ضحايا برصاص قناصة "قسد" وتعزيزات عسكرية على ضفاف نهر الفرات شرقي سوريا
اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الأحد 18 آب/ أغسطس، عقب شن مسلحين من مقاتلي ما يعرف بـ"جيش العشائر"، هجوماً على نقاط ميليشيات "قسد" في محيط أبو حمام والبصيرة وضمان والصبحة وبقرص بريف ديرالزور الشرقي.
وطالت الهجمات انطلاقاً من مناطق سيطرة نظام الأسد، مقرات ونقاط تفتيش تتبع لقوات "قسد"، أبرزها عند مدخل بلدة ذيبان، في وقت تجددت حالات القصف والتسلل المتبادل على ضفاف نهر الفرات.
وحسب موقع "فرات بوست"، تمكن مقاتلو العشائر من إحباط تسلل لقوات "قسد" مقابل بلدة بقرص شرق ديرالزور وقال إن الاشتباكات أدت لمقتل عنصرين من "قسد" وعنصر من "جيش العشائر" الذي يقوده "إبراهيم الهفل".
وقتل الشاب "مصعب الشاكر"، برصاص قناص "قسد" في نقطة المدرسة ببلدة الطيانة، وذلك أثناء رعيه الماشية على ضفاف الفرات، وتداول ناشطون تسجيل لعناصر من ميليشيا وحدات حماية المرأة لدى "قسد" أثناء استهداف المدنيين في بلدة أبو حمام بريف ديرالزور.
في حين أصيب المدني "إسماعيل مدلول الزبيان"، بطلقٍ طائش في البطن وتم نقله إلى مشفى شرقي ديرالزور تواصل الاشتباكات والقصف بقذائف الهاون قرب مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي.
كما وثق ناشطون إصابة شابة بطلق ناري في عينها إثر استهداف عناصر "قسد" المتمركزين على الضفة الشرقية لنهر الفرات منازل المدنيين في بلدة "البوليل" شرقي دير الزور، وجرحت امرأة نتيجة سقوط قذائف مصدرها "قسد" على بلدة بقرص شرق ديرالزور.
فيما أصيب 3 مدنيين برصاص قوات النظام في بلدة الحوايج نقلوا إلى مشفى الشحيل التخصصي شرق ديرالزور، وسط تكرار حوادث الاشتباكات والقصف المتبادل والتسلل، علاوة على دفع تعزيزات عسكرية كبيرة من كلا الجانبين.
وباشرت آليات هندسية تابعة لقوات "قسد"، بعمليات حفر خنادق ورفعت سواتر ترابية على سرير نهر الفرات والمناطق القريبة منها شرقي دير الزور، يأتي ذلك في ظل حالة حظر التجوال التي تثقل كاهل السكان المحليين ويضاعف معاناتهم.
وشنّت "قسد" حملة مداهمات، بعدة مناطق حيث اعتقلت 3 أشخاص عقب مداهمة منازلهم بمنطقة العتال قرب الشحيل، وهم "خضر العلي" و"حسين العلي" و"عمر العلي"، دون معرفة سبب الاعتقال.
وكذلك اعتقلت شخصين وهما "تقي المحل" و"علي السعدون" في بلدة الشعفة شرقي ديرالزور، وداهمت "قسد" مؤخرا عدة منازل في بلدة أبو حمام واعتقلت 6 أشخاص من أبناء البلدة بريف ديرالزور.
إلى ذلك اعتقلت "سليم الحنوش" في قرية أبريهة شرقي ديرالزور بحجة انتماء شقيقه إلى قوات العشائر، وقال ناشطون إنه يمكن إدراج تزايد الاعتقالات في إطار سياسة العقاب الجماعي.
وذكر موقع "الخابور" أن ممارسات "ب ي د" ضد السكان، تزايدت بسبب الاشتباكات التي خاضتها مع "قوات العشائر" وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت اعتقال 43 شخصا بينهم أطفال خلال شهر تموز الماضي، بمناطق سيطرة ميليشيا "ب ي د".
وقال الناشط الإعلامي "زين العابدين العگيدي"، إن ميليشيا "قسد"، تواصل بناء أبراج وكابينات حراسة على طول نهر الفرات بديرالزور في الضفة اليمنى التي تسيطر عليها الميليشيات، مع نشر قناصين هناك، لترسخ حدود الأمر الواقع، الذي فُرض على المحافظة منذ أواخر 2017.
وانتهى بتقسيمها لقسمين حدودهما الفرات، ولفت إلى أن الوضع من حيث القصف المتبادل هادئ، لكن لازالت هناك اشتباكات في عدة مناطق بين ضفتي النهر بين النظام وقسد، الخوف لازال يسيطر على السكان في الريف الشرقي من حدوث أي قصف بالضفتين.
وسير التحالف الدولي دورية شرق دير الزور، وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الميليشيات الإيرانية تزعزع الاستقرار بسوريا، وشهدت مناطق ريف ديرالزور الخاضعة لسيطرة "قسد" عودة جزئية للحياة، وسط تخوف الأهالي من تجدد القصف.
ومع استمرار التوتر والاشتباكات شهدت المنطقة سقوط جرحى مدنيين وحركة نزوح لبعض المناطق، مع تبادل الطرفان القصف المدفعي وتظل الأوضاع في دير الزور متوترة، مع استمرار الاشتباكات وسقوط الضحايا المدنيين، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويدفعهم للنزوح بحثًا عن الأمان.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة والمعروف باسم (أوتشا) أن ما لا يقل عن 25 مدنياً قُتلوا وأصيب 28 آخرين نتيجة الأعمال العدائية التي شهدتها ديرالزور خلال الأسبوع الفائت.
وأضاف بأن تصاعد الأعمال العدائية لم يُحدث أية تغيير ولم يؤثر على خرائط السيطرة بين أطراف النزاع، وأشار إلى تضرر البنية التحتية بشكل كبير وارتفاع المخاطر على المدنيين في المناطق التي شهدت قتال.
وأعرب منسق الشؤون الإنسانية في سوريا "آدم عبد المولى" والمنسق الإقليمي "رامناتن بالكرشنن" عن "القلق البالغ" إزاء أعمال العنف في محافظتي دير الزور والحسكة وتأثيرها على الوضع الإنساني هناك.
وقال المسؤول الأممي في بيان مشترك إنه منذ 6 آب الجاري تشهد دير الزور اشتباكات عنيفة وعمليات قنص أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 25 مدنيًا وإصابة العديد ونزوح أعداد كبيرة.
وأكد أن إغلاق معابر نهر الفرات والأعمال العدائية المستمرة أدت إلى تقييد الوصول إلى الرعاية الصحية والمياه والغذاء بشكل كبير مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وتفاقم الظروف المعيشية.
وكشف "مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ الأوروبي عن تسجيل مقتل 37 شخصاً وإصابة 43 آخرين نتيجة التصعيد الكبير للأعمال العدائية بين 'العشائر وقسد" على جانبي نهر الفرات خلال الفترة بين 6 و14 من الشهر الحالي.
وذكر المركز في تقريره، استناداً إلى بيانات أممية وأوروبية، أن التقارير تشير إلى أن التصعيد أدى أيضاً إلى تضرر مدرستين ومحطتين لمعالجة المياه وتسعة مرافق صحية في دير الزور، مما زاد من المخاطر.
كما سجل المكتب حالات نزوح، معظمها من النساء والأطفال وكبار السن، من ضفتي نهر الفرات، مشيراً إلى أن العوائل النازحة بحاجة إلى المواد الغذائية والمياه وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
وأشار التقرير إلى أن حظر التجول الذي فرضته القوات العسكرية في المنطقة حد من تحركات العاملين في المجال الطبي، في وقت تحتاج فيه المستشفيات بشكل ماس للإمدادات الطبية.
وكان صرح مدير المركز الإعلامي لقوات (قسد)، "فرهاد شامي"، أن قواتهم لا ترغب في التصعيد، وأن الاشتباكات والتوترات التي وقعت في المنطقة كانت نتيجة لتصرفات حكومة نظام الأسد مشيراً إلى أن بعض الأطراف تسعى لاستمرار التصعيد بالمنطقة.
هذا وأكد ناشطون فشل حملة تعزيز الأمن في ديرالزور التي أطلقتها "قسد" قبل عام من الآن، وعددوا أسباب ذلك ونتائج هذه الحملة التي أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار الهش الذي كان سائدا قبل تلك الحملة مما أدى لفوضى أمنية كبيرة وبالتالي خلق ثغرات تسمح لخلايا النظام إيران بالتحرك.