مجلة: استهداف القوات الأميركية انعكاس لسياسة واشنطن "المضطربة" في الشرق الأوسط
قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية في سوريا، تعتبر انعكاس للسياسة "المضطربة" للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مطالبة إدارة الرئيس جو بايدن، إلى إعادة تقييم هذه السياسة لتحقيق مصالحها القومية الأكثر حيوية.
ويواجه الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، انتقادات لاذعة، بسبب الرد الأخير على الضربات الصاروخية التي تعرضت لها القواعد الأمريكية في سوريا من قبل ميليشيات إيران، حيث أظهر الرد بضربات جوية لبعض المواقع أنه بموقع ضعيف يتجنب التصعيد، في وقت علا صوت التهديد الإيراني.
وأوضحت المجلة، أن الهجمات الإيرانية الأخيرة "تذكير أخير بأن الولايات المتحدة لا تزال في حالة حرب في سوريا، وأن الجنود الأميركيين هناك في خطر"، ولفتت إلى أن "الأهداف الغامضة" للولايات المتحدة هناك لا تشي بأنها أقرب إلى مغادرة سوريا مما كانت عليه عندما وضعت جنودها على الأرض لأول مرة.
ونبهت المجلة في تقريرها إلى أن الأميركيين في سوريا، الذين تعهدت إدارة بايدن بحمايتهم، يواجهون مخاطر حقيقية من قبل المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري ومجموعة "فاغنر" الروسية.
وأشارت المجلة إلى أن تحرك بايدن لإنهاء أو تقليص "الحروب التي لا نهاية لها" للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، لم يمتد إلى سوريا، "وبدلاً من ذلك، تعلن واشنطن أنها ملتزمة ظاهرياً بمحاربة تنظيم (داعش)، والضغط على نظام الأسد".
ووفق مواقع أمريكية، فقد طال الرئيس "بايدن" انتقادات من نواب أمريكيون، معتبرين أن الرد العسكري لإدارة الرئيس جو بايدن، على القصف الذي استهدف قواعد أمريكية في سوريا بالصواريخ والمسيرات الإيرانية، وأسفر عن مقتل أمريكي وإصابة آخرين، معتبرين أنه جاء "متأخراً وغير كاف".
وفي السياق، قال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، إن "بايدن يدين لأولئك الأمريكيين الذين يقاتلون المتطرفين بالرد بقوة على أي هجوم عليهم وعلى موقفهم من قبل وكلاء إيران"، ولفت إلى أنه "من الواضح أن الاستجابة الضعيفة وغير المؤكدة للهجوم الأولي لم تنجح"، معتبراً أن بايدن وفريقه للأمن القومي قد "خذلوا أمريكا".
وطرح النائب إرنست إن، تساؤلاً عبر "تويتر" بالقول إن "وكلاء إيران العسكريين هاجموا الأميركيين ما يقرب من 80 مرة. ماذا فعل الرئيس بايدن حيال ذلك؟ تمسكوا بإيران على أمل التوصل إلى اتفاق نووي خيالي ومعيب، وفشلوا في ضرب النظام الإيراني حيث يؤلمهم".
بدوره، اعتبر السيناتور توم كوتون، أن ضربات بايدن الانتقامية "كانت قليلة جداً ومتأخرة للغاية"، مشيراً إلى أن "الإدارة الأمريكية فشلت في الرد على العديد من الهجمات من وكلاء إيران حتى قبل غارة الطائرات المسيرة الخميس الماضي".
وكان قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في رسالة وجهها لمجلسي الشيوخ والنواب، إن الولايات المتحدة ستتخذ كل ما يلزم لحماية الأميركيين، لافتاً إلى أن الهجمات من الميليشيات الإيرانية عرضت حياة أفراد الولايات المتحدة ومن قوات التحالف في العراق وسوريا لتهديد مستمر.
وأوضح الرئيس الأميركي، أنه وجه القوات الأميركية لشن ضربات "مستهدَفة" على منشآت في شرق سوريا لمنشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني لتخزين الذخيرة وأهداف أخرى.
ولفت إلى أن هذه الهجمات جاءت بهدف ردع هذه الميليشيات والحد من مخاطر التصعيد، وتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، مؤكدا أن أضعفت أي جهود تهدف لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وشركائها، وردع طهران والميليشيات التابعة لها.
وذكر بايدن أنه وجه بتنفيذ هذا العمل العسكري بما "يتفق مع مسؤوليته في حماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج وتعزيز الأمن القومي لأميركا"، مؤكدا أن سلسلة الهجمات التي شنها الجيش الأميركي تتناسب مع القانون الدولي وحق الولايات المتحدة في الدفاع عن نفسها.
وكانت أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، تنفيذ "ضربات دقيقة" في شرق سوريا استهدفت منشأتين تستخدمهما الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وجاءت الضربات الأميركية "ردا" على هجوم بطائرة مسيرة استهدف "منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا"، ما أدى إلى مقتل "متعاقد أميركي، وإصابة خمسة عسكريين أميركيين ومقاول أميركي آخر"، بحسب البنتاغون.