"إسرائيل" تُعلن جاهزية جيشها لمواجهة أي رد إيراني مرتقب على قصف قنصليتها في دمشق
قال "أفيخاي أدرعي" المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن "إسرائيل" على أهبة الاستعداد في حالتي الهجوم والدفاع تحسبا لمواجهة أي تطورات في المنطقة، في وقت أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الجبهة الداخلية وجهت باتخاذ استعدادات دون إثارة للذعر تحسبا للهجوم الإيراني المحتمل.
وأوضح "أدرعي" أن "إيران تمول وتسلح وكلاءها في لبنان وغزة وسوريا والعراق واليمن وتحضرهم لمهاجمتنا"، مشددا على أن "الجيش يواصل الحرب في غزة ومستعدون للمضي قدما".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي خلال الحديث عن الهجوم الإيراني المحتمل ردا على قصف قنصلية إيران في دمشق: "لا تغيير في التعليمات الحالية للجبهة الداخلية"، مؤكداً أن "رئيس الأركان أجرى مع قائد القيادة المركزية الأمريكية تقييما للتحديات الأمنية".
وفي السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ رئيس الكنيست أمير أوحانا خلال لقائهما أن باريس حذرت طهران من مهاجمة إسرائيل، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه في حال جاء هجوم إيران بشكل مباشر من أراضيها، فسيتعين على إسرائيل الرد عليه بقوة ودون تأخير.
وسبق أن كشفت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر إيرانية، عن أن طهران أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية، بأن الرد الإيراني على استهداف "إسرائيل" للقنصلية الإيرانية في دمشق "سيكون بطريقة تسمح بتجنب التصعيد".
وقال مصادر الوكالة، إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان نقل رسالته هذه لواشنطن في أثناء زيارته لسلطنة عمان يوم الأحد، وذكرت أن عبداللهيان ألمح خلال زيارته لعمان إلى استعداد إيران لوقف التصعيد في حال تلبية مطالبها، بما في ذلك مطلب الوقف الدائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
ولفتت أيضا إلى أن الوزير، ألمح إلى استعداد طهران لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي، بعد تعثر تلك المفاوضات منذ نحو عامين، وقال مصدر آخر مقرب من الاستخبارات الأمريكية، إنه لم يكن على علم بأي رسالة من إيران عبر سلطنة عمان، لكن إيران "كانت واضحة جدا" حول أن ردها على هجوم دمشق سيكون "تحت السيطرة" و"غير تصعيدي".
وأضاف المصدر أن إيران "لا تريد أن تتدخل الولايات المتحدة" في الوضع، ولذلك لن توجه حلفاءها في سوريا والعراق لمهاجمة القواعد الأمريكية، وأنها تخطط "لاستخدام الوكلاء في المنطقة لشن عدد من الهجمات على إسرائيل".
ولفتت الوكالة إلى أن البيت الأبيض رفض التعليق على أي رسائل من جانب إيران، لكنه أكد أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها لم يكن لديها أي دور في الضربة على القنصلية الإيرانية.
وسبق أن كشفت وكالة "رويترز"، عن طلب وساطة قدمه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، لعدة دول عربية منها (السعودية والإمارات وقطر والعراق)، لحث إيران على خفض التوتر مع إسرائيل، في أعقاب استهداف قنصلية طهران في دمشق.
ونقلت عن مصدر لم تسمه، أن ماكغورك اتصل بالمسؤولين العرب، ليطلب منهم نقل رسالة إلى نظيرهم الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مفادها أنه يجب على إيران "التهدئة" مع إسرائيل، وكانت أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن وزراء خارجية الدول الأربع، تحدثوا هاتفياً مع عبداللهيان، وناقشوا التوتر في المنطقة.
وكتنت قالت مصادر مطلعة لوكالة "بلومبيرغ"، إن واشنطن وحلفاءها يعتقدون أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على قنصلية طهران في دمشق، بات "وشيكاً"، مرجحين شن "هجمات كبيرة" بصواريخ أو بطائرات مسيرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل.
ونقلت الوكالة عن المصادر (لم تسمها)، أن الرد الإيراني المحتمل قد يكون في خلال الأيام المقبلة، ولفتت إلى "اعتقاد، بناء على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، أن الأمر هو مسألة وقت، وليس مجرد احتمالية"، مؤكدة أن المسؤولين الأمريكيين يساعدون إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخباراتية.
وأبلغت إسرائيل حلفاءها بأنها تنتظر حدوث هذا الهجوم قبل شن هجوم بري آخر ضد حماس في رفح جنوب غزة، على الرغم من أنه ليس من الواضح متى قد تبدأ هذه العملية، وذكرت في السياق أن وكالات الاستخبارات الأمريكية والغربية تعتقد أن الرد الإيراني قد لا ينطلق بالضرورة من شمال إسرائيل حيث يتواجد حزب الله.
وقال أحد الأشخاص إن البعثات الدبلوماسية الأجنبية تستعد بالفعل للضربات المحتملة وتضع خطط طوارئ للإخلاء وسط طلبات من السلطات الإسرائيلية بشأن إمدادات الطوارئ مثل المولدات والهواتف الفضائية، مشيرا إلى أنهم ليسوا على علم بأي بعثات غربية تخطط للإخلاء الفوري.
وسبق أن اعتبرت صحيفة "تلغراف" البريطانية، في تقرير لها، أن استهداف "إسرئيل" لقنصلية طهران في دمشق، التي وجهتها إلى "الحرس الثوري" الإيراني ووكلائه في سوريا، كشفت عن "ضعف قادة طهران المخادعين".
وقال محرر شؤون الدفاع والشؤون الخارجية في الصحيفة كون كوغلين، إن أحد الحسابات الرئيسة لإسرائيل في استعدادها لمهاجمة أهداف إيرانية في سوريا "هو قناعتها بأن طهران ليست لديها رغبة كبيرة في مواجهة مباشرة مع تل أبيب، وتفضل استخدام وكلائها، للقيام بذلك".