسري.
ورأت المجلة أنه "يمكن لبايدن تقديم دفاع قوي عن أن البقاء في سوريا لا يخدم المصالح الأمريكية. فعلى الرغم من الشعارات البراقة التي رفعها مسؤولو إدارة ترامب عن عزل سوريا اقتصاديا وحرمان المستفيدين من غنائم الحرب وجعلها مستنقعا للروس، فالواقع هو أن السياسة الأمريكية لم تحاسب الأسد أو تغير سلوكه أو حلت النزاع بل زادت من معاناة السوريين".