هجمات وانفجارات متجددة بالبادية.. إعلام االنظام: قتـ ـلى الكمأة تجاوزا 110 منذ بداية الموسم
كشفت مصادر محلية عن حوادث جديدة بين انفجارات وهجمات طالت العاملين في جمع فطر الكمأة في البادية السورية، وقدرت جريدة تابعة لنظام الأسد، نقلا عن مصدر لم تسمه بأن عدد القتلى من جامعي الكمأة تخطى 110 أشخاص منذ بداية الموسم.
وحذر نظام الأسد عبر إعلامه وقال إن هناك "قطاعات كثيرة من البادية لا تزال مزروعة بالألغام، ولا تزال مناطق بعمق البادية معرضة بأي لحظة لهجمات من داعش"، ما يكذب روايات سابقة زعم فيها تمشيط البادية ويعد التصريح دليلا على تجاهل الألغام بشكل متعمد من قبل نظام الأسد.
وشدد على عدم توجه المواطنين لجمع الكمأة من مناطق في البادية لم يعلنها نظام الأسد "آمنة"، لأن ذلك قد يكلفهم حياتهم، وقدرت أن موسم هذا العام وافر وأفضل من موسم العام الماضي، وسعر الكيلو تراوح بين 50 إلى 150 ألف ليرة سورية، حسب لون الحبة وحجمها، وفق تقديراتها.
وأصدر مجلس محافظة ديرالزور لدى نظام الأسد تعميماً طلبت منهم فيه تحذير المواطنين عبر منابر المساجد ونشر الإعلانات، وشهدت مناطق صحراوية في بوادي الرقة ودير الزور وحماة، مقتل عدد من الأشخاص خلال الساعات الماضية جراء هجمات تنفذها مجموعات مسلحة يرجّح أنها تابعة لميليشيات إيران في البادية، إضافة إلى انفجار ألغام أرضية بسيارات تقل عاملين في جمع الكمأة في المنطقة الشرقية.
ونشرت شبكة "نهر ميديا"، المحلية أسماء 7 قتلى من أبناء قرية المغلة بريف الرقة الذين قتلوا، أول أمس، على يد مسلحين مجهولين، بعد العثور على كامل الجثث يوم أمس في البادية السورية، وسط معلومات عن سقوط 11 قتيلاً في هجوم على جامعي الكمأة في بادية الرقة شرقي سوريا.
فيما قتل عدد من الأشخاص بينهم عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني جراء انفجارات ناجمة عن ألغام أرضية أثناء بحثهم عن الكمأة في بادية البشري جنوب غرب ديرالزور، كما قتل آخرين جراء هجوم شنه مسلحون مجهولون على ورشة عمال في بادية حماة وسط سوريا.
وتشهد بوادي الرقة ودير الزور وحمص وحماة، استهدافات متكررة تطال العاملين بجمع الكمأة، وتعد مناطق جبل البشري وهريبشة وكباجب من أكثر المناطق التي شهدت حوادث انفجار ألغام وهجمات مسلحة ضد جامعي الكمأة، وعلى الرغم من خطورتها ما تزال هذه المناطق مقصداً لجامعي الكمأة.
وتشير تقديرات نقلتها وسائل إعلام محلية بأن أكثر من 200 قتيل سقطوا منذ مطلع العام 2024 في بوادي دير الزور والرقة وحمص وباديتي حماة وحلب، وارتفعت حصيلة ضحايا موسم الكمأة إلى 63 حالة وفاة و32 إصابة منذ شباط الماضي.
ويوم أمس وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إصابة شاب أثناء بحثه عن ثمرة الكمأة في قرية المسرب في ريف محافظة دير الزور الغربي، بمناطق سيطرة النظام ما أدى إلى بتر أصابع يده اليمنى وساق قدمه اليسرى.
ولفتت إلى أن المنطقة تخضع لسيطرة قوات الأسد وطالبت القوات المسيطرة بأن تتحمل مسؤولية حماية المدنيين في مناطقها، والكشف عن أماكن الألغام المزروعة فيها وإزالتها، ونوهت إلى تسجيل مئات الوفيات والإصابات الناجمة عن انفجار الألغام، ما يُشكل تهديداً كبيراً للسكان على مدى سنوات لاحقة في تلك المناطق، وبشكل خاص للأطفال.
ويمتد موسم جمع فطر الكمأة من بداية شهر شباط وحتى أواخر شهر نيسان، وكان العام الماضي قد شهد تسجيل 112 وفاة على الأقل، بينما سجل العام 2022 وفاة 98 شخصاً في حوادث متفرقة خلال بحثهم عن الكمأة، وتقدر أسعار فطر الكمأة هذا العام تجاوزت عتبة الـ400 ألف ليرة للكيلو الواحد لبعض الأصناف.
وقالت مصادر محلية إن "الحرس الثوري" بات المصدر الوحيد لتجارة وبيع "الكمأة" إلى تجار البوكمال وأكدت أن المليشيات الإيرانية منعت التجار في المدينة، من شراء أي كمية مهما كانت صغيرة من "الكمأة"، إلا عبر أشخاص تابعين لها، وهددت كل مخالف بالمساءلة والاعتقال.
هذا ومنعت ميليشيات "الحرس الثوري" الإيراني مؤخرًا جامعي "الكمأة" من التوجه إلى بادية البوكمال للبحث عنها، بحجة انتشار خلايا "داعش" بالبادية، وحسب المصادر فإن هدف المليشيات الإيرانية من خطواتها هذه، الانفراد بتجارتها بالمنطقة مع تخطي سعر الكيلو غرام منه 500 ألف ليرة، حسب شبكة "عين الفرات" المحلية.