ميليشيات إيرانية معززة تنتشر بأرياف إدلب وحلب.. إعادة تموضع أم هروب من ضربات محتملة..؟
علمت شبكة "شام" الإخبارية، نقلاً عن مصادر عسكرية وأخرى من من فرق الرصد في شمال غربي سوريا، عن وصول قوات عسكرية كبيرة لميليشيات إيرانية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة، إلى نقاط التماس في أرياف حلب وإدلب، بالتوازي مع تعزيزات لقوات الحرس الجمهوري التابع للنظام في أرياف حلب واللاذقية.
وقالت المصادر لشبكة "شام"، إنها رصدت منذ بداية شهر تشرين الثاني الجاري، وصول قوات عسكرية كبيرة للميليشيات الإيرانية، التي توزعت على محاور التماس بأرياف إدلب وحلب، ولفتت إلى أن تلك القوات مدججة بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر.
وبينت المصادر، أن قوات تابعة لميليشيا "لواء فاطميون" انتشرت بشكل كبير في مدن (خان شيخون - معرة النعمان - طريق حنتوتين) بريف إدلب الجنوبي، واتخذت من المدارس والمرافق الحكومية مقرات لها، في حين رصدت انتشار لتلك الميليشيات في مدينة سراقب وعلى خطوط التماس بريف إدلب الشرقي وصولاً لجبهات ريف حلب الجنوبي والغربي.
وذكرت مصادر "شام"، أن الانتشار يشمل مئات المجموعات المزودة بمختلف أنواع الأسلحة، وجاء ذلك بالتوازي مع انتشار قوات للحرس الجمهوري التابع لنظام الأسد على محاور حلب (مدرسة المشاة - رادار شعالة قرب الباب)، وكذلك قوات الحرس الجمهوري على جبهات سلمى بجبل الأكراد.
هذه الحشود طرحت تساؤلات عديدة عن سبب وصولها للمنطقة وتعزيز مواقعها على مختلف المحار، حيث قالت المصادر العسكرية، إن تحركات تلك الحشود مرصودة للفصائل المسيطرة على مختلف خطوط التماس، وأنها تترقب بحذر بالغ أي نية لشن أي هجوم على أي محور في حال كان هذا مخططها.
في الطرف المقابل، أوضحت مصادر أخرى إلى أن تلك الحشود وصلت للمنطقة بالتوازي مع تهديدات محتملة بشن القوات الأمريكية ضربات مركزة على مواقع ميليشيات إيران في مناطق البادية وأرياف دير الزور، مرجحة أن تكون تلك الميليشيات لجأت لإعادة نشر قواتها في مناطق بعيدة عن مناطق الصراع بين الطرفين.
وكان رصد ناشطون في مدينة حمص، وصول تعزيزات عسكرية وأسلحة إيرانية تابعة لحزب الله الإرهابي، إلى داخل كتيبة الدفاع الجوي 743 التابعة للواء 72 دفاع جوي في ميليشيات الأسد، وتقع الكتيبة على الطريق الواصل ما بين مدينة تلبيسة وقرية الغنطو شمالي حمص.
وسقطت الكتيبة المذكورة بيد الثوار في عام 2012، وبقيت ضمن المناطق المحررة حتى سيطرة نظام الأسد وروسيا على ريف حمص الشمالي عام 2018، ومنذ ذلك العام لم تخضع الكتيبة لأي عمليات تأهيل وبقيت خارج الخدمة، وسط ملاحظة وجود بعض التحصينات الإضافية داخلها.
ولوحظ خلال الأيام الماضية، ورود تعزيزات عسكرية ضم رتل أمني من ميليشيات "حزب الله"، قادم من مطار الضبعة العسكري بريف مدينة القصير الجنوبي، ويحاول "حزب الله"، من خلال السيطرة على الكتيبة استخدام مستودعات الكتيبة لتخزين الأسلحة والمعدات العسكرية.
وقالت مصادر عراقية، مقربة من الميليشيات الإيرانية هناك، إن فصائل عراقية مسلّحة عدة، أجرت خلال الفترة الماضية، عمليات إعادة تموضع سريعة في مواقع مختلفة من الشريط الحدودي العراقي السوري، في ظل توتر بين واشنطن وإيران في المنطقة.
وكان كشف مركز جسور للدراسات في تقرير يتضمّن خرائطَ تحليليّة عن عددِ المواقع العسكرية للاحتلالين الروسي والإيراني في الجنوب السوري، مبيّناً أن خريطة مواقع القوى الخارجية جنوبي سوريا ترسم مدى النفوذ الخارجي، وخاصةً الإيراني، على القرار السياسي والميداني في هذه المنطقة الحساسة والمهمة جيوسياسياً.