مع بداية فصل الشتاء .. الأمطار والبرد يُعمقان معاناة قاطني المخيمات شمال سوريا ولا حلول
هطلت أمطار غزيرة بعد منتصف الليل، وفجر اليوم الأحد 19 تشرين الثاني، على مناطق متفرقة شمال غربي سوريا، ومازالت الهطولات مستمرة على بعض المناطق، في ظل تحذيرات مستمرة لمساندة قاطني المخيمات، ومنع تكرار الكارثة الإنسانية في كل عام مع بداية فصل الشتاء، دون وجود حلول.
وأعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، استجابة فرقها للسيول وفتح قنوات تصريف المياه في مناطق المخيمات والطرقات الرئيسية، والعمل على المساعدة في تصريف المياه منهم، ومن المنازل التي دخلتها المياه.
ومع دخول المنخفض الجوي لمناطق سوريا، بدأت الجبهة الماطرة المرافقة للمنخفض بالتاثير الفعلي منذ ساعات منتصف الليل على المناطق الساحلية والشمالية الغربية وترافقت بعواصف رعدية متوسطة إلى قوية وأمطار متوسطة الغزارة إلى غزيرة ونشاط على حركة الرياح السطحية، مع استمرار الأمطار خلال الساعات القادمة وازدياد غزارتها وامتدادها تدريجياً إلى باقي المناطق.
وكانت قالت "نزيهة أكدنيز" عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، إن النازحين والمهجّرين في مخيمات الشمال السوري، يعيشون في ظل ظروف غاية في الصعوبة والخطورة، محذرة من تكرار الحوادث المأساوية في حال وقوع عواصف أو عودة موجات البرد القارس المتوقع حدوثها هذا الشتاء.
ولفتت أكدنيز في تصريحات خاصة، إلى أن مخيمات النازحين والمهجّرين تعاني ندرة وسائل التدفئة وضعف الإمكانات المتوفرة والموارد المتاحة، إضافة إلى ضعف البنى التحتية للتجمعات التي يقطنونها.
وبينت أن العواصف السابقة التي ضربت المنطقة أدت إلى وفاة عشرات الأطفال والنساء وكبار السن في المخيمات بسبب التجمد وشدة البرد، ونقص وسائل التدفئة، وضعف الاستجابة، وانقطاع الطرقات الذي تسببت به الثلوج والفيضانات مما أعاق وصول المساعدات الإنسانية، سواء الغذائية منها أو الطبية.
ودعت أكدنيز إلى ضرورة الإسراع في مساعدة النازحين والمهجّرين في الشمال السوري لمواجهة فصل الشتاء وبرده القارس، وتوفير الوقود ومستلزمات التدفئة والإغاثة اللازمة لكافة النازحين في المخيمات جميعها بشكل عاجل.
وجددت أكدنيز التأكيد على أن خشية النازحين والمهجّرين من تكرار هذه المأساة كل عام باتت شبحاً يطاردهم، مشددة على أن إنهاء هذه المعاناة بشكل جذري لا يتم إلا من خلال تطبيق القرارات الدولية الخاصة بسورية وتحقيق الانتقال السياسي العادل الذي يضمن عودة السوريين جميعهم إلى مدنهم ومنازلهم وحفظ كرامتهم.
وسبق أن طالب فريق "منسقو استجابة سوريا"، جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بالبدء بتجهيز مشاريع الشتاء، والعمل على تلافي فجوات التمويل الكبيرة الموجودة حالياً وذلك لتأمين الدعم اللازم لأكثر من مليوني مدني في المخيمات.
وقال الفريق إن أكثر من 94 % من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء القادم، وذلك، بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء والحاجة الملحة لتنفيذ مشاريع خاصة لتقديم مواد التدفئة للمدنيين في المنطقة، إضافةً إلى النازحين القاطنين في المخيمات.
وأوضح الفريق أن 79 % من النازحين لم يحصلوا على إمدادات التدفئة وتحديداً ضمن المخيمات العام الماضي، وبين أنه خلال الشتاء الماضي سببت انخفاض درجات الحرارة إلى حدوث وفيات نتيجة البرد إضافة إلى الحرائق في المخيمات نتيجة استخدام مواد تدفئة غير صالحة.
وأضاف أنه خلال فصل الشتاء الماضي سبب العواصف المطرية والهطولات الثلجية أضرار ضمن 160 مخيم أدت إلى تضرر أكثر من 80 ألف مدني ، كما تسببت بتهدم 300 خيمة وتضرر 450 خيمة اخرى.
وأشار إلى أن 67 % من العائلات في شمال غرب سوريا، تسعى إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية وخاصةً الغذاء في محاولة يائسة للحصول على التدفئة لهذا العام، ولفت إلى ارتفاع أسعار مواد التدفئة مقارنة بالعام الماضي بنسبة 120% كنسبة وسطية لمواد التدفئة المختلفة، علماً بأن 83 % من العائلات لايتجاوز مصدر الدخل لديها 50 دولار أمريكي شهرياً، وبالتالي فإن الحصول على مواد التدفئة أمراً صعب المنال.
وتساهم العوامل الجوية لاسيما في فصل الشتاء من كل عام، بزيادة معاناة ملايين السوريين، لاسيما في مناطق المخيمات شمال غرب سوريا، التي يحل عليها الشتاء في كل عام ضيفاً ثقيلاً، في ظل ضعف الخدمات ونسب الاستجابة لاحتياجاتهم، لتتكرر مأساتهم كما في كل عام، مع استمرار نزوحهم عن أراضيهم ومناطقهم بفعل حملات التهجير التي مارسها النظام وحلفائه.