
في وقت زيارة الارهابي بشار لحلب.. خلوصي أكار يزورها أيضا فما هي الرسائل؟
أرسل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار رسالة سريعة ومباشرة للنظام السوري وروسيا أيضا، بزيارة غير معتادة قام بها إلى ضريح "سليمان شاه" جد مؤسس الدولة العثمانية، بقرية أشمة بريف حلب.
هذه الزيارة أتت في الوقت ذاته الذي قام الإرهابي بشار الأسد بزيارة أيضا غير معتادة له إلى مدينة حلب وريفها، رآها مراقبون أيضا رسالة مباشرة لتركيا التي تنوي شن عملية عسكرية كبيرة في ضد ميلشيات قسد.
الرسائل المتبادلة من هذه الزيارات واضحة جدا، وتكاد تكون مباشرة، وإن أتت بدون تصريحات وتهديدات من الطرفين، ولكن المراقب يعلم أن هناك توتر واضح وتحدي أيضا.
زيارة الأسد إلى حلب بعد غياب دام 11 سنة عنها منذ اندلاع الثورة السورية، لم يكن مصادفة على الإطلاق، حيث اشار مراقبون سياسيون سابقون أن هناك إتفاق "روسي تركي" سابق يمنع الأسد من دخول حلب، وذلك عقب سقوط المدينة بيد قوات النظام السوري عام 2016.
هذا الإتفاق يبدو أن روسيا قامت بإلغائه من طرفها والدوس عليه، وسمحت للأسد بدخول حلب مرة أخرى والتصوير على أنقاضها والتنزه في أطلالها التي دمرها جيشه وشبيحته وبراميله وصواريخ روسيا.
الرسالة التي أرادت موسكو إرسالها لأنقرة بالسماح للأسد بدخول حلب، هو جعلها تدفع ثمن موافقة تركيا على إنضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو، حيث سمحت للأسد بالإتفاق مع قسد على توقيع اتفاقية دفاع مشترك بحال قررت تركيا شن عملياتها العسكرية شمال سوريا.
وفي المقابل لم يتأخر رد تركيا، حيث أرسلت وزير دفاعها لزيارة ريف حلب الشرقي برفقة رئيس الأركان يشار غولر، وأيضا قادة القوات البرية والجوية والبحرية، وهي رسالة مباشرة قد يفهم منها الأسد وروسيا أن أنقرة مصممة على المضي في عمليتها العسكرية.
وتجدر الإشارة أنه في عام 2015 نفذت تركيا عملية عسكرية وقامت بنقل جثمان وضريح "سليمان شاه" من قرية قرة قوزاق بريف حلب الشرقي جنوب جرابلس، عندما كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، إلى قرية أشمة السورية على الحدود مع تركيا.
وكان "آرام حنا" المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، قال إن نظام الأسد وافق على إرسال أسلحة نوعية وثقيلة إلى خطوط التماس في ريفي الرقة وحلب، بما يضمن "ردع الجيش التركي"، في سياق مساعي الميليشيا لتفادي العملية العسكرية التركية المرتقبة.
وأوضح حنا في حوار أجرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن القيادة السورية وافقت على إرسال دبابات ومدرعات ثقيلة إلى محاور عين عيسى وكوباني (عين العرب) بريفي الرقة وحلب، معتبراً أن هذه التعزيزات ستدعم موقفهم الدفاعي، في مواجهة أي عملية عسكرية.
وفي مقابلة سابقة الشهر الماضي، قال الإرهابي بشار الأسد أن سوريا ستقوم بمقاومة أي هجوم تركي على الأراضي السورية بـ"المقاومة شعبية".
وقال الإرهابي بشار "إذا كان هناك غزو فستكون هناك مقاومة شعبية بالمرحلة الأولى، طبعا في الأماكن التي يوجد فيها الجيش السوري وهو لا يوجد في كل المناطق في سورية وعندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء"
وأشار بشار إلى المواجهة التي حدثت بين جيشه والجيش التركي، في مارس 2020 وأدت لمقتل جنود أتراك، معتبرا أن ذلك ممكن أن يتكرر مرة أخرى في حال شنت تركيا عمليتها العسكرية، بينما لم يشر بشار الأسد إلى الرد التركي من خلال عملية درع الربيع والتي أدت لمقتل العشرات من عناصره وتدمير عشرات المواقع والآليات.
ومهما تكن الرسائل المراد إرسالها بين الطرفين التركي من جهة والنظام السوري وروسيا من جهة أخرى، فإنها لا بد أن يتم ترجمتها على الأرض فقط، وإلا فإن رسائلهم ستكون مجرد حبر على ورق وكلام فارغ.