"لانعطي الضوء الأخضر".. "الخارجية الأمريكية" تنفي صلتها بالتصعيد التركي على مواقع "قسد" بسوريا
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تعطي الضوء الأخضر ولا توفر إذناً للعمليات العسكرية التركية في سوريا، في ظل استنكار وسخط من قبل حلفائها في "قسد"، حيال استمرار الضربات التركية على مواقعهم دون أي موقف لواشنطن رغم مطالبتهم بوقف التصعيد.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، خلال مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة تواصل دعم الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي في سوريا، وأكد أهمية أن تحافظ جميع الأطراف على وقف إطلاق النار وتحترمه، لتعزيز الاستقرار في سوريا والعمل من أجل حل سياسي للصراع، وأضاف: "موقفنا لم يتغير".
ولفت المسؤول إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق إزاء العنف في شمال سوريا، والتأثير المحتمل لهذا العنف على السكان المدنيين، إضافة إلى العمل الذي تم إنجازه حتى الآن لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم "داعش"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل السعي لضمان سلامة جنودها وقوات التحالف الدولي في سوريا.
وكانت تحدثت صحيفة "النهار" اللبنانية، نقلاً عن مصادر خاصة، عن وجود "خلاف أساسي" بين فرنسا والولايات المتحدة بشأن الأوضاع في مناطق سيطرة قوات "قسد" الكردية شمال شرق سوريا، لاسيما المتعلقة باستمرار الضربات التركية على مواقع "قسد"، والصمت الأمريكي حياله.
وقالت مصادر الصحيفة، إن الخلاف الفرنسي - الأميركي، يتمحور حول "استنكاف" الولايات المتحدة عن التحرك بما فيه الكفاية لوقف الهجمات التركية على شمال شرقي سوريا، وعدم السعي لإيجاد مساحة تفاوضية ما بين تركيا و"الإدارة الذاتية".
ولفتت المصادر إلى أن الجانب الفرنسي قلق من الأوضاع الأخيرة في شمال شرق سوريا، مع تصاعد عمليات القصف التي ينفذها الجيش التركي على مقاتلي ومواقع "قسد"، وبينت أن "باريس" تتخوف من أن تؤدي تلك الهجمات إلى خروج الأوضاع عن السيطرة، "وهو ما قد يشكل خطراً شديداً على الأمن الوطني الفرنسي والأوروبي عموماً".
وأشارت المصادر إلى أن لدى فرنسا شكوك، بجدوى السياسة الأميركية وقدرتها القائمة على خلق "توازن دائم" بين أنقرة و"قسد"، من خلال منع تركيا من شن "حرب برية شاملة" على مناطق شمال شرق سوريا، مقابل السماح لها بشن هجمات جوية.
وسبق أن عبرت "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، عن استنكارها إزاء "صمت" حلفائها في قوات التحالف الدولي والأطراف الضامنة (روسيا والولايات المتحدة) لوقف إطلاق النار، إزاء استمرار الهجمات التركية على شمال شرق سوريا.
وقالت "الإدارة الذاتية" في بيان لها، إن الاستهدافات التركية خلال الشهر الحالي، تتعارض مع جميع مساعي تحقيق الاستقرار، وضبط البوصلة نحو مكافحة "الإرهاب" وتنظيم "داعش"، واتهمت تركيا بـ"خلق الفتن وأعمال تخريبية وتطوير صراعات وخلافات مذهبية"، وأضافت: "نعول على وعي شعبنا في درء مشاريع الفتنة".
وكان كشف "صالح مسلم" الرئيس المشارك لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، أكبر أحزاب "الإدارة الذاتية"، عن أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أبلغ "الإدارة الذاتية"، بعدم وجود ما يمكنه فعله لوقف الهجمات التركية على مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا.
وقال مسلم لموقع "المونيتور": "صمتهم ليس أمراً جديداً، ولا نعرف ما يجري خلف الأبواب المغلقة"، نافياً وجود أي تواصل مع دمشق أو موسكو في هذا الإطار، في حين رأت مديرة الأبحاث في "معهد السلام الكردي" ميغان بوديت، أن واشنطن لا تولي اهتماماً لشمال وشرق سوريا والقضية الكردية الأوسع إلا عندما تكون هناك أزمة، وحين يكون الوقت قد فات لاتخاذ إجراء استراتيجي ذي مغزى.
وتشهد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا، ضربات جوية شبه يومية، تستهدف قيادات في التنظيم، تسببت خلال الأسابيع الماضية بمقتل العديد منهم، في وقت تتواصل عمليات القصف والاستهداف المدفعي لمواقع "قسد" على عدة محاور في عين العرب وريف منبج وشمالي حلب.