بين تجاهله ومزاعم تأهيله .. النظام يتحدث عن مشروع لإحياء نهر بردى بدمشق
قالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن جامعة دمشق وقعت اتفاقيتي تعاون مع إدارة حديقة ماييلا الوطنية الإيطالية بهدف تبادل الخبرات وبما يخدم المشروع الوطني لإحياء نهر بردى والحفاظ على التنوع الحيوي والموارد الطبيعية، وذلك بعد تحويله إلى مكب للنفايات وانتشار الأوساخ وتجاهله من قبل نظام الأسد.
وحسب مصادر إعلامية تابعة لإعلام النظام الرسمي فإن وقع الاتفاقية عن نظام الأسد خلال ندوة علمية في إيطاليا شارك بها خبراء من الجانبين "غادة بلال"، نائب عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي ومديرة المشروع الوطني لإحياء نهر بردى وعن الجانب الإيطالي لوسيو ازارا رئيس حديقة ماييلا الوطنية الإيطالية.
وزعمت أن مشروع إعادة إحياء نهر بردى انطلق من المعهد العالي للتخطيط الإقليمي وفازت به جامعة دمشق كمشروع بحثي تطبيقي من الهيئة العليا للبحث العلمي هدفه إعادة المجرى الحيوي للنهر إلى شكله الطبيعي والحيوي والتراثي لجهة الأكتاف الخضراء والممرات الزرقاء والخضراء وحرم النهر وإزالة التعديات العمرانية بالاعتماد على دراسات عمرانية تنظم تعديات الصرف الصحي على النهر وشبكات الطرق ومخططات استعمالات الأراضي.
ووصف إعلام النظام حديقة ماييلا الإيطالية بأنها حديقة وطنية تقع في مقاطعات كييتي وبيسكارا ولاكويلا في إقليم أبروزو في إيطاليا وتتجاوز مساحتها 740 كيلومتراً وتعتبر من أجمل الحدائق في إيطاليا تحتوي على نحو 500 كيلو متراً من مسارات المشي لمسافات طويلة عبر الجبال ولوحات الكهوف في جروتا سانت أنجيلو وجروتا ديل كافالوني.
وكان أثار نظام الأسد عبر تصريحات عدد من المسؤولين الجدل حول مشروع تحت مسمى "إحياء نهر بردى" بدمشق، حيث زعم أن مجلس الوزراء خصص 14 مليار ليرة لإحياء النهر سابقاً، الأمر الذي أدى إلى حالة من الجدل المتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما مع تجاهل واقع النهر من قبل النظام ومجلس المحافظة التابع له.
وقال "عادل العلبي"، محافظ النظام في دمشق إن تنفيذ المشروع قريب وبعد انتهاء الدراسة بشكل متكامل، وتحدث عن تقديم حكومة النظام مبلغ 14 مليار ليرة لإحياء نهر بردى، واعتبر أن "الرقم متغير مع متطلبات الدراسة والتنفيذ، منوها بالدعم الحكومي، لكن لا يمنع من مشاركة لبعض المنظمات التي تعنى بالبيئة"، وفق تعبيره.
وتحدث "معتز جمران"، محافظ النظام بريف دمشق عن أهمية إعادة بردى لألقه، مع ضرورة وضع حلول لحرم النهر مثل حرم نبع الفيجة والمياه الملوثة بسبب بعدها عن مسار النهر، ومناقضاً الواقع زعم أن المحافظة تقدم خدمات حسب مسار النهر سواء في معالجة المجرى أو حرم النهر أو على صعيد محطات التحلية.
وأطلقت عدة شخصيات موالية لنظام الأسد تصريحات منها محسن بلال رئيس مكتب التعليم العالي المركزي، وخالد الحلبوني أمين فرع الحزب بجامعة دمشق، وعدد من معاوني الوزراء ورئيس جامعة دمشق محمد الجبان ووصفت المشروع بأنه وطني بمشاركة عدد من التخصصات المتشابكة.
وقال "حيدر مصطفى"، المذيع المعروف بمواقفه التشبيحية في تلفزيون النظام عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، إن في الوقت الحالي ليس وقت 14 مليار لتأهيل مجرى نهر بردى، وليس وقت الجباية من القارمات باللغة الانكليزية، وليس وقت إزالة أكشاك الفقراء أو الموظفين أو العسكريين أو غيرهم من ذوي الدخل المحدود، ولا وقت نزفت طرقات".
وأضاف، "الناس لا تريد تزفيت الطرقات، ولا تحسين مشاهد جمالية وبصرية، لاحقين عليها هلق وقت نستثمر بما أمكن لنحسن وضع الناس، لنشتغل بعقلية إدارة أزمة، التي تطلب العمل وفق الإمكانات بما يحقق وفرة مادية واقتصادية لإنجاز مشاريع مهمة، تأمين فرص عمل وتزيد الانتاج"، وانتقد سياسة مسؤولي النظام في إدارة البلاد وارتكاب ما وصفها الأخطاء.
وتجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد يواصل الحديث عن مشاريع بغطاء استثماري وطالما تكون خرجت إلى وسائل الإعلام تمهيدا لطرحها على شركات إيرانية وروسية كما جرت العادة، وكذلك يستغل تلك المشاريع المشبوهة في تحصيل أموال تذهب إلى شخصيات نافذة ضمن صفقات فساد ونهب، في حين سبق أن انتقد مراسل قناة الكوثر الإيرانية "صهيب المصري"، تسلق مسؤولي النظام على إنجازات المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية وجاء ذلك في سياق حديثه عن تأهيل حديقة في محافظة حلب تبناها نظام الأسد وتبين لاحقاً أنها بمجهود منظمات وليس بتمويل حكومي.