مسؤول يحمل "الطحين" مسؤولية رداءة الخبز.. وآخر: المشكلة بالتصنيع
تجددت حالة التخبط والتناقض في تصريحات مسؤولي النظام التي تعمد إلى تبرير ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء الأسعار، وانعدام الخدمات وسط انهيار اقتصادي متواصل، ونقلت صحيفة تابعة لإعلام النظام تبريرات متناقضة حول سبب رداءة الخبز في حماة وسط سوريا.
وقال مدير فرع السورية للمخابز العامة لدى نظام الأسد بحماة "هيثم إسماعيل"، إن سبب رداءة الخبز الدقيق الذي كان يرد للمحافظة من خارجها، نتيجة توقف مطحنة سلمية عن العمل وزعم أن هذه المشكلة انتهت بعودة المطحنة للعمل وإنتاجها الدقيق الممتاز.
وبرر كثرة المخالفات الواردة عبر وزارة التموين بسبب قدم الآلات في بعض المخابز التي لم تحدث منذ تأسيسها قبل عقود، واعتبر أن الضبوط التموينية حالة صحية، وقدر أن المخابز التابعة لفرع المؤسسة تنتج يومياً نحو 210 – 220 طناً من الخبز.
وبيَّن العديد منهم لـ«الوطن» أنهم مجبرون على تناول ذلك الرغيف مهما يكن رديئاً لعدم وجود خيار آخر لديهم، ولعدم قدرتهم المادية على شراء ربطات الخبز السياحي،
بالمقابل برر مدير فرع السورية للحبوب بحماة "وليد جاكيش"، تباين جودة الرغيف بالمخابز الآلية والعامة بالمحافظة، إلى مخالفات الغش التي يرتكبها بعض القائمين على تلك المخابز، وذكر أن المؤسسة لا توزع للمخابز إلا دقيقاً نظامياً وضمن المواصفات الممتازة.
وادعى أنه فور ورود شكاوى من المواطنين عن جودة الخبز، واحتمال أن يكون الدقيق سبباً في ذلك، تم تشكيل دوريات وسحب عينات دقيق من المخابز المخالفة تحديداً، وأثبت تحليلها أن الدقيق ضمن المواصفات ولا توجد أي مشكلة فيه، وفق تعبيره.
واعتبر أن المشكلة ليست بالدقيق إذاً وإنما بسوء التصنيع، وحرص بعض المخابز على إنتاج رغيف متباين الجودة، للإفادة من الفرق بين سماكته أو رقته، وقدر مدير التموين بحماة "رياض زيود" أن معظم مخالفات المخابز هي نقص وزن الربطة وسوء تصنيع، بهدف تحقيق منافع خاصة.
وقدر أن عدد المخابز الخاصة في حماة نحو 219، منها 48 متوقفة عن العمل والإنتاج لأسباب مختلفة بعد 2011، و10 مخابز أخرى نتيجة ارتكابها مخالفات متكررة، وإغلاقها لأكثر من عام، ولفت إلى أنه "لا يمكن التساهل مطلقاً بمسألة صناعة الرغيف وجودته ومواصفاته"، وفق زعمه.
وبررت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة لنظام الأسد، تراجع جودة رغيف الخبز السيء أساساً، بعدة مبررات وذلك ردا على تصاعد شكاوى الكثير من المواطنين خلال الأيام الماضية من تدني جودة رغيف الخبز في الأفران السورية وتراجعها إلى الأسوأ بشكل كبير.
ونقل إعلام النظام الرسمي عن تموين النظام قولها إن "خبرة العجان لها دور كبير في جودة إنتاج رغيف الخبز"، غير أن ظروف الإنتاج لا تكون دائماً ملائمة أو متوافقة مع الظروف المثالية، من حالات نقص الخميرة، إلى عطل معين في خط الإنتاج، ونوعية الدقيق الخاص بالمخابز وغيرها، مقراً بوجود مخالفات واسعة في المخابز.
وقدر مدير مخابز دمشق بوقت سابق بأن سكان دمشق يستهلكون يوميا 445 الف ربطة خبز بقيمة مدعومة تبلغ 89 مليون ليرة، مدعيا بأن كلفتها 1.6 مليار ليرة سورية، الأمر الذي أثار جدلا متصاعدا على مواقع التواصل الاجتماعي.
واشتكى عدد من المواطنين من استمرار التقلبات في جودة رغيف الخبز في محافظة السويداء، حيث يتغير طعم الخبز ولونه كل يوم، ما يترك أسئلة حول نوعية الطحين والخميرة وأسباب كثيرة حول عدم ثبات جودة الرغيف، حسبما نقلته جريدة تابعة لإعلام النظام.
هذا وتتزايد الانتقادات الموجهة لنوعية الخبز في عموم مناطق سيطرة النظام دون أن يتم الاستجابة لمطالب وشكاوى المواطنين إلا أن مسؤولي النظام أخذوا على عاتقهم ترويج المبررات الكاذبة والذرائع الوهمية لتبرير نوعية الخبز الذي يصل إلى السكان إما محترق أو غير ناضج، وفي أغلب الحالات جاف وجودته متدنية.