صورة لإعلان مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية
صورة لإعلان مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية
● أخبار سورية ٣١ أغسطس ٢٠٢٣

من التشكيل حتى الكمين .. قصة "مجلس ديرالزور العسكري" وتداعيات الصراع بين "العشائر وقسد"

فجّرت الخلافات بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، و"مجلس ديرالزور العسكري"، تطورات ميدانية متسارعة وحولت مناطق واسعة من ريف ديرالزور إلى ساحة معارك مفتوحة، وتتناول "شبكة شام الإخبارية"، في تقرير خاص، امتدادات وتداعيات هذه المواجهات وتسلط الضوء على قضية النزاع بين "قسد" ومجلس ديرالزور العسكري التابع لها، التي تطورت بشكل غير معهود، حيث تصدرت الأحداث في شمال وشرق سوريا نشرات الأخبار مؤخراً.


ذراع "قسد".. من هو "مجلس ديرالزور العسكري"؟


شكلت قوات "قسد"، ذراعاً عسكرياً يتبع لها تحت مُسمى "مجلس ديرالزور العسكري" نهاية العام 2016، بقيادة "أحمد الخبيل"، الملقب بـ"أبو خولة"، المنحدر من عشيرة "البكيّر" التابعة لقبيلة "العكيدات" العربية، بهدف بسط نفوذها على أرياف ديرالزور.


وتمتع "الخبيل"، طيلة سنوات ماضية بنفوذ واسع النطاق وعمل على مشاركة "قسد" في جرائمها وانتهاكاتها ضد سكان المنطقة، وكان من أبرز مهامه قمع الأهالي الرافضين لميليشيات "قسد"، ومع توسع نفوذ "أبو خولة"، شكل قوة عسكرية ومالية ضخمة في المنطقة الشرقية، وتحديداً في أرياف ديرالزور.


وقبيل الوصول إلى الإطاحة بـ"أبو خولة"، الشهير بعشرات الصوتيات المسربة المثيرة للجدل، تحدث مؤخرا بأن قواته جزء من "قسد"، واعتبر أن ما روّج له على أنه خلافات داخل المجلس هو في حقيقته "خلاف في وجهة النظر" وإن لم يتمكنوا من حله، فإنهم يلجؤون إلى القيادة العامة لـ "قسد"، وإلى جانب التهم التي تلاحقه، يتهم أيضا بشق صفوف العشائر وإهانة حتى وجهاء من قبيلته.

من شريك إلى معزول .. "الخبيل" خلف قضبان "عبدي"


برزت على العلن خلافات داخلية بين "قسد" وذراعها العسكري بدير الزور، وسبق ذلك بأشهر كثرة الحديث عن انتهاكات جسيمة ارتكبها قادة مجلس ديرالزور العسكري، وأبرزها بتاريخ 17 كانون الأول 2022 الماضي، حيث هزّت ديرالزور جريمة ذهبت ضحيتها سيدتان تعذيباً وقتلاً واغتصاباً على يد شقيق "الخبيل".


وقال الصحفي "عهد الصليبي"، من "شبكة نهر ميديا"، المعنية بأخبار المنطقة الشرقية في حديثه لـ"شام"، إنه عقب تشكيل المجلس بات يعد قوة عسكرية قوامها حوالي 15 ألف مقاتل من أبناء محافظة ديرالزور، ونسبة منهم من المنشقين عن جيش النظام السوري.


ولفت إلى فساد "الخبيل" وعموم قادة المجلس، وذكر أن الخلافات بين الطرفين برزت إلى الواجهة قبل عام تقريبا، عبر تسريبات، وأضاف، أن بداية المعركة العسكرية بين الطرفين وقعت قبل حوالي 45 يوماً، وشهدت وقوع هجمات متبادلة واعتقالات وقتلى وجرحى، قبل تكرر المعركة على نطاق أوسع والوصول إلى اعتقال "الخبيل" على يد "مظلوم عبدي" متزعم "قسد".


تخطى الحد المسموح بالنفوذ.. لماذا بترت "قسد" ذراعها بدير الزور؟!


أفاد "الصليبي"، بأنّ "قسد" حاولت عزل "أحمد الخبيل"، كونها تعتقد أنه وصل إلى مستويات غير مرغوبة من النفوذ، وهي تريده مجرد قيادي يخدمهم في هذه المنطقة ليس أكثر، لافتاً إلى أن "الخبيل"، شرع منذ أشهر طويلة بالعمل على الجانب العشائري، ونصب نفسه بموافقة بعض من شيوخ ووجهاء القبائل "أمير لعشيرة البكيّر".


واعتبر أن في أعقاب ذلك حاولت "قسد"، تحييد "أبو خولة"، بالطرق السلمية إن صح التعبير لكنها فشلت، ثم لجأت إلى القوة العسكرية لتحقيق ذلك، وتعليقا على اعتقال "الخبيل" ورفاقه فيما بات يعرف بـ"كمين استراحة الوزير"، بريف الحسكة، ذكر "الصليبي"، أن "قسد" كانت بحالة جهوزية من حيث انطلاق الأرتال والإعلان الإعلامي عن "حملة لملاحقة داعش".

وأكد أن الحملة لم تكن ضد التنظيم، بل "المجلس العسكري بديرالزور"، وأكد أن حجم التعزيزات التي دفعت بها "قوات سوريا الديمقراطية" كبير جداً، وأوضح أن مساندة الأهالي لمجلس ديرالزور العسكري، ليس حباً به بل جاء من خلال المفاضلة والاختيار بين الأقل مرارةً -على حد تعبيره-، موضحاً أن المجلس العسكري بديرالزور كان رفض عدة قرارات لـ"قسد" استجابة لاحتجاجات شعبية منها تجنيد المعلمين والمناهج الجديدة الخاصة بـ "الإدارة الذاتية".


واعتبر أنّ المعركة الماضية قبل حوالي شهر ونصف نجح بها المجلس العسكري، ولكن المعركة الحالية تميل الكفة لصالح "قسد"، وتوقع استمرار المعارك لأكثر من أسبوع وسط توسع قائمة الاحتمالات وتعقيدات المشهد الميداني، وأشار إلى أن "خليل الوحش"، القيادي في المجلس العسكري دخل حقل العمر الخاضع لسيطرة التحالف الدولي وقسد، بعد اعتقال قادة المجلس، لطلب تهدئة الأوضاع إلا أنه تم اعتقاله أيضاً من قبل "قسد".


وأشار إلى وجود صوتيات صادرة عن قادة المجلس المأسورين تطلب تهدئة الأوضاع لكنه رجح أن تكون تحت تهديد السلاح، وحول دور النظام وروسيا وإيران في الأحداث الأخيرة نوه إلى أن ميليشيات "الدفاع الوطني"، التي يقودها "فراس الجهام"، تستغل المشهد بحجة مساندة العشائر وطالما حاولت ركوب الموجة سابقا تحت مزاعم المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية.


أبرز أسباب الخلاف ونتائج الصراع وسط تعقيدات المشهد 


وفي حديثه لـ"شام"، قال مدير مركز "الشرق نيوز"، "فراس علاوي"، إن الخلاف بين "أبو خولة" و"قسد" يعود إلى أسباب كثيرة تتعلق بالنفوذ وسلطة "الخبيل"، والمعابر والتهريب، وحدث اشتباك سابق بين الطرفين فشلت "قسد" حينها ببسط سيطرتها على مواقع المجلس العسكري بديرالزور، ولجأت إلى الحيلة لاعتقال "أبو خولة"، مشيرا إلى أن منطقة الصراع الحالي تضم عدة عشائر أخذت العديد منها موقف الحياد حتى الآن.

وأكد أن أهم بيان من بين البيانات العشائرية الصادرة حول النزاع، هو بيان الشيخ "مصعب الهفل" شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، الذي أكد فيه أنه مع حقن الدماء وطالب التحالف بأن يأخذ موقف من إنهاء الاشتباكات وطلب إدارة من أبناء المنطقة العرب، مشيرا إلى أن المجلس العسكري يحاول التصعيد لتحويل الصراع إلى قتال بين عشائر عربية ضد "قسد"، موضحا أن بعض العشائر من المحتمل أن تنخرط في القتال لاحقا.


وأكد أن "قسد" ارتكبت جرائم خلال هجومها ضد المنطقة، معتبرا أن الصدام حتى اللحظة لا يصنف كونه قتال عشائري ضد "قسد"، ولكن ممكن أن يتحول إلى ذلك في حال استمرار الصراع بهذا الشكل، وحول دور النظام السوري، أكد أنه المستفيد من الأحداث ويحاول استغلال ذلك كما عمل على تأجيج الأوضاع من خلال ظهور مسلحين يحملون رايات ميليشيات الدفاع الوطني تحت مسمى الفزعات العشائرية.


وقال العقيد "طلال سلو"، المنشق عن "قسد"، عبر مساحة رصدتها "شام"، في منصة (إكس) تويتر سابقاً، إن كوادر قنديل هي من تدير مفاصل الإدارات في "قسد"، وتحدث عن تركيبة الميليشيات، كما تطرق إلى الانتهاكات الأمنية والعسكرية وكذلك لفت إلى التجاوزات الاقتصادية، وقدر أن "قسد"، استقطبت المكون العربي الذي يشكل 90% من قوامها.


رواية "قسد" متأخرة و"التحالف" في صمت مستمر


وأعلنت "قسد"، عزل "الخبيل"، بتهم متعددة كانت صامتة عنها لسنوات، لكن البيان جاء بعد تطورات متسارعة دون تعليق رسمي، حيث اكتفى إعلام "قسد"، بالحديث على لسان "فرهاد الشامي"، عن إطلاق عملية أمنية ضد "داعش"، يوم الأحد 27 آب، لكن سرعان ما تبين أنها تستهدف "المجلس العسكري بديرالزور"، وتمكنت من الإطاحة بقائد المجلس واعتقاله.


وحسب تصريح رسمي لما يسمى بـ"الرئيسة المشتركة لمجلس دير الزور العسكري"، "ليلوى العبد الله"، فإن عملية تعزيز الأمن جاءت بناءً على مناشدة شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة وطلب الشعب في دير الزور والحسكة، وأضافت، هذه العملية تجري بالتعاون مع التحالف الدولي وأيضاً جميع القوات في شمال وشرق سوريا دعمت هذه العملية".


وقالت "الإدارة الذاتية"، لشمال وشرق سوريا المظلة السياسية لميليشيات "قسد"، إن "بعض داعمي خلايا داعش يحاولون تحويل مسار العملية العسكرية وجهود إعادة الاستقرار إلى مسار آخر، هدفه الفتنة وافساح المجال لتمرير مخططات معادية لأمن وأمان أهالي دير الزور"، وفق تعبيرها.


ومع تعدد التفسيرات والتأويلات لا يزال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يغيب عن المشهد إعلاميا حيث لم يصدر عنه حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي تعليق أو تصريح حول الأحداث الأخيرة في المنطقة الشرقية التي يتواجد بها على أرض الواقع ومن خلال الطائرات في سماء المنطقة، كما كان لافتا عدم تدخل التحالف لإنهاء الصراع رغم مطالبته بذلك بعدة بيانات رسمية.


النظام يستغل الأحداث ويخلط الأوراق بتأجيج النزاع


وكان لافتا تغطية إعلام النظام للأحداث في دير الزور، قالت مصادر إعلاميّة مقربة من نظام الأسد إنه بتوجيه من المدعو "فراس الهجام"، الملقب بـ"العراقية"، تم تجهيز مجموعة من ميليشيات الدفاع الوطني لدى نظام الأسد للعبور للضفة الثانية وذلك لنصرة لمجلس ديرالزور العسكري في مواجهة قوات "قسد".

 


وقال متزعم ميليشيا ما يسمى بـ"أسود العشائر"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، المدعو "نواف البشير"، إن مناطق ريف دير الزور ستخضع لسيطرة العشائر ثم "في مرحلة لاحقة تدخل مؤسسات الدولة السورية إليها كي تديرها وتعود السيادة السورية"، وفق تعبيره، في استغلال واضح للأحداث.

من جانبها ردت "بروين إبراهيم"، الأمينة العامة لـ"حزب الشباب للبناء والتغيير"، المرخص لدى نظام الأسد، على تحرض "البشير"، وهاجمت بقولها: "أولا يا نواف الصراع ليس عربي كردي فلا تشعل ناراً فوق نيران ما يحدث، فالصراع بين قوات تابعة بالنتيجة لفصيل حزبي كردي"، وقالت: "ترددتُ في الرد على ما تفوَّه به هذا الكائن الذي لم يحدد يوماً موقفه بصلابة ورباطة جأش، متقلباً بين المعارضة إلى الموالاة إلى المندوب لدى أجهزة المخابرات".


تفكيك مجلس ديرالزور أم مخطط يُحاك للمنطقة؟

بعد تحول صديق الأمس إلى عدو اليوم تشير مصادر محلية إلى أن الصراع الذي انجرت إليه المنطقة لم يعد بين قوات "قسد"، وفصيل عسكري يتبع لها، بل يراه البعض تحول إلى حراك يترجم وجود رفض شعبي كبير لقوات "قسد"، وبث ناشطون عشرات التسجيلات الصوتية والمصورة اطلعت عليها "شام"، وبلورة خلالها صورة المشهد من جانب آخر، حيث تبين أن هناك مخاوف حقيقية من وجود مخطط يحاك للمنطقة قد يحمل سيناريوهات خطيرة جميعها تؤرق السكان.


ومع تبادل الاتهامات بين المسؤول عن جر المنطقة إلى حمام دم وصراعات عشائرية وقومية إن صح التعبير، يبقى واقع الصراع هو المحدد للصورة التي ترتسم للمنطقة برمتها، وطالبت أهالٍ عبر مقاطع فيديو من "التحالف" التدخل وإيقاف زحف "قسد"، ومعركتها ضد المنطقة، وقالوا إن الأمر تطور ولم يعد يتمحور حول "تفكيك واستئصال المجلس العسكري بديرالزور"، بل بات يهدد وجودهم وضرب المكونات ببعضها لصالح مخططات خبيثة وهذا ما يدفعهم لمقاومة "قسد" التي تديرها كوادر قنديل الإرهابية.

ومن خلال متابعة مجريات الأحداث يتضح أن "قسد"، جهزت واستنفرت لهذه المعركة حتى قنوات الإعلام لديها، وعملت على ضرب خصمها بكل الوسائل، حيث عمدت إلى قطع الاتصالات واعتقال كادر وكالة باز الإخبارية الممولة من "الخبيل"، ويشير مراقبون إلى أن "قسد" إلى جانب قواتها استقطبت عشائر لضمان على الأقل وقوفها بموضع محايد للصراع، عبر عدة وسائل منها الترهيب بتهمة داعش والتلويح بورقة التحالف الداعم لها، والترغيب بوجود دور قيادي لهذه العشائر مستغلة ممارسات "أبو خولة"، التي همشتهم خلال المرحلة السابقة.


دعوات لإنهاء النزاع الدامي.. صوت الرصاص أعلى!


قال عدد من ناشطي ومثقفي دير الزور، في بيان إنهم ينظرون إلى الإشكال الحاصل على أنه داخل جهاز قوات سوريا الديمقراطية، وتتحمل الأخيرة المسؤولية عن المجلس كونه جزء منها ولها السلطة الفعلية عليه، وسط دعوات لتشكيل لجنة لحل الأمور وإعادة هيكلة المجلس العسكري والمدني واختيار قادة من أبناء المنطقة يتحلون بالنزاهة والمصداقية والوطنية لطمأنة المجتمع المحلي بديرالزور.


كما دعا ناشطو المحافظة إلى سحب "قسد"، لجميع قواتها التي حشدتها وإعادتها إلى قواعدها العسكرية، على أن يضمن كل وجيه من وجهاء المنطقة منطقته عدم الخروج وقطع الطرقات، وعودة المسلحين من أبناء العشائر إلى بيوتهم وضمان عدم ملاحقة أي شخص منهم أو التعرض لهم ولذويهم.


يُضاف إلى ذلك إيجاد الضمانات القانونية والشرعية والإنسانية للتعامل مع المعتقلين، ودعوة "التحالف الدولي"، بتحمل مسؤولياته القانونية كونه القوى المسيطرة على المنطقة وذلك وفقا للقوانين والأعراف الدولية السائدة وتبني المبادرة المطروحة ذات الصلة، لذا يجب على التحالف الدولي تولي مسألة المعتقلين والتحقيق بالقضية برمتها.


ردود واسعة وأرتال عسكرية في الشمال السوري

علقت الكثير من الجهات المحلية السورية على الأحداث الأخير بديرالزور، منها الائتلاف السوري، فيما، قال العقيد "حسين حمادي"، قائد حركة التحرير والبناء، في "الجيش الوطني السوري"، إن ما يجري في ديرالزور، قضيتان منفصلتان، الأولى هي خلاف بين مجلس ديرالزور العسكري وقسد والثانية وهي الهدف الأساسي لقسد هو بسط نفوذها الكامل اجتماعياً وعسكرياً وأمنياً على منطقة دير الزور.


واعتبر أن هجوم "قسد" ضد المنطقة جاء بسبب هو الحالة الثورية فالمنطقة على سبيل المثال مازالت ترفع علم الثورة، وخرجت بمظاهرات كبيرة تأييداً لحراك السويداء والجنوب السوري، ودائماً تشكل حالة مجابهة ورفض لسياسة قسد والإدارة الذاتية خاصة المتعلقة بعملية تغريب المنطقة وتغيير المناهج والتجنيد.


وعلق القيادي في الجيش الوطني "أبو حاتم شقرا"، على أحداث دير الزور، بقوله "هجوم إرهابيي قنديل العنصري يبرز شكل ميليشيا PYD كذراع لحزب PKK الإرهابي ونواياه في ضرب ثورة أهالي ديرالزور ضد النظام وهذا تواطؤ صريح مع الاحتلال الإيراني لدخول المنطقة بعد تصفية كل إمكانية مقاومته"، وطالب المجتمع الدولي بسد الفراغ الأمني بقوات من أبناء المنطقة.


وقال "محمد الجاسم"، قائد فرقة السلطان سليمان شاه، إن "القبائل والعشائر العربية الأصيلة هم أهلنا وعزوتنا وكرامتنا والوقوف إلى جانبهم ونصرتهم حق علينا فداكم أرواحنا"، وعلى ضوء هذه التصريحات خرجت عدة بيانات مصورة وأرتال عسكرية من الجيش الوطني السوري في شمال غربي سوريا، كما سادت حالة من التوتر والاستنفار والاشتباكات على خطوط التماس مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لا سيما في على محاور جرابلس شرقي حلب.


صراع محتدم وسط تصاعد الخسائر.. المنطقة إلى أين؟ 


يقدر أنّ المعارك الدائرة بين مجلس ديرالزور العسكري ومقاتلي العشائر ضد "قسد" في عدة مناطق من دير الزور، أدت إلى مقتل حوالي 30 شخصا على الأقل، ووثقت شبكة "نهر ميديا"، أسماء 28 ضحية خلال الاشتباكات المستمرة يُشار إلى وجود عشرات الجرحى والمصابين، والحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب استمرار الاشتباكات وتوسع رقعتها.


وإلى جانب الخسائر البشرية والمادية يكابد الأهالي صعوبات جمة في ظل حالة الهلع والخوف نتيجة القصف والمعارك والحصار، وتشير مصادر محلية إلى أن معظم الخدمات عائلة، وأن الخبز مقطوع عن أرياف دير الزور، بسبب عدم وصول كميات الطحين لأفران المنطقة نتيجة المعارك الدائرة فيها، وقطع الطرقات.


ومع التصعيد الميداني الملحوظ ووجود الكثير من المؤشرات على استمرار المعارك دون معرفة لمن تميل الكفة في نهاية الصراع، دعا شيخ قبيلة العقيدات الشيخ "إبراهيم الهفل"، العشائر العربية للوحدة والنفير العام في مواجهة ميليشيات "قسد"، بعد ارتكابها جرائم بحق المدنيين إثر حملتها الأخيرة على ريف ديرالزور شرقي سوريا، وسط تنوع الاحتمالات إزاء ردود الأفعال المحلية حول العملية العسكرية التي تشنها "قسد" وسط تسجيل انشقاقات في صفوف الأخيرة التي تحتكر موارد المنطقة وتعمل على تهميشها بشكل ممنهج على حساب مشروعها الانفصالي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ