خارجية إيران: الهجوم جاء في إطار "ميثاق الأمم المتحدة" ومسؤول يعلق: "انتقام من المجرمين"
أكدت الخارجية الإيرانية في بيان لها، أن الهجوم على إسرائيل جاء في إطار ميثاق الأمم المتحدة وردا على الاعتداءات الإسرائيلية ومقتل مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا، في وقت اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف، أن الهجوم الصاروخي الواسع للحرس الثوري على أهداف في "إسرائيل" هو بمثابة "انتقام من المجرمين".
ونشر قاليباف صورة على حسابه في منصة "اكس" حول رد الحرس الثوري الإيراني على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وكتب: "إننا من المجرمين منتقمون".
وكان أعلن الحرس الثوري الإيراني أن جميع أهداف الهجوم على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح، ونشر الحرس الثوري بيانه الثاني وأشار فيه إلى تدمير أهداف عسكرية مهمة للجيش الإسرائيلي، محذرا الحكومة الأمريكية من أي دعم ومشاركة في الإضرار بالمصالح ينتج عنه رد إيراني حاسم.
وقالت الخارجية الإيرانية إن: "القوات المسلحة الإيرانية في إطار ممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن المشروع المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وردا على الاعتداءات العسكرية المتكررة للكيان الصهيوني واستشهاد مستشارين عسكريين رسميين إيرانيين كانوا يعملون في سوريا بدعوة من الحكومة السورية وخاصة هجوم 1 أبريل 2024 على منطقة دبلوماسية إيرانية في دمشق، قامت بسلسلة من الهجمات العسكرية ضد القواعد العسكرية الإسرائيلية في 14 أبريل 2024".
ولفتت طهران من جديد إلى التزامها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتؤكد عزمها الدفاع بشكل حاسم عن سيادتها وسلامتها الإقليمية ومصالحها الوطنية ضد أي استخدام غير قانوني للقوة أو العدوان. بحسب بيان الخارجية.
واعتبر البيان أن "اللجوء إلى التدابير الدفاعية في ممارسة حق الدفاع المشروع يظهر النهج المسؤول الذي تتبعه إيران تجاه السلام والأمن الإقليميين والدوليين في وقت تتواصل فيه الممارسات غير القانونية والإبادة الجماعية التي يقوم بها نظام الفصل العنصري الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد حكومات الجيران وإشعال النيران في المنطقة وخارجها".
واختتمت الخارجية بالإشارة إلى أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا لزم الأمر لن تتردد في اتخاذ المزيد من التدابير الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة ضد أي أعمال عسكرية عدوانية واستخدام غير قانوني للقوة".
وأطلقت ايران في ردها على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في دمشق قرابة الـ 320 صاروخ ومسيرة انتحارية على اسرائيل، حيث تم إطلاق معظمها من داخل الأراضي الايرانية بينما أطلق بعضها من العراق واليمن سوريا وجنوب لبنان، حيث تمكنت اسرائيل من إسقاط 99% منها.
وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنه من "اصل نحو 170 طائرة مسيرة أطلقتها إيران، لم تخترق ولو واحدة منها إسرائيل، حيث اعترضت طائرات حربية لسلاح الجو وأنظمة الدفاع الجوي التابعة لإسرائيل ولحلفائنا عشرات منها".
ويبدو أن تأخير الرد الإيراني لقرابة 14 يوماً بعد استهداف "إسرائيل" قنصليتها في دمشق، وقتل عدد من كبار قادتها، لم يكن عبثياً، بل كان فرصة إيرانية لخوض غمار "بازار سياسي" مع الدول الغربية، وأثبت الرد الذي نفذته إيران لأول مرة من أراضيها ضد "إٍسرائيل" حقيقة التسريبات التي نُشرت عن كواليس المفاوضات والتطمينات التي تمت تحت الطاولة.
ولعل الرد الإيراني على قصف قنصليتها - وفق متابعين - لم يتعد (استعراض العضلات الإيرانية وكسب المعركة إعلامياً) بهجوم واسع النطاق بالمسيرات والصواريخ التي لم يصل الجزء الأكبر منها لهدفة، قبل أن تسارع بعثة إيران في الأمم المتحدة لطمأنة المجتمع الدولي وتُعلن انتهاء الرد قبل وصل طائراتها وصواريخها لحدود الأراضي المحتلة.
وخلال 14 يوماً بعد الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق ومقتل قادة كبار، نشرت عدد من وكالات الإعلام الغربية، تسريبات عديدة عن مفاوضات تجري وراء الكواليس بين طهران والدول الغربية لاسيما إمريكا، وعن تطمينات إيرانية يوضح ماهية وردها، والذي أثبت بعد تنفيذه أنه ليس أكثر من "حفظ ماء الوجه" والظهور بمظهر العدو لإسرائيل وفق ماينتهج "محور المقاومة" من خطاب زائف.
وكانت كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر إيرانية، عن أن طهران أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، بأن الرد الإيراني على استهداف "إسرائيل" للقنصلية الإيرانية في دمشق "سيكون بطريقة تسمح بتجنب التصعيد".
وقال مصادر الوكالة، إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان نقل رسالته هذه لواشنطن في أثناء زيارته لسلطنة عمان، وذكرت أن عبداللهيان ألمح خلال زيارته لعمان إلى استعداد إيران لوقف التصعيد في حال تلبية مطالبها، بما في ذلك مطلب الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
ولفتت أيضا إلى أن الوزير، ألمح إلى استعداد طهران لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، بعد تعثر تلك المفاوضات منذ نحو عامين، وقال مصدر آخر مقرب من الاستخبارات الأمريكية، إنه لم يكن على علم بأي رسالة من إيران عبر سلطنة عمان، لكن إيران "كانت واضحة جدا" حول أن ردها على هجوم دمشق سيكون "تحت السيطرة" و"غير تصعيدي".