خمسة منظمات أممية تطالب مجلس الأمن بتمديد آلية المساعدات إلى سوريا "عبر الحدود"
طالبت 5 منظمات تابعة للأمم المتحدة، في بيان مشترك الخميس، مجلس الأمن الدولي، بتمديد آلية المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، في ظل تلويح روسيا باستخدام حق النقض الفيتو ضد قرار التمديد، مايعرض حياة خمسة ملايين سوري في الشمال المحرر لمجاعة حقيقية وكارثة إنسانية كبيرة.
ووقع على البيان كلاً من "مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة لشئون الإغاثة في حالات الطوارئ، وكاثرين راسل، المديرة التنفيذية ليونيسف، وناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، وأنطونيو فيتورينو، مدير عام المنظمة الدولية للهجرة".
وأوضح البيان أنه "في أقل من شهر واحد، سينتهي تفويض قرار مجلس الأمن الذي يسمح للأمم المتحدة وشركائنا المنفذين بتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى شمال غربي سوريا عبر الحدود مع تركيا".
وأضاف: "هذا التفويض حاسم بالنسبة لحياة ورفاهية 4.1 مليون شخص محاصرون في شمال غربي سوريا، حيث يعتمد الكثيرون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة ، وخاصة النازحين".
ولفت إلى أن "حوالي 80 في المئة من المحتاجين هم من النساء والأطفال، ويعاني أكثر من 3.2 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات غذائية"، وحث البيان أعضاء مجلس الأمن على تجديد القرار الذي يسمح باستمرار المساعدة عبر الحدود لمدة 12 شهرًا إضافية.
وحذر الموقعون على البيان من أن "عدم تجديد التفويض سيكون له عواقب إنسانية وخيمة، وسيؤدي على الفور إلى تعطيل عملية المساعدة المنقذة للحياة التي تقوم بها الأمم المتحدة".
وكانت قالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في تقرير لها، تحت عنوان "المساعدات الأممية عبر الحدود يجب أن تستمر في الدخول حتى في حال استخدام روسيا الفيتو في وجهها"، إنَّ روسيا طرف في النزاع السوري وتستخدم الفيتو مع ارتكابها والنظام السوري جريمة التشريد القسري التي تشكل جريمة ضد الإنسانية، مشيرةً إلى أنَّ ملايين السوريين المشردين داخلياً في شمال غرب سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدات الأممية العابرة للحدود.
وأوضح التقرير - الذي جاء في 13 صفحة - أنَّ اقتراب تجديد قرار إدخال المساعدات الأممية العابرة للحدود في سوريا يعدُّ موسماً روسيَّاً لابتزاز الأمم المتحدة والدول المانحة، مشيراً إلى أنَّ روسيا والنظام السوري يعتبران ملايين السوريين المشردين قسرياً بمثابة رهائن، على الرغم من أنهما المتسبب الأساسي في تدمير منازلهم وتهديدهم وتشريدهم قسرياً.
ولفت التقرير إلى أنه في مقابل ممارسات روسيا والنظام السوري، تأتي البيانات من الأمم المتحدة ومن منظمات دولية ومحلية بأنَّ أوضاع المشردين داخلياً في شمال غرب سوريا تتدهور من سيئ إلى أسوأ، ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعداد النازحين في هذه المنطقة بقرابة 4.1 مليون مواطن سوري يعتمدون على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، يتلقى قرابة 2.4 مليون منهم المساعدات من خلال آلية تسليم عبر الحدود شهرياً.
وقال التقرير إنه لا يمكن لروسيا التذرع بمفهوم السيادة وموافقة النظام السوري، لأنه المتسبب أوصى التقرير مجلس الأمن برفع اليد عن التحكم بدخول المساعدات الأممية العابرة للحدود، فهي تدخل ضمن نطاق الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة الشؤون الإنسانية، كما أوصى الجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ خطوات إضافية تجاه قرار يسمح بإدخال المساعدات عبر الحدود في حالة الضرورة والحجب التعسفي، لا سيما في ظلِّ شلل مجلس الأمن، واستخدام الفيتو بشكل يتعارض جوهرياً مع حقوق الإنسان، وتوسيع صلاحيات مجلس الأمن على حساب حقوق الإنسان بما فيها المساعدات الإنسانية.