"خبير اقتصادي يحذر من السيناريو الأسوأ .. الذهب يسجل مستوى غير مسبوق
ارتفع سعر الذهب في السوق المحلية بقيمة 4 آلاف ليرة سورية للغرام الواحد، فيما حذر الخبير الاقتصادي "شفيق عربش"، من السيناريو الأسوأ مشيرا إلى أن الذهب في سوريا يبقى مرتفعاً وقد يحطم الأرقام القياسية خلال الفترة القادمة.
وحسب النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات والأحجار الكريمة لدى نظام الأسد بدمشق اليوم الخميس، سجل غرام الذهب عيار21 سعر مبيع 361 ألف ليرة وسعر شراء 360500 ليرة سورية.
وسجل سعر الغرام عيار 18 سعر مبيع 309429 ليرة وسعر شراء 308929 ليرة، وحددت الجمعية سعر مبيع الأونصة عيار 995 بـ 13 مليوناً و 450 ألف ليرة، وسعر مبيع الليرة الذهبية عيار 21 بـ 3 ملايين و150 ألف ليرة سورية، للمرة الأولى في تاريخ سوريا.
وقال الاقتصادي "شفيق عربش"، إن سعر الذهب محلياً مرتبط بسعر الأونصة عالمياً وبسعر صرف الدولار بالسوق السوداء محلياً، فيما تحاول جمعية الصاغة أن تسعر وفق قيمة وسطية بين سعر الدولار الرسمي ونظيره في السوداء.
وأضاف، لكن التداول الحقيقي بين الصاغة يتم وفق السعر الموازي، إذ يلجؤون إلى رفع أجرة صياغة الغرام في الفاتورة كوسيلة لتعويض الفارق، فإن كانت تسعيرة الجمعية الرسمية 350 ألف للغرام، فهو يباع عملياً لدى الصاغة بـ370 ألفاً كحد أدنى.
وذكر أن سعر الذهب في سوريا يبقى مرتفعاً سواء ارتفع سعر الأونصة عالمياً وبقي سعر الدولار محلياً على حاله، أو حتى إذا استقر سعر الأونصة وارتفع الدولار، فيما يعتبر السيناريو الأسوأ بارتفاع سعري الأونصة والدولار معاً وهو ما يحدث مؤخراً إلى حد ما.
ولفت إلى أنه ونتيجة للحالة الاقتصادية العالمية من تضخم وركود فمن المتوقع أن يحطم الذهب الأرقام القياسية السابقة، حيث كان آخر رقم قياسي حوالي 2070 دولار، وقد يتم تجاوزه خلال هذا العام حسب الإجراءات الاقتصادية التي تتخذها الدول الكبرى، فمثلاً إذا أوقف الفدرالي الاحتياطي رفع سعر الفائدة على الدولار سيكون الذهب مرشحاً للارتفاع بقوة.
واعتبر أن الذهب يبقى ملاذاً آمناً وتجمد الأموال فيه حفاظاً على قيمتها، إلا أنه بالمقارنة مع العقارات مثلاً فإن مردود الأخيرة من الإيجارات يعتبر أعلى، كما أن العقار لا يخسر أيضاً من كتلته المالية لذلك قد يكون الاستثمار فيها أكثر جدوى وعائد، ومع ذلك فإن السوق راكدة في كلا الاتجاهين نظراً لانخفاض القوة الشرائية للمستهلك، وفق تعبيره.
ويوم أمس توقع رئيس "الجمعية الحرفية لصياغة الذهب والمجوهرات"، التابعة لنظام الأسد بدمشق "غسان جزماتي"، استمرار ارتفاع سعر الذهب محلياً، ليصل الغرام إلى 600 ألف ليرة سورية، متأثراً بالسعر العالمي، وفق تعبيره.
وتنعكس ممارسات نظام الأسد والإجراءات التي يفرضها على سوق الذهب سلباً، كما تعد من عوامل انهيار الليرة السورية، فيما يذهب مراقبون إلى ما خلف تلك القرارات ليجدوا أن النظام يسعى لخلق فرق بين السعر المفروض على الصاغة وبين السوق السوداء، ليقوم بجمع مدخرات الأهالي من الذهب بواسطة استحواذه الشخصيات النافذة على تلك الأسواق، بحسب ترجيح متابعين في هذا الشأن.
يشار إلى أنّ جمعية الصاغة تخضع لسيطرة نظام الأسد وهي المسؤولة عن إدارة قطاع الصاغة في البلاد، وتحديد أسعار البيع والشراء، المحلية لكن معظم بائعي الذهب لم يعودوا يتقيّدون بالتسعيرة الرسمية الصادرة عن الجمعية، لقناعتهم بعدم عدالة أسعارها، التي قد تتسبب بخسائر فادحة لهم، حيث يمتنع الصاغة عن إتمام أيّ عملية بيع وشراء للذهب في السوق التي باتت ترزح تحت الجمود التام وتقتصر عمليات البيع على قلتها في أماكن خارج الأسواق المحلية.