المعلق الرياضي الجزائري "حفيظ الدراجي"
المعلق الرياضي الجزائري "حفيظ الدراجي"
● أخبار سورية ٥ سبتمبر ٢٠٢٢

حفيظ دراجي.. وتجارة القضايا الرابحة في أوجاع الشعوب

خرج علينا في الأمس المعلق الرياضي الجزائري "حفيظ الدراجي" معلقا على ثورة السوريين ضد الإرهابي بشار الاسد، ووصفهم بالخونة والفخورين بدمار بلادهم.

دراجي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر ردا على تغريدة للإعلامي السوري فيصل القاسم اتهم فيها النظام الجزائري بالكذب، حيث قال دراجي "المهم أننا لا نخون، و لا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا، ولا نفتخر بتدمير بلدنا لأجل إسقاط رئيسنا".

وتابع دراجي" الجزائر لم تقل بأنها ستلم شمل العرب ، لأنه لن يلملم، في ظل تفشي أنواع خطيرة من المخدرات و المهلوسات، وتزايد حجم التطبيع مع كيان يسعى إلى منع عقد القمة في الجزائر باستعمال عملائه".

وكان فيصل القاسم قال في تغريدته التي أثارت غضب المعلق الجزائري "نظام يتأمر مع إثيوبيا ضد مصر، نظام يتحالف مع إيران ضد العرب، نظام يعادي جاره العربي المغربي، ثم قال شو قال : يريد لم شمل العرب في قمة عربية"، وذلك في إشارة للنظام الجزائري الذي صرح مسؤولوه أنهم يعملون في القمة العربية المقبلة على لم شمل العرب.

القضية الفلسطينية الرابحة.. والمتاجرة بها

على الرغم من أن القضية الفلسطينية قضية حق، ومن يقفون مع هذا الحق هم غالبية الشعوب العربية، إلا أنها باتت قضية للمتاجرة والتدليس، وبات الأفاقون والكذابون والمجرمون والأنظمة الاستبدادية والإجرامية والديكتاتورية، تستخدمها كورقة لتنظيف اوساخها، فبمجرد نطقك أنك تقف مع هذه القضية كأنك عدت كما خلقتك أمك، وهؤلاء للأسف كثر.

أمثال دراجي كثر، يصعب عدهم ممن إدعى سابقا حق الشعوب في الحرية والكرامة، وكان الكثيرون من المثقفين العرب يتهمون الشعوب بالتخاذل والخوف، وعندما ثارت اتهموها بالتآمر والخيانة، ليتبين انهم يدافعون على مصالحهم فقط وتجارتهم الرابحة.

فكانت الثورة السورية التي فضحت المتاجرين بالقضية الفلسطينية، لأن الحق لا يتجزأ ولا يتقسم، فمن وقف ضد حق الشعب السوري في الحرية والكرامة ووقف مع المجرم بشار الأسد، وفي نفس الوقت يدعم القضية الفلسطينية فهو تاجر بالضرورة.

في تغريدة لحفيظ دراجي ردا على تقرير اتهمه بأنه قال عن السوريين أنهم خونة، وبرر ذلك أنه قالها لمن يفرح لتدمير بلده، وضد من يحرض على بلدي، ويعتبر دعم فلسطين وجع رأس، وأكد أن السوريون أشرف بكثير من كل بياع كلام، محرض و مفتري.

وعلق الكثيرون على تغريدة دراجي واعتبروه أنها متاجرة بآلام الشعوب في سوريا وفلسطين، فكيف يستوي أن يكون دعم القضية الفلسطينية حق والسورية باطل، أم أن شعار المقاومة والممانعة يكفي أن تغطي به المجازر والدماء والدمار الذي أحدثه نظام الأسد المجرم.

وعلق أخرون، أن من دمر سوريا هو النظام السوري وبشار الأسد وليس الشعب، فالشعوب لا تفخر بتدمير أوطانها، فكيف تقول لأبناء قطاع غزة الذين دمرت منازلهم عشرات المرات على يد المحتل الاسرائيلي، هل هم خونة و فخورون؟، الحق لا يتجزأ.

حفيظ دراجي يقع في شباك بيرقدار

وفي سياق كشف المتاجرين بقضايا الشعوب، أوقعت الناشطة السورية ميسون بيرقدار دراجي في شباكها، حيث اتصلت به على أنها من القصر الجمهوري السوري، وشكرته على مواقفه الداعمة، وأنها مكلفة من بشار الأسد شخصيا لإيصال السلام له، ليرد الدراجي عليها بالشكر وبطلب إيصال تحيته لبشار الأسد وأنه مستعد لتقديم كافة أشكال الدعم له كما تدعمه الجزائر.

وفي المكالمة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قال الدراجي أنه مستعد لزيارة دمشق، وأعرب عن أمله في أن في أن يشارك بشار الأسد في القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر. في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وللتأكيد على أنه يقصد ما قاله في تغريدته ، أكد أنه لم ولن يعتذر عنها، وهاجم السوريين الذين خرجوا ضد النظام السوري، ووصف الربيع العربي بالخراب.

الثورة السورية الكاشفة والفاضحة

مصير الثورة السورية أن تكشف الكاذبين والمتاجرين بقضايا الشعوب، من الأنظمة والمثقفين والحركات والتنظيمات، إذ أنها فضحت الكثيرين وكشفت عوراتهم الكثيرة، فعند انطلاقتها في أذار 2011 وسيطرتها على مساحات واسعة من المحافظات السورية، وقف الكثيرون في صفها و دعموها، وعندما تراجعت بفعل التدخل الروسي والإيراني والشيعي، انقلب غالبيتهم على أعقابهم وعادوا إلى  تجارتهم الرابحة"القضية الفلسطينية".

حركة حماس التي دعمت الثورة السورية في بدايتها، وقفت ضدها في نهايتها وعادت تستجدي عودة العلاقات مع النظام السوري، مثقفون عرب كثيرون صرحوا بدعمهم في حق الشعب السوري في التحرر والكرامة، ولكنهم سرعان ما تراجعوا عن ذلك، فالثورة السورية لم تعد رابحة في نظرهم ولكنها أصبحت فاضحة.

ميزان الثورة السورية والقضية الفلسطينية هو ميزان واحد، فمن دعم هذه ووقف ضد تلك فهو متاجر بالضرورة، وقد فضح أمره، ولكن الإنحياز للقضايا والتشدد في ذلك، جعل الاصطفاف سمة الكثيرين وبات كلا يعتبر قضيته العادلة وغيرها الباطلة، أو أن قضيته عادلة أكثر من الأخرى ويجب أن تكون الاولى وما دونها قضايا عابرة، وهنا الطامة الكبرى.

دراجي وعطوان وحماس والجهاد وغيرهم الكثيرون ممن يدافعون عن النظام السوري وايران وحزب الله والحوثي، في اصطفاف لما يسمى محور المقاومة والممانعة، فهنا تكون تجارتهم رابحة أكثر من غيرها، فالوقوف مع الشعوب هي دائما تجارة خاسرة، ولكنها أخلاقية تكشف معدنك وهويتك وأصلك.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ