محكمة الجنايات الفرنسية تبدأ التحقيق باستخدام النظام للأسلحة الكيماوية في "الغوطة الشرقية"
كشف "نضال شيخاني" مدير مركز "توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا"، عن بدء محكمة الجنايات الفرنسية التحقيق في قضية استخدام الأسلحة الكيماوية بقصف الغوطة الشرقية بريف دمشق، في آب 2013 على يد قوات الأسد.
وقال الحقوقي في حديث لموقع "العربي الجديد"، إنّه تم استدعاء المركز لحضور جلسة تحقيق أمام إدارة التحقيق في جرائم الحرب والإبادة الجماعية في محكمة باريس، حول استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، مؤكداً أن فتح التحقيق هو أمر هام جداً من شأنه تحقيق العدالة لذوي الضحايا، مؤكداً أن مجزرة الغوطة الشرقية ليست الوحيدة.
ولفت إلى أن سبب استدعائه لأنه كان منسق دخول الفرق الدولية للغوطة الشرقية والغربية، وزيارة المواقع المستهدفة وجمع العينات ومقابلة الشهود، وبين أن المركز قدم إفادة أن هذه الأسلحة يرتبط تصنيعها بوزارة الدفاع، مشيراً إلى أنه بين سلسلة الأوامر التي أعطتها حكومة دمشق باستخدام الأسلحة، والمواقع المستهدفة.
وأكد أن سبب فتح التحقيق بهذه الدعوى، هو وجود ضحايا أو ذويهم يحملون الجنسية الفرنسية، مشيراً إلى أن المركز سلم إلى إدارة التحقيق تقريراً شاملاً يتحدث عن أنشطة مركز الدراسات والبحوث العلمية الذي يطور البرنامج الكيميائي السوري.
وكانت قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها الصادر في الذكرى السنوية العاشرة لأضخم هجوم للنظام السوري بالأسلحة الكيميائية على المواطنين السوريين في غوطتي دمشق، إنَّ عقداً من الزمن مضى على أكبر هجوم كيميائي في العصر الحديث والمجرم مستمر في الإفلات من العقاب.
وبحسب التقرير فقد قتل في ذلك اليوم 1144 شخصاً اختناقاً بينهم 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 سيدة (أنثى بالغة) و25 من مقاتلي المعارضة المسلحة، كما أصيب 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق، وطبقاً للتقرير فإن هذه الحصيلة تشكل قرابة 76 % من إجمالي الضحايا الذين قتلوا بسبب الهجمات الكيميائية التي شنَّها النظام السوري منذ كانون الأول/ 2012 حتى آخر هجوم موثَّق في الكبينة بريف اللاذقية في أيار/ 2019.
سجَّل التقرير 222 هجوماً كيميائياً على سوريا منذ أول استخدام موثَّق في قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان لاستخدام الأسلحة الكيميائية في 23/ كانون الأول/ 2012 حتى 20/ آب/ 2023، كانت قرابة 98 % منها على يد قوات النظام السوري، وقرابة 2 % على يد تنظيم داعش.
وطبقاً للتقرير فإن هجمات النظام السوري -الـ 217- تسبَّبت في مقتل 1514 أشخاص يتوزعون إلى 1413 مدنياً بينهم 214 طفلاً و262 سيدة (أنثى بالغة) و94 من مقاتلي المعارضة المسلحة، و7 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة. كما تسبَّبت في إصابة 11080 شخصاً بينهم 5 أسرى من قوات النظام السوري كانوا في سجون المعارضة المسلحة.
وسبق أن أصدرت الخارجية الفرنسية بياناً، اتهمت فيه نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بدمشق وأعلنت عن التزام فرنسا بضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب، في حين أشار دميتري بوليانسكي، نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، إلى أن المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس، يخشى الظهور أمام مجلس الأمن الدولي.