مطالباً بتحييد المدنيين.. "الهجري" يؤكد تأييده الضربات الأردنية ضد تجار المخدرات بسوريا
أعلن "الشيخ حكمت الهجري" الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء، تأييده للضربات الأردنية التي تستهدف تجار المخدرات في سوريا، في وقت ناشد السلطات الأردنية للتحقق من عدم إلحاق أضرار بالمدنيين، مشيراً إلى أن معالجة تهريب المخدرات يجب أن تتم بعيداً عن الأماكن المدنية.
وقال الهجري في كلمة خلال لقائه وفداً من قرى وبلدات السويداء، إن عدو الأردن هو عدو لطائفة الدروز في سوريا، في إشارة إلى تجار ومهربي المخدرات، داعياً إلى تحديد الضربات ضدهم، وأكد أن الميليشيات الطائفية المسلحة في سوريا، في إشارة إلى الميليشيات الإيرانية هي الحامي لتجارة المخدرات في الجنوب السوري.
وأعرب وفد الأهالي، عن استنكاره لعمليات تهريب المخدرات، مطالباً بتحييد المدنيين والتجمعات السكنية عن الضربات الجوية الأخيرة.
وكان أكد "معهد واشنطن للدراسات"، في تقرير له، أن الأردن يتخذ موقفا حازما ضد تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة وتسلل الطائرات المسيّرة وغيرها من التهديدات عبر الحدود مع سوريا، لكنه لا يزال بحاجة إلى قدرات دفاعية معززة ومساعدات حاسمة أخرى من الولايات المتحدة.
ولفت المعهد إلى أن الأردن يسير على درب محفوف بالمخاطر، في ظل الاضطرابات المتصاعدة في المنطقة، ما يجعله في وضع يحتم عليه تعزيز تحالفاته مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء.
وقال التقرير الذي أعده "عبد الله الحايك وأحمد شعراوي"، وهما مساعدان باحثان في المعهد؛ إنه في الثامن من كانون الثاني /يناير الجاري، نفّذ سلاح الجو الملكي الأردني ضربات ضد تجار مخدرات مشتبه فيهم ومستودعات مشبوهة في سوريا، في عملية هي الرابعة من نوعها في الأشهر الأخيرة.
وحصلت هذه الضربات وسط تقارير عسكرية تفيد بازدياد محاولات التهريب - التي تشمل المخدرات في المقام الأول، ولكن الأسلحة أيضا - عبر الحدود الشمالية للمملكة. وفي الفترة بين كانون الثاني/يناير وآب /أغسطس 2023 فقط، تم تسجيل إجمالي 194 محاولة تهريب وتسلل، شملت 88 منها استخدام طائرات مسيّرة.
وأضاف أن بعض الحوادث عبر الحدود، أدت إلى وقوع اشتباكات مع عناصر الأمن الأردني، ومن ضمنها ثلاث حوادث وقعت مؤخرا، وهي اشتباك في 12 كانون الأول /ديسمبر، أسفر عن مقتل جندي واحد، ومعركة في 18 كانون الأول/ديسمبر دامت أكثر من عشر ساعات، وضُبط فيها للمرة الأولى سلاح مضاد للدبابات على الحدود، واشتباك في 6 كانون الثاني /يناير، قُتل فيه خمسة مهربين واعتُقل خمسة عشر شخصا.
وبين التقرير أن المسؤولين العسكريين الأردنيين يعزون جميع هذه المحاولات إلى الجماعات الموالية لإيران في سوريا، وبين أن المهربين يستخدمون أسلحة متطورة على نحو متزايد -بما في ذلك القنابل الصاروخية والألغام والطائرات المسيّرة-، ونتيجة لذلك خلص مسؤولون أردنيون إلى أن هذه المساعي الإجرامية تهدد الأمن الوطني على نطاق واسع. ومن شأن المساعدة الإضافية من الولايات المتحدة أن تشجع المملكة على تكثيف جهودها للتصدي لهذا التهديد، في زمن الأزمة الأوسع نطاقا التي تشهدها المنطقة.
وفي إشارة إلى أن عمليات التهريب تشكل تحديا للمملكة منذ أمد بعيد، إلا أنها وصلت ذروتها خلال الأشهر الأخيرة، ذكر التقرير أن "الأردن يواجه تصاعدا حادا في تهريب المخدرات، خاصة الكبتاغون، عبر حدوده. فهذا الاتجار غير المشروع يجري بمعظمه بتدبير من عناصر في النظامَين السوري والإيراني، ويثقل كاهل الأردن على صعيد موارد الأمن وإنفاذ القانون، ويزيد المخاوف المحلية بشأن التأثير الاقتصادي والاجتماعي للمخدرات".
وأشار إلى أن عمّان "تدرك كيف يمكن أن يؤثر هذا التهريب على مكانتها الإقليمية، ففي النهاية، خفضت دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا علاقاتها مع لبنان بعد عدم نجاح بيروت مرارا وتكرارا في وقف تدفق المخدرات عبر حدودها".