مقاتل في صفوف الهيئة.. "أمير حموي" ضحية في مسالخ "الجـ ولاني" البشرية
تلقت عائلة الشاب "أمير وضاح الحموي"، خبر إعدامه في سجون "هيئة تحرير الشام"، بعد اعتقال دام قرابة ثلاث سنوات، تعرض خلالها لصنوف متعددة من التعذيب في مسالخ "الجولاني" البشرية، في وقت لايزال مصير مئات المعتقلين المغيبين مجهولاً، تتكشف تباعاً جرائم القتل والتعذيب.
وقالت مصادر مقربة من عائلة الشاب، إن القوى الأمنية التابعة للهيئة، أبلغت عائلة الشاب، تنفيذ حكم القصاص بحقه، بتهمة الانتماء لـ "سرية أبو بكر الصديق"، بعد أن ان جرى اعتقاله قبل قرابة ثلاث سنوات، وتعرض لأصناف متعددة من التعذيب وأجبر على الاعتراف بما صدر عنه، وفق ماتحدث لعائلته إبان زيارته الأخيرة في سجن حارم.
والشاب وفق مقربين منه، طالب علم، وحافظ للقرآن الكريم، ومتقن للأحاديث النبوية، كان عنصراً في "جبهة النصرة" وقاتل في صفوفها ضد النظام وداعش، كما كان مقرباً ومرافقاً من الشرعي السابق في الهيئة "عبد الله المحيسني" الذي أقصته الهيئة ودفعته لتركها قبل سنوات.
وللشاب الضحية، شقيق يدعى "نوري" استشهد في معارك الكليات في مدينة حلب، كما أن والده المهندس المدني عمل موظفاً في دائرة أوقاف حلب كمهندس أنشاءات وفقد ساقه من الركبة في معركة تحرير معسكر القرميد في إدلب، مقاتلاً في صفوف "هيئة تحرير الشام".
وخرجت والدة الشاب في التظاهرات الشعبية الأخيرة المناهضة لـ "هيئة تحرير الشام" وطالبت مراراً بكشف مصير ابنها المعتقل في "مسالخ الجولاني البشرية"، قبل أن يتم إبلاغها بوفاته يوم أمس في مدينة إدلب، وتهديدها بعدم الحديث لوسائل الإعلام.
ولمرة جديدة، يتكشف الوجه الحقيقي لأجهزة "الجولاني" الأمنية، التي أمعنت في ممارسة التعذيب في السجون التي تشرف عليها في "حارم - الشيخ بحر - الزنبقي - باب الهوى - سرمدا - مدينة إدلب ... إلخ"، وسابقاتها التي اشتهرت بالمظالم والبطش أبرزها "العقاب" في جبل الزاوية، لم يتم التحقيق في أي لجنة قضائية مستقلة في آلاف القضايا التي غُيب مصير أصحابها، إذ لم يكن هناك فصيل عسكري يطالب بالتحقيق ويضغط لكشف ملابساتها كما حصل اليوم.
وسبق أن نشرت شبكة "شام" الإخبارية تقريراً بعنوان (روايات صادمة عن التعذيب في سجون "هيـ ـئة تحـ ـرير الشـ ـام" وهذه أبرز أشكالها)، تطرقت فيها عما كشفته الأحداث الأخيرة المتعلقة باعتقال المئات من كوادر "هيئة تحرير الشام"، بتهم العمالة بينهم قادة بارزون، ومن ثم الإفراج عنهم، لتكشف عن استمرار النهج لدى الذراع الأمني في الهيئة، في تطبيق شتى أنواع الممارسات في تعذيب المعتقلين، حتى عناصر الهيئة أنفسهم لم يسلموا منها.
وتحدث التقرير عن روايات متعددة وصلت لشبكة "شام" عبر عدد من المفرج عنهم من كوادر "هيئة تحرير الشام" في قضية العملاء، أكدوا تعرضهم للتعذيب والإهانة بأصناف شتى، من قبل أمنيين في غالبيتهم مجهولي الهوية، خلال فترة اعتقالهم، كما كشفت المقاطع التي روجت لاستقبال المفرج عنهم من قيادات عدة، عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وهذا ما أقره أيضاً "أبو محمد الجولاني" وقال إن هناك أخطاء حصلت في التحقيقات.
ليس الضرب والشبح وحده، والاحتجاز في ظروف غير إنسانية فحسب، بل هناك أصناف عديدة مورست بحق المعتقلين من قيادات الهيئة وعناصرها منهم قادة كبار معروفين، وفق ماقال أحد المفرج عنهم لشبكة "شام"، متحدثاً عن ضرب وتعنيف بالكرباج والشبح والسلاسل، بالتوازي مع إهانات لفظية تطعن في الدين والأعراض، وتهدد بالقتل والتنكيل حتى الموت، أو الاعتراف.
وفي تقرير حقوقي سابق، قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، إن الهيئة تمكنت من ابتكار أساليب تعذيب مميزة، وسجلت 22 أسلوب تعذيب، وقد يتعرض المحتجز غالباً لأزيد من أسلوب تعذيب واحد، وزعتها الشبكة إلى ثلاثة أصناف رئيسة وهي( 13 من أساليب التعذيب الجسدي - 8 أساليب تعذيب نفسي - أعمال السخرة).
وأشارت الشبكة إلى أن "هيئة تحرير الشام" تستخدم أساليب تعذيب متعددة ضمن مراكز الاحتجاز التابعة لها، مؤكدة أنها تشابهت إلى حدٍّ ما مع أساليب التعذيب التي يمارسها النظام في مراكز احتجازه، وأن هناك تشابهاً حتى ضمن استراتيجية التعذيب التي تهدف إلى إجبار المحتجز على الاعتراف، وتتم محاكمته بالتالي بناءً على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.