"مهزلة متكررة" .. مسؤول سابق يشكو ظلم التقنين الكهربائي بدمشق
كتب محافظ مدينة دمشق الأسبق "زهير تغلبي"، منشوراً عبر صفحته الشخصية على فيسبوك انتقد خلاله المناطقية المتبعة في برنامج التقنين الكهربائي بدمشق، كما ألمح إلى وجود دوافع لهذه التقنين القاس ومنها إجبار المواطنين على شراء مستلزمات الطاقة البديلة بأسعار باهظة الثمن.
وذكر المسؤول السابق الذي شغل منصب محافظ دمشق منذ 1994 وحتى 1999، أن "هنالك شيء غير مفهوم في أداء شركة كهرباء محافظة دمشق"، لافتاً إلى انقطاع الكهرباء عن منطقة شرقي ركن الدين منذ 6 صباحا حتى الساعة 12 حيث تم وصلها لمدة ساعة واحدة ومن ثم قطعها من الساعة 1 وحتى الساعة 8:30 مساءا.
وشكى عدم عدالة التقنين الكهربائي، مشيرا إلى أن هنالك مناطق في دمشق تتمتع بالكهرباء وبشكل منتظم حيث يطبق التقنين 4 ساعات قطع وساعتين وصل ومناطق 3 ساعات وصل و3 ساعات قطع ناهيك عن بعض المناطق التي بالكاد تقطع فيها، دون أن يسمها.
وأضاف متسائلاً عن سبب المناطقية المتبعة، وقال "أليس الجميع متساوون في الحقوق والواجبات؟"، لافتا إلى حجم الحيرة وعدم وجود من يضع حدا لهذه المهزلة المتكررة ويرفع الظلم الذي لم يعد يحتمل، وأشار في طرح التساؤلات إلى دوافع هذا التقنين الكهربائي.
واختتم بقوله "هل يتم دفعنا دفعا لشراء المزيد من البطاريات وألواح الطاقة الشمسية؟" التي تكلف ملايين الليرات السورية، "وهو أمر خارج إطار إمكانية القسم الأكبر من المواطنين، وإذا كان الحال هكذا فما هو دور الدولة وماذا تقدم لمواطنيها وحتى متى سيستمر الحال على هذا المنوال"، على حد قوله.
ونقلت صحيفة تابعة لنظام الأسد تصريحات إعلامية عن وزير الكهرباء "غسان الزامل"، قال فيها إن سبب زيادة التقنين هو درجات الحرارة وتخفيض كمية الغاز، فيما ادعى أن هناك عدالة في توزيع ساعات وصل التيار الكهربائي، وأضاف بوعود حول شعور المواطن بتحسن الكهرباء قريب.
وبرر "الزامل"، زيادة ساعات التقنين في جميع المحافظات عموماً، وبمحافظات طرطوس واللاذقية وحمص خصوصاً، يعود إلى تخفيض كمية الغاز لمحطات التوليد وارتفاع درجات الحرارة، وفق كلامه.
وقدر أن كميات الغاز انخفضت من 8 ملايين متر مكعب إلى 6 ملايين و400 ألف في اليوم، في حين تبلغ الحاجة اليومية 16 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، وهذا ما أدى إلى فقد 450 ميغا واط ، إضافة إلى العطل الطارئ لمحطتي توليد بانياس الثالثة والرابعة، وفق تعبيره.
ووعد "الزامل"، بتحسن الوضع وستعود الأمور إلى وضعها الطبيعي مطلع آب/ أغسطس الحالي، مدعياً أن هناك عدالة بالتقنين لكافة المحافظات، باستثناء المناطق التجارية بدمشق التي تستحوذ على نصيب أكبر، وذكر أن الوضع مدينة حلب جيد، رغم تكذيب هذه الوعود عبر تعليقات السكان.
وكان مدير كهرباء حلب لدى نظام الأسد "محمد الحاج عمر"، قد كشف في تصريح إذاعي أخيرا أنه وبعد دخول المجموعة الخامسة في محطة حلب الحرارية الخدمة “تحسن الواقع الكهربائي في المدينة، وليصبح برنامج التقنين فيها صباحاً 4 ساعات قطع و 2 وصل ومساءً 3 ساعات قطع مقابل 3 ساعات وصل.
وكشفت تعليقات مواطنين عن كذب هذه المزاعم حيث أكدوا أن شركة الكهرباء لم تلتزم ببرنامج التقنين الذي أعلن عنه مديرها العام إذ تصل ساعات انقطاع التيار نهارا إلى 6 ساعات متواصلة أو أكثر مقابل ساعتي وصل، الأمر الذي يزيد معاناة السكان جراء ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، حيث إن اشتراك الأمبيرات لا يكفي لتشغيل المكيفات وحتى المراوح مع ارتفاع درجات الحرارة.
يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام تشهد تدني مستوى عموم الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، وذلك عقب اتّباع "نظام التقنين الساعي" من قبل وزارة كهرباء الأسد ليصل الحال ببعض المناطق إلى الحصول على ساعة واحدة فقط، في حين باتت بعض المناطق تعاني من عدم توفر الكهرباء لأيام متواصلة، بحسب مصادر إعلامية موالية.