تقرير لـ "الشبكة السورية": أحد عشر مواطناً أمريكياً في عداد القتلى أو المفقودين في سوريا منذ آذار 2011
تقرير لـ "الشبكة السورية": أحد عشر مواطناً أمريكياً في عداد القتلى أو المفقودين في سوريا منذ آذار 2011
● أخبار سورية ١٢ مايو ٢٠٢٥

تقرير لـ "الشبكة السورية": أحد عشر مواطناً أمريكياً في عداد القتلى أو المفقودين في سوريا منذ آذار 2011

أصدرت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" اليوم، بياناً كشفت فيه عن مقتل أو اختفاء قسري لما لا يقل عن أحد عشر مواطناً أمريكياً منذ بداية النزاع المسلّح في سوريا في آذار/مارس 2011 وحتى أيار/مايو 2025.

وبحسب البيان، الذي استند إلى قاعدة بيانات الشَّبكة وعمليات الرصد المنهجية التي يُجريها فريقها، فقد وثّقت الشَّبكة مقتل ستة مدنيين يحملون الجنسية الأمريكية، من بينهم سيدة واحدة. وتوزّعت المسؤولية عن هذه الحالات بين قوات نظام بشار الأسد (ثلاثة مدنيين، بينهم سيدة قضت تحت التعذيب وصحفي) وتنظيم «داعش» (ثلاثة مدنيين، بينهم صحفيان وأحد العاملين في المجال الطبي والإغاثي).

كما وثق التقرير خمس حالات اختفاء قسري لمواطنين أمريكيين، بينهم سيدة، لا يزالون في عداد المفقودين. وتتحمّل قوات نظام الأسد المسؤولية عن أربع حالات منها، في حين تُنسب الحالة الخامسة إلى جهات أخرى.

وأكد التقرير أنَّ استهداف المدنيين، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون، يشكّل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، لا سيما مبدأي التمييز والتناسب في النزاعات المسلحة. كما شدّد على أنَّ جريمة الاختفاء القسري تُعدّ جريمة مستمرة قانوناً، وتبقى المسؤولية القانونية قائمة ما لم يُكشَف عن مصير الضحايا.

وقدّم التقرير مجموعة من التوصيات، أبرزها دعوة مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات موجَّهة على الأفراد المتورطين في الانتهاكات الجسيمة، وفي مقدمتهم القيادات الأمنية والعسكرية في نظام الأسد.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بتقديم الدعم الفني والمالي للمنظمات الحقوقية المختصة بتوثيق الانتهاكات في سوريا، وحثّت الحكومة الأمريكية على تكثيف جهود البحث والتحقيق في قضايا مواطنيها الذين قُتلوا أو اختفَوا في سوريا، وتوفير الدعم القانوني والمادي والمعنوي لأُسر الضحايا.

"لخويا" تعلن عن اكتشاف رفات ثلاثين شخصاً اختطفهم "داعـ ـش" في دابق بحلب
وكانت أعلنت قوة الأمن الداخلي "لخويا" عن اكتشاف رفات ثلاثين شخصًا يعتقد أنهم تم اختطافهم وقتلهم على يد تنظيم "داعش" خلال فترة سيطرته على مدينة دابق في سوريا، جاء ذلك في إطار تعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI).

وفي بيان صادر عن "لخويا" اليوم، أفادت القوة أن هذه الجهود كانت جزءًا من عملية دولية نفذتها استجابة لطلب رسمي من مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي تعاون مع "لخويا" في هذا التحقيق.

تعاون كامل مع الحكومة السورية
وقد نفذت قوة الأمن الداخلي هذه المهمة بالتنسيق التام مع الحكومة السورية، التي قدمت الدعم اللازم لتسهيل عمل الفريق المتخصص. وتم تشكيل فريق متخصص من وحدات متعددة، بما في ذلك فريق قطري مختص في تحديد هويات ضحايا الكوارث.

استخدام تقنيات متقدمة في البحث والإنقاذ
واعتمدت مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي "لخويا" تقنيات متطورة أثناء عملية البحث عن الضحايا. وقد نفذت الفريق مهماتها بمهارة واحترافية عالية رغم الظروف الميدانية الصعبة والمعقدة، مما ساعد على تحقيق الأهداف المنشودة.

التحاليل الدقيقة والنتائج النهائية
وفي ختام البيان، أكدت قوة الأمن الداخلي "لخويا" على التزامها بإجراء تحاليل الحمض النووي (DNA) بدقة واهتمام بالغين. وشددت على ضرورة الانتظار للحصول على الإعلان الرسمي للنتائج النهائية، وحثت على تجنب أي استنتاجات مسبقة.

وسبق أن أفاد مصدر رسمي سوري لقناة الجزيرة، بأن فرقًا من الباحثين القطريين والأميركيين، بالتعاون مع عناصر من الأمن العام السوري، عثرت على رفات ثلاثة أشخاص في ريف حلب، يُعتقد أن أحدهم هو الصحفي الأميركي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012.

اكتشاف الرفات بناءً على اعترافات عنصر سابق في "داعش"
وبحسب المصدر، فإن اعترافات أحد العناصر السابقين في تنظيم "داعش" قادت إلى تحديد موقع دفن الجثث. بعد ذلك، تم استخراج الرفات ونقلها إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) لتأكيد هوياتهم.

البحث عن رفات بيتر كاسيغ وآخرين
وأوضح المصدر أن عملية البحث بدأت أولًا للعثور على رفات العامل الأميركي في مجال الإغاثة، بيتر كاسيغ، الذي قُتل بطريقة مروعة على يد التنظيم في عام 2014 في بلدة دابق شمال حلب.

وأضاف أن من بين المفقودين الذين يُعتقد أن رفاتهم قد تكون موجودة في نفس المنطقة، الصحفيان الأميركيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف، إضافة إلى عاملة الإغاثة كايلا مولر التي توفيت أثناء احتجازها، وتعرضت لانتهاكات موثقة من قبل زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.

بعثة قطرية تبدأ مهمتها في شمال سوريا
وفي سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" يوم السبت، أن بعثة قطرية متخصصة من "مجموعة البحث والإنقاذ الدولية" بدأت مهماتها في شمال سوريا الأسبوع الماضي، بالتنسيق مع الجانب الأميركي والحكومة السورية. وأكدت الوكالة أن الفرق عثرت حتى الآن على رفات ثلاث جثث في محيط بلدة دابق، التي كانت تعتبر من أبرز معاقل تنظيم "داعش" بين 2014 و2017.

التنسيق بين قطر والولايات المتحدة
وأشار التقرير إلى أن خطة البعثة القطرية تم التوافق عليها خلال زيارة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى واشنطن في أبريل الماضي. وقد تم التنسيق مع الإدارة الأميركية لتجهيز الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج هذا الأسبوع، التي تشمل الدوحة والرياض وأبوظبي.

الخبرة القطرية في البحث عن الرفات
ووفقًا لوكالة "رويترز"، قال مصدر أمني سوري إن البعثة القطرية تعمل بكفاءة عالية في مجال التنقيب عن الرفات في مناطق الكوارث، مشيرًا إلى أنها قد شاركت سابقًا في عمليات البحث بعد الزلازل في تركيا والمغرب.

الجهود الأميركية المستمرة في هذا الملف الحساس
من جانبه، أكد مصدر مطلع لوكالة "رويترز" أن الحكومة الأميركية تواصل منذ سنوات جهودها المستمرة للعثور على رفات مواطنيها الذين أُعدموا في سوريا، حيث تم تنفيذ عمليات بحث متكررة في مناطق نفوذ التنظيم سابقًا بالتنسيق مع جهات محلية ودولية.

دابق: احتمال وجود مقابر جماعية للرهائن
ورغم عدم تأكيد هوية الرفات حتى الآن، تشير المعلومات إلى أن منطقة دابق قد تضم مواقع دفن جماعية لعدد من الرهائن الأجانب الذين أعدمهم التنظيم، مما يجعل هذا الملف الإنساني ذا طابع حساس للغاية. وتعتبر هذه المهمة خطوة ميدانية مشتركة غير مسبوقة بين قطر والولايات المتحدة على الأراضي السورية في هذا السياق.

قضية أوستن تايس: أقدم الملفات العالقة
تُعد قضية اختفاء الصحفي الأميركي أوستن تايس من أقدم الملفات المتعلقة بالمفقودين الأميركيين في سوريا. فقد اختفى تايس في عام 2012 أثناء تغطيته الحرب السورية، ومنذ ذلك الحين، لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختطافه. وقد تداولت التقارير المختلفة بشأن مصيره دون تقديم إجابات قاطعة. ومع اكتشاف الرفات التي يُحتمل أن تكون له، قد تُسهم هذه التطورات في إغلاق أحد أكثر الملفات غموضًا المتعلقة بالرهائن الأميركيين في سوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ