غموض حول مصير "حمو" .. نيران الاقتتال بين ميليشيات النظام تودي بحياة طفل بالحسكة
أفادت مصادر إعلاميّة محلية، اليوم الخميس، بسقوط قذيفة على منزل مدني نتيجة استمرار الاقتتال بين ميليشيات النظام والدفاع الوطني بمدينة الحسكة، حيث أدت إلى مقتل طفل وجرح عدد من أفراد عائلته.
وذكرت ناشطون في شبكة "الخابور" المحلية، أن طفل توفي وجرح عدد من أفراد عائلته إثر سقوط قذيفة في منزلهم أثناء تناولهم الفطور في حي غويران بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأكدت الشبكة ذاتها، أن ميليشيات نظام الأسد سيطرت على جميع مقرات الدفاع الوطني بالمربع الأمني بمدينة الحسكة، وسط اختفاء "عبدالقادر حمو"، قائد الدفاع الوطني بعد إصابته إثر الاشتباكات مع قوات النظام السوري.
ونوهت إلى تجدد سماع دوي الانفجارات والاشتباكات بين الطرفين، دون الإعلان عن إنهاء التوتر، وسط تواتر أنباء حول مصير "حمو"، الذي قيل إنه لجأ لأقاربه من عشيرة الشرابيين بالحسكة بعد إصابته ومقتل طفله بعد استهداف منزله بقذيفة دبابة من قبل قوات الأسد.
وتسببت الاشتباكات العنيفة في المنطقة بحالة من الهلع أصابت السكان مما اضطر عدداً منهم للنزوح عن المنطقة هرباً من القصف، كما أصيب عدد من المدنيين بجروح متفاوتة بينهم سيدة أصابتها رصاصة طائشة برأسها في حي العزيزية بمنطقة المربع الأمني.
وكانت تجددت الاشتباكات في المربع الأمني بعد ساعات من الهدوء، وسط تقدم قوات الأسد باتجاه منزل متزعم ميليشيا الدفاع الوطني وأنباء عن اقتحامه، كما تم سماع دوي انفجارات يرجح أنها ألغام مزروعة قرب مقر "حمو" في مدينة الحسكة.
ووثق ناشطون إصابة نحو 10 مدنيين بجروح بينهم طفل وامراة ورجل مسنّ، وتم رصد تحليق مقاتلات أمريكية تحلق في سماء المدينة بالتزامن مع التوتر، كما نشرت قوات الأسد دبابات وآليات ثقيلة في منطقة الاشتباكات.
وقالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن التوتر قد ينتهي خلال ساعات، خاصة أن غالبية عناصر الدفاع الوطني سلموا نفسهم لقوات الأسد بعد محاصرتهم وتم تجميعهم داخل أحد المقرات التابعة للأمن العسكري.
وذكر المكتب الصحفي التابع لنظام الأسد في محافظة الحسكة أن عدد من العسكريين في قوات الأسد قاموا بتشييع النقيب شرف "عبدالرحمن سعيد الحاج"، الذي قالت إنه "نال شرف الشهادة خلال تأدية واجبه الوطني في محافظة الحسكة"، على حد وصفها.
وفي سياق متصل أفاد ناشطون في شبكة "عين الفرات"، بمصرع الضابط "علي ديب" التابع لوحدة المهام الخاصّة بقوات النظـام والمنحدر من محافظة اللاذقية بانفجار لغم زرعته ميليشيا الدفاع الوطني في محيط مقرّها بمدينة الحسكة.
هذا وقالت وسائل إعلام تابعة لميليشيات "قسد"، إن "عبد القادر حمو" لديه وثائق وأوراق وملفات فساد كبيرة، منها التجارة بالمخدرات، تخص حكومة نظام الأسد ومسؤوليها، لذلك يفرض النظام حصاراً كبيراً على منزله، وتحاول الحصول عليها عبر التفاوض، قبل التضحية به.
ويشهد المربع الأمني في مدينة الحسكة حالة من الهدوء مع ساعات صباح اليوم الخميس، مصطحبة بأصوات إطلاق أعيرة نارية، وذكرت أنه بعد ما شهده المربع الأمني مساء أمس الأربعاء، واستهداف منزل متزعم الدفاع الوطني "حمو"، تتفاوض قوات الأمن العسكري التابعة للنظام مع متزعم الميليشيا.
ونوّهت إلى أن غاية قوات الأسد من التفاوض هي الحصول على وثائق وأوراق وملفات مهمة، بالإضافة إلى معرفة مخابئ الأسلحة والذخيرة التي بحوزته، وأكدت أن "حمو" لديه أوراق وملفات فساد كبيرة، منها التجارة بالمخدرات، تخص حكومة دمشق ومسؤوليها، تثبت تورطها.
واعتبرت أن ذلك هو السبب الأساسي الذي دفع ميليشيات نظام الأسد لفرض حصاراً كبيراً على منزله، وتحاول الحصول عليها، قبل التخلص منه وإنهاء ملف الدفاع الوطني في الحسكة، وقطعت ميليشيات النظام الانترنت والاتصالات بشكل كامل داخل المربع الأمني في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن مواجهات عنيفة نشبت بين ميليشيات النظام والدفاع الوطني بالحسكة استخدم فيها الأسلحة الثقيلة، ويعود ذلك إلى تطورات ميدانية متسارعة جاءت إثر اعتداء متزعم ميليشيا الدفاع الوطني على أحد وجهاء قبيلة الجبور، في شهر آب الفائت.
الأمر الذي تسبب بحالة من التوتر واستنفار لأبناء القبيلة ورغم الكشف عن وساطات ومفاوضات برعاية روسية تحولت القضية إلى مواجهات مباشرة بين ميليشيات النظام والدفاع الوطني ويزعم النظام أنه يريد إنهاء تمرد "حمو" وتنفيذ قرارات عزله ومحاسبته، فيما هدد الأخير بفضح ضباط وقادة عسكريين في نظام الأسد، مشيراً إلى أن النظام طلب منه 3 مليون دولار مقابل تسوية وضع ميليشيات الدفاع الوطني بالحسكة.