متزعم "الحشد" ينافس "بشار" على السخرية فوق ركام حلب ويصرح: "ليبقى عرين الأسد سالماً"
تداولت معرفات إعلامية تابعة لميليشيات "الحشد الشعبي العراقي"، التابعة لإيران، مشاهد بينها لقاء على أنقاض حلب جمع رئيس أركان الحشد، "أبو فدك المحمداوي"، برأس النظام "بشار الأسد"، وتبادلا الابتسامات والحوارات الضاحكة على ركام المدينة التي يدعون إغاثتها.
ويظهر مقطع مصور للقاء بين الطرفين، مع مخاطبة بشار الأسد لمتزعم الميليشيا بقوله "أنتم قدمتم دماء وليس غريبا تقديم العرّق"، ليقاطعه "المحمداوي"، بقوله: "هذا واجبنا وليبقى عرين الأسد سالم ويكون حظه طويل"، على حد تعبيره.
ورغم النكبة استذكر رأس النظام مساهمة ميليشيات إيران في مساندته في المعارك الشرقية معتبراً أنها كانت الجناح الأيمن لقوات الأسد، فيما قال أحد ضباط جيش النظام خلال اللقاء ذاته "سيدي الرئيس حلب كانت منكوبة، ولكن بسبب زيارتك ليست منكوبة اليوم"، وفق تعبيره.
وتظهر كافة المشاهد التي ظهر بها رئيس أركان ميليشيات "الحشد الشعبي العراقي"، وهو مبتسماً، وكأنه ينافس رأس النظام في توزيع الابتسامات والسخرية من ركام حلب، حيث لم يتمكنوا من إخفاء فرحتهم بدمار وقتل الشعب السوري، كونها المهمة التي يقومون بها منذ أكثر من عقد من الزمن.
وظهر "المحمداوي"، في تسجيل قصير وهو يحاور ضابط في ميليشيات النظام قرب المباني المهدمة، وسط تعالي الضحكات، كما ظهر وهو يستغل دموع طفل سوري، مروجا للميليشيات الإيرانية، وكذلك قام بتوزيع البسكويت على الأطفال والنساء.
ويعرف أن "أبو فدك المحمداوي"، من أبرز وجوه الإجرام بحق الشعب السوري واسمه الحقيقي هو "عبد العزيز الملا مجيرش المحمداوي"، ويطلق عليه عدة ألقاب منها "الخال"، و"أسد الشام"، ويشغل حاليا منصب قائد أركان الحشد الشعبي وأحد القادة البارزين فيه، وهو الأمين العام السابق لكتائب ميليشيات حزب الله في العراق.
وكانت نشرت وسائل إعلام إيرانية مشاهد من زيارة متزعم ميليشيا فيلق القدس في "حرس الثورة الإيراني"، العميد "إسماعيل قاآني"، إلى مدينة حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وذلك بحجة تفقد ومساعدة المناطق المنكوبة.
وزعمت حسابات تابعة لميليشيات إيران إن الزيارة جاءت "للإشراف المباشر على عمليات إنقاذ المدنيين العالقين هناك"، فيما أكد ناشطون أن الزيارة لا تعود كونها استغلالية وللإشراف على عمليات سرقة المساعدات.
وأثارت زيارة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما وأن ميليشيات إيران كان لها دور كبير في تدمير مدينة حلب السورية، خلال العمليات العسكرية والجرائم بحق الشعب السوري التي ارتكبتها خلال مساندة نظام الأسد.
وكانت أصدرت عدة جهات تعرف بوقوفها خلف جرائم قتل وتهجير الشعب السوري وتدمير مدن بأكملها، وعلى رأسهم نظام المجرم الأول "بشار الأسد"، بيانات تزعم دعمها للمتضررين من كارثة الزلزال المدمر، في استغلال واضح لتلميع صورتهم على حساب ضحايا الكارثة.
وزعم جيش نظام الأسد إنه "يشارك في واجبات في عمليات الإنقاذ، استناداً إلى دوره الطبيعي في أوقات الحرب والسلم"، كما نشرت عدة شخصيات تابعة لميليشيات نظام الأسد منشورات وصور تدعم هذه الرواية المزعومة وترويجها إعلامياً.
وقال وزير الدفاع في جيش النظام إنه رأس النظام "قائد الجيش والقوات المسلحة"، وجه إلى "تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى المواطنين في مراكز الإيواء"، كما رّوج إلى وجود جهود لمن وصفهم بأنهم "الأصدقاء الروس والإيرانيين".
وفي سياق متصل ادّعى قائد قوات الاحتلال الروسية في سوريا أن بلاده "تقف إلى جانب الشعب السوري في محنته وتقديم المساعدة الضرورية اللازمة للمتضررين"، كما تحدث رئيس الأركان الإيراني عن استعداد بلاده لتقديم العون للشعب السوري.
وقالت ميليشيات "الحشد الشعبي" العراقي المقربة من إيران إنها أرسلت فرق إنقاذ من أجل المشاركة في عمليات إنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض في سوريا، وانطلاق حملة تضامن شعبية عراقية مع الناجين، على حد قولها، حيث تتصدر ميليشيات إيران هذه الحملات وتستغلها لدعم صورتها.
وفي بيان صادر عن ميليشيات "حزب الله" اللبناني، أعلن عن ضرورة وضع كل الإمكانات المتاحة للتخفيف من المعاناة داعيا الحكومات والمنظمات إلى تقديم يد العون إلى سوريا وتركيا، كما زعمت إيران عبر ميليشيا "حركة أنصار الله"، في اليمن أن "ما تعرض له الشعب السوري من كارثة يتطلب رفع الحصار الظالم عنه"، على حد قوله.
ويذكر أن جميع الجهات المذكورة "جيش النظام- وميليشيات روسيا وإيران"، ارتكبت جرائم إنسانية وانتهاكات واسعة النطاق ضد الشعب السوري، وتحاول الترويج لنفسها من خلال كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري فجر الإثنين الماضي وخلف أضرارا بشرية ومادية هائلة.