"غضب السويداء" في أسبوعه الثاني .. قطع للطرقات وتظاهرات مستمرة في يومه التاسع
انتشرت مجموعات شبابية في أنحاء مدينة السويداء فجر اليوم الاثنين، لتغلق معظم الدوائر الحكومية، قبل بداية موعد الدوام الرسمي، في سياق استمرار الاحتجاجات والإضراب لليوم التاسع على التوالي، في ظل تفاعل واسع من قبل الفعاليات المدنية والأهلية في المحافظة.
وتتواصل حالة العصيان المدني هذه في مدينة السويداء، العاصمة الإدارية للمحافظة، على عكس مدينتي شهبا وصلخد، اللتان تشهدا احتجاجات يومية، لكن العصيان المدني لم يمتد لهما حتى اليوم، وفق نشطاء.
وفي أرياف المحافظة، تلجأ مجموعات شبابية مع صباح كل يوم، إلى التجمع على طرق القرى الرئيسية. يُغلقونها جزئياً بالإطارات كما توضح الصورة الملتقطة صباح اليوم في قرية مردك بريف السويداء، ويمنعون الموظفين من الانتقال إلى وظائفهم.
ويبقى الموعد الأهم، في ساحة السير وسط السويداء، حيث يتحرك الجميع باتجاه هذه الساحة التي يسمونها ساحة الكرامة، في الموعد اليومي الساعة ١١ صباحاً. مع أن التجمعات فيها تبدأ قبل ساعة ونصف. وذلك للتأكيد على المطالب الشعبية، برحيل النظام السوري، والغيير السياسي.
وفي سابقة لم تشهدها محافظة السويداء منذ استلام حزب البعث السلطة في سوريا، دخل العصيان المدني في السويداء اسبوعه الثاني على التوالي، حيث تظاهر الناس في الشوارع وأغلقوا المزيد من الفرق الحزبية، كما واصلوا إقفال الدوائر الحكومية، باستثناء الخدمية منها.
ووثقت شبكة "السويداء 24" المحلية، إغلاق المحتجين فرقاً حزبية جديدة يوم الأحد، بداية من قيادة فرع الحزب في المدينة، ووصولاً إلى قرى ملح صما البردان، والمزرعة. وكان المحتجون قد اغلقوا في الأيام السابقة الفرق الحزبية في المناطق التي شهدت مظاهرات تطالب الأسد بالرحيل.
وفي ساحة الكرامة التي تبعد امتاراً قليلة عن قيادة الشرطة ومبنى المحافظة وسط مدينة السويداء شهدت ولليوم الثامن على التوالي، مظاهرات حاشدة، تفنن الأهالي فيها بابتكار الأغاني الثورية، وباتت الساحة منبراً لشبان السّويداء، يعبرون عن أفكارهم كلٌّ وفق طريقته، فهذا يرفع لافتة وذلك يرسم كاريكاتيرا واخريات تهزجن وتغنين للثورة.
كما شهدت بلدات سليم وملح والصورة الصغيرة والكفر والمجدل وامتان والقريا وذيبين وام رواق والهويا والثعلة وغيرها من البلدات، وقفات احتجاجية مسائية، في حين اجتمع شباب قرى صميد، الخرسا، وقم، ام الزيتون، مجادل ، وعريقة، والكثير من القرى المجاورة، في وقفة احتجاجية في قرية داما، وضّح فيها الشيخ سليمان عبد الباقي مجريات اعتقال الناشط أيمن فارس ابن الساحل السوري في أثناء محاولته الالتجاء إلى السويداء، مؤكداً أنه لا يزال معتقلاً، وقد تم احتجاز ضباط للتفاوض وإطلاق سراحه.
وكانت انتشرت بالأمس أنباء غير دقيقة عن إصدار بيان من ضباط متقاعدين يمثل أهالي السويداء، لكن العميد المتقاعد نايف العاقل قال باتصال مع موقع السويداء 24: إنهم لم يعلنوا بياناً رسمياً وما قدموه كان اقتراحات سيناقشها الضباط مع الفعاليات الدينية والاجتماعية في السويداء.
ومع كثرة البيانات واختلاط الأخبار، تبقى ميادين وساحات التظاهر، هي المكان الوحيد الذي يعبّر عن مطالب أهالي، فأصوات السوريين والسوريات، التواقين للحرية، ولدولة العدالة والمساواة، تعلو فوق كل الأصوات. والموعد اليوم الاثنين، مع يوم جديد من الاحتجاجات.