في ظل غياب العلاج .. ارتفاع نسبة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال شمال غرب سوريا
كشف مسؤول التغذية في الجمعية الطبية السورية- الأميركية "سامز"، عن أن نسبة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال في مناطق شمال غرب سوريا بلغت 4.3%، وعند النساء الحوامل والمرضعات 13%، أما سوء التغذية المزمن المؤدي إلى القزامة فنسبته 22.3%.
وأرجع المسؤول في تصريح لموقع "العربي الجديد"، حالات سوء تغذية بين السكان إلى تأثيرات الوضع الاقتصادي وقلة عدد الوجبات اليومية للأفراد، متحدثاً عن وجود حالات سوء تغذية بين السكان العاديين في الشمال السوري، وليس فقط سكان المخيمات.
ولفت إلى أن عدد المصابين بسوء التغذية خارج المخيمات يساوي أو يزيد أحياناً عن النسبة الموجودة في المخيمات، وبين أن بعض المنظمات الإنسانية تركز على توزيع المواد الغذائية على النازحين، بينما المشكلة الكبرى تتمثل في غياب علاج سوء التغذية، حيث لم يحصل سوى 17% من المصابين بسوء التغذية على علاج.
وأشار المسؤول إلى أن من بين كل 100 طفل أو امرأة حامل، هناك 83 لم يتلقوا علاج سوء تغذية، كما أن الوجبات التكميلية للأطفال الرضع شبه معدومة، حيث يحصل خمسة فقط من بين كل 100 طفل على وجبات مكملة.
وسبق أن طالبت "منظمة الصحة العالمية"، في تقرير لها، بتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة سوء التغذية في مناطق شمال شرق سوريا، لافتة إلى أن حوالي 700 ألف طفل يواجهون الجوع بسبب التدهور المستمر للاقتصاد في البلاد.
وبينت المنظمة أنه "في الأشهر الستة الماضية، ارتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد إلى أكثر من 4.6 مليون شخص"، وذكرت أنه "بعد أكثر من 10 سنوات من الصراع والنزوح، يعاني الآن عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية".
وأضافت أنه "على مدى السنوات الـ 11 الماضية، عانى شمال شرق سوريا بشكل كبير بسبب الأزمة المستمرة. أدى تدهور الخدمات الصحية، والأزمة الاقتصادية، وانخفاض القوة الشرائية، إلى جانب صعوبة الحصول على مياه الشرب المأمونة، إلى زيادة معدلات سوء التغذية".
وأشارت المنظمة إلى أن "الأدلة تظهر أنه في الفترة 2022-2023، سيحتاج حوالي 5.5 مليون شخص، بما في ذلك الأمهات والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-59 شهرا في سوريا، إلى مساعدة تغذوية مباشرة"، مبينة أن "نصفهم يعيشون في شمال شرق سوريا".