"حمـ ـاس" تُدين اغتيال "موسوي" في دمشق وتعتبره "انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية"
أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان رسمي، "اغتيال" القيادي في الحرس الثوري الإيراني "رضي موسوي"، بضربة جوية إسرائيلية في العاصمة دمشق، واعتبرت أن الواقعة "انتهاك صارخ لسيادة دولة عربية".
وقالت "حماس" في بيان نشرته عبر قناتها على "تلغرام" إن "اغتيال الاحتلال الصهيوني للعميد رضي موسوي في الأراضي السورية، هو جريمة واعتداء جبان، وانتهاك صارخ لسيادة دولة عربية"، وشددت على أن "جرائم العدو الصهيوني، داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا وأمتنا، وإخماد مقاومتنا المستمرة، حتى دحره وزواله عن أرضنا".
وأضافت أن هذا الفعل "عربدة وإجرام صهيوني، ينتهك كل القوانين والأعراف الدولية، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يدعو إلى عزله وتجريم إرهابه ومحاكمته"، وأشادت "حماس" بدور موسوي في "خدمة المقاومة الفلسطينية"، وفق تعبيرها.
ويشوب موقف حركة "حماس" التي تخوض حرباً شاملة في قطاع غزة لمواجهة التوغل الإسرائيلي والحملة العسكرية الغير مسبوقة، إشكالات كبيرة في طريقة تعاطيها مع ماسمي "محور المقاومة" ممثلاً بـ "إيران وحزب الله ونظام الأسد وميليشيات إيران"، وهي التي ارتكبت المجازر بحق الشعوب في سوريا والعراق واليمن، وتلطخت إيديها بدماء ذات الشعوب التي تناصر وتدعم القضية الفلسطينية.
وسبق أن قال ثلاثة مسؤولين كبار إنّ المرشد الأعلى الإيراني وجّه رسالة واضحة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس عندما التقيا في طهران في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني، مشيراً إلى أن "حماس" لم تبلغ إيران بهجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول على إسرائيل، وبالتالي، فإن الجمهورية الإسلامية لن تدخل الحرب نيابة عنها.
وقال المرشد الأعلى علي خامنئي، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن إيران ستواصل تقديم دعمها السياسي والمعنوي للحركة، لكن من دون التدخل مباشرةً، بحسب المسؤولين، وهم من إيران و"حماس" مطلعين على المناقشات، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، حتى يتسنى لهم التحدث بحرية.
وفي السابع من أكتوبر، دعا قائد الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، الحلفاء في "محور المقاومة" للانضمام إلى النضال. وقال في رسالة صوتية: "يا إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسورية، هذا هو اليوم الذي تلتحم فيه مقاومتكم مع أهلكم في فلسطين".
وبدا الإحباط في تصريحات علنية بعد ذلك لقادة "حماس"، ومن بينهم خالد مشعل، الذي شكر حزب الله في مقابلة تلفزيونية يوم 16 أكتوبر، وقال: "حزب الله قام مشكوراً بخطوات، لكنّ تقديري أنّ المعركة تتطلب أكثر، وما يجرى لا بأس به، لكنّه غير كافٍ".
ويقول المتخصص في الشؤون الإيرانية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، كريم سجادبور، إنه في الأزمة الحالية قد يتغلب صوت الواقعية السياسية بالنسبة إلى طهران. ويضيف: "لقد أظهرت إيران التزاماً على مدى أربعة عقود بمحاربة أميركا وإسرائيل من دون الدخول في صراع مباشر. وترتكز الأيديولوجيا الثورية للنظام (الإيراني) على معارضة أميركا وإسرائيل، لكن قادتها ليسوا انتحاريين، بل يريدون البقاء في السلطة".