بين تجاهل وابتزاز النظام .. حوادث انفجار مخلفات الحرب تزيد حصيلة الضحايا
أفادت مصادر محلية بارتفاع حوادث انفجار مخلفات الحرب حيث تتواصل وتحصد المزيد من أرواح المدنيين، في ظل تجاهل نظام الأسد، وسجلت محافظة حماة ودير الزور انفجارات جديدة خلفت ضحايا خلال بحثهم عن الكمأة في البادية السورية، في الوقت الذي يمارس فيه النظام الابتزاز بحق جامعي الكمأة.
وتوفي شاب وإصابة شقيقه بجروح خطيرة، نتيجة انفجار لغم قرب دويزين بريف سلمية الشرقي، حسب مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد، إلى ذلك قتل شخص إثر انفجار لغم في محيط بلدة البغيلية بريف دير الزور الغربي.
وفي 14 نيسان/ أبريل الحالي، وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، سقوط 3 مدنيين من أبناء بلدة الدوير في ريف دير الزور الشرقي، ضحايا، وذلك إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب أثناء بحثهم عن محصول الكمأة بريف المحافظة، وذكرت أن الحادثة وقعت في 10 نيسان الجاري.
وطالبت الشبكة القوات المسيطرة "ميليشيات الأسد" بأن تتحمل مسؤولية حماية المدنيين في مناطقها، والكشف عن أماكن الألغام المزروعة فيها وإزالتها، وأشارت إلى تسجيل مئات الوفيات والإصابات الناجمة عن انفجار الألغام، ما يُشكل تهديداً كبيراً للسكان على مدى سنوات لاحقة في تلك المناطق، وبشكل خاص للأطفال.
وفي التاسع من الشهر الحالي قالت مصادر محلية في ريف دير الزور، خلال حديثها لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن لغما انفجر بسيارة تقل مجموعة من المدنيين في ريف محافظة دير الزور، ما أودى بحياة 11 شخصا.
وذكرت المصادر أن السكان المحليين انتشلوا جثامين ضحايا انفجار اللغم الأرضي، وقاموا بنقلهم إلى مشافي مدينة دير الزور، كما أشارت المصادر إلى أن المواطنين المتوفين كانوا يجمعون الكمأة في بادية جبل البشري، جنوب غربي دير الزور.
وكانت كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها تبتز العمال الذين يجمعون الكمأة في شرق سوريا، وتطالبهم بجزء كبير من أرباح المحاصيل أو المبيعات، مقابل توفير الحماية لهم.
وبحسب التقرير، فإن قوات من "الفرقة الرابعة" بقيادة اللواء ماهر الأسد شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، تجبر العمال على استقدام منتسبيها لمرافقتهم لهم وتقديم معلومات عن مواقع المناجم في الأراضي التي يبحثون فيها عن الكمأة.
وأشار التقرير إلى أن الرافضين للحماية الإجبارية يتعرضون لأخطار دهس الألغام المنتشرة في البادية السورية، أو القتل والخطف على أيدي مسلحين منتشرين في المنطقة.
ولفتت إلى أن جامعي الكمأة يعتقدون أن الهجمات تنفذ من قبل نفس القوات التي توفر لهم الحماية، بهدف إجبار جامعي الكمأة على طلب مرافقة هذه القوات في رحلات أخرى، مقابل تقاسم الأرباح.
ونقلت الصحيفة عن شاب من دير الزور شرقي سوريا، يعمل مع والده خلال مواسم جمع الكمأة، أن أفراد "الفرقة الرابعة" أخذوا منه نصف محصول اليوم، واشتروا النصف الآخر في الوقت الحالي بنصف سعر السوق الحقيقي.
وقالت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقريرها الصادر مطلع نيسان الحالي، بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام إنَّها وثقت انتشار الألغام الأرضية ضمن مساحات واسعة في سوريا مما يهدد حياة الملايين.
وعرضت الشبكة الحقوقية خرائط لمناطق انتشار الألغام في العديد من المحافظات السورية، وأشارت إلى توثيق مقتل 3353 مدنياً بينهم 889 طفلاً بسبب الألغام المضادة للأفراد في سوريا منذ عام 2011 حتى الآن.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق متفرقة من ريف دمشق وحلب وإدلب ودرعا ودير الزور وغيرها من المناطق التي تعرضت لحملات عسكرية سابقة تشهد انفجارات متتالية، بسبب الألغام ومخلفات قصف طيران الأسد وحليفه الروسي، وتتعمد ميليشيات النظام المجرم عدم إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة من المناطق التي ثارت ضده، على الرغم من تواجدها في المنطقة منذ فترة طويلة، انتقاماً من سكان تلك المناطق.