حملة اعتقالات بعد اغتيالات غامضة بديرالزور.. مخابرات النظام تستدعي "الجهام" إلى دمشق
كشف ناشطون في المنطقة الشرقية، بأنّ حملة اعتقالات ومداهمات طالت عدد من عناصر وضباط في ميليشيات النظام، على خلفية تصاعد التوتر والخلافات التي وصلت إلى المواجهات المسلحة والاغتيالات الغامضة التي طالت قادة للنظام بدير الزور.
وأفاد ناشطون في شبكة "نهر ميديا"، المحلية المعنية بأخبار المنطقة الشرقية، بأن فرع أمن الدولة في نظام الأسد استدعى قائد ميليشيا الدفاع الوطني بمدينة ديرالزور "فراس الجهام"، المعروف بـ"العراقية".
وذكرت الشبكة أن الاستدعاء جاء بعد بلاغ قدمه فرع الأمن الجنائي، بتهمة تعاطي المخدرات والإتجار بها من قبل عناصره، وكشفت شبكة "عين الفرات" أن قائد مليشيا "الدفاع الوطني" بديرالزور، غادر ديرالزور يوم إلى العاصمة دمشق، وبحوزته كميات كبيرة من الأموال.
وأضافت أن "العراقية" بات يخشى على نفسه من الاغتيال، وخاصة عقب مقتل قائد "مليشيا المختار" المدعو "جمعة المختار"، والذي اتُّهم "العراقية" بتصفيته، وأشارت إلى أنه بصدد دفع أموال لمسؤولين في النظام، لضمان حمايته وإبقائه في منصبه.
وأكدت مصادر إعلامية محلية بأن الأمن العسكري يشنّ حملة اعتقالات واسعة في دير الزور، وكانت نشبت خلافات كبيرة بين المليشيات الإيرانية وبين الفوج 555 التابع للفرقة الرابعة، بمدينة الميادين شرقي ديرالزور.
واعتقل فرع الأمن الجنائي التابع لنظام الأسد، عنصراً من ميليشيا "أسود الشرقية"، بمدينة دير الزور، بتهمة ضلوعه بزرع العبوة التي انفجرت بمقر ميليشيا كتائب المختار، والتي أودت بحياة قائد الميلشيا "جمعة المختار"، في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
واعتقل الأمن العسكري التابع لنظام الأسد ثلاثة عناصر من مجموعة "الهادي" التابعة للحرس الجمهوري، والتي يترأسها “سامر الصوفان”، في مدينة موحسن شرقي دير الزور، حسب ما أفادت به "شبكة نهر ميديا"، المحلية.
وقبل حوالي أسبوع أفادت مصادر إعلاميّة بالمنطقة الشرقية، بأن حالة من التوتر سادت بمناطق في ديرالزور، على خلفية مصرع قائد دوريات ميليشيات "الدفاع الوطني"، التابعة لنظام الأسد، جرّاء دهسه من قبل عنصر من "الأمن العسكري"، لدى مخابرات الأسد في بلدة المسرب بريف ديرالزور.
وأكدت شبكة "نهر ميديا"، المحلية وفاة القيادي في ميليشيات "الدفاع الوطني" المدعو "عبد الله شاهر الخرفان"، الأمر الذي تسبب بحالة من التوتر الكبير مع وصول تعزيزات عسكرية للأخيرة إلى المنطقة، وسجلت حالات إطلاق نار من قبل عناصر الدفاع لإطلاق النار على عناصر من الأمن العسكري، وسط مؤشرات على تصاعد التوتر بين الطرفين.
ونعت صفحة ميليشيات الدفاع الوطني بدير الزور، على فيسبوك، القيادي المشار إليه واكتفت بالقول إنه قتل بـ"حادث سير أليم"، وتصاعدت حالات تصفية قادة وضباط في ديرالزور، أبرزهم بتفجير داخل فرع لمخابرات للنظام كما قتل قائد ميليشيا "كتائب المختار" بانفجار طال مكتبه بدير الزور.
وفي سياق موازٍ، وثق ناشطون في شبكة "مراسل الشرقية الرسمي"، حالة من الاستنفار لدى ميليشيات الأسد عند المستشفى العسكري بديرالزور جراء خطأ طبي تسبب بمقتل عنصر بصفوف ميليشيات الدفاع الوطني وأبناء عمومته من عشيرة البوسرايا يطوقون محيط المشفى يطالبون بقتل الطبيب الذي تسبب بوفاته.
وبث ناشطون في موقع "فرات بوست"، مقطعا مصورا يظهر تسليم ميليشيات الفرقة الرابعة، دبابتين للمدعو "حسن الغضبان"، القيادي بميليشيات الدفاع الوطني، وقام بوضعهما أمام مقره في حي هرابش في خطوة لاقت استياء واسع من الأهالي بديرالزور.
ولفت الموقع مؤخرا إلى أن دوريات مشتركة من فرعي الأمن الجنائي والأمن العسكري داهمت، للمرة الثانية، مقرات ميليشيا الدفاع في قرية الجفرة قرب المطار العسكري ومقرا آخر في حي الجورة.
وذكر أن متزعم ميليشيا الدفاع الوطني بدير الزور "فراس الجهام"، الملقب بـ"العراقية"، رفض تسليم مطلوبين بينهم قيادي متورر بقتل شاب مدني في دير الزور، خلال اشتباكات اندلعت نتيجة خلافات ميليشيات النظام على تجارة المخدرات وغيرها من صراعات النفوذ والمال.
ونشب مؤخرا اشتباك مسلح بين ميليشيا "القاطرجي" و"الفرقة الرابعة" في بلدة بقرص شرقي ديرالزور، بعد محاولة الأخيرة منع دخول بضائع قادمة من مناطق قسد، وتكرر ذلك وفق مصادر إعلامية محلية منها "ديرالزور 24".
هذا وتواترت أنباء مؤخرا حول حملة اعتقالات واسعة يقوم بها ما يسمى بـ"الفوج 47"، التابع لميليشيات "الحرس الثوري الإيراني" ضد عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني بلغ عدد المعتقلين حتى اللحظة 12 عنصر وذلك بتهمة التعامل مع التحالف الدولي.
وكانت أصدرت اللجنة الأمنية في ديرالزور قراراً يقضي بمنع حمل السلاح ضمن المدن لأي شخص كان، سواء عسكريّ أو مدني، بسبب تفشي ظاهرة حمل السلاح في مناطق النظام ضمن دير الزور، بسبب الأعداد الكبيرة للميليشيات الرديفة والإيرانية والمجموعات المسلحة التابعة للفروع الأمنية.
وخلال العام الحالي تجددت حوادث الاشتباكات والاقتتال بين ميليشيات النظام التي تعمل على مصادرة الشاحنات ومحتوى السيارات بحال رفض أصحابها دفع الإتاوات كما حصل مع عدد من تجار الأغنام قبل أسابيع عبر حاجز للفرقة الرابعة في بلدة حسرات بدير الزور وكان جرح عناصر في اشتباك بين "الفرقة الرابعة" و"الدفاع الوطني" قرب البوكمال.
وتجدر الإشارة إلى أن تصاعد حالة الفلتان الأمني بدير الزور ضمن مناطق سيطرة النظام، يرافقه مواصلة التوغل الإيراني وتزايد نفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة بطقوس علينة كان أحدثها، إقامة مجلس عزاء شيعي في الميادين بريف ديرالزور الشرقي، كما قام المدعو "الحاج كميل" قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بديرالزور بزيارة مدينة البوكمال وريفها.