بيان لـ 46 منظمة يُحذر من "خطر شديد" يواجه الأطفال شمال غرب سوريا
أصدرت قرابة 46 منظمة، بينها "الرؤية العالمية" و"الجمعية الطبية السورية- الأمريكية"، بياناً مشتركاً، قالت فيه إن آلاف الأطفال في شمال غرب سوريا يحرمون من الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم اللائقين وسط تهديد الكوليرا وظروف معيشية قاسية.
وحذرت المنظمات والمؤسسات السورية والدولية، من أن الأطفال في شمال غرب سوريا يواجهون "خطراً شديداً" وسط تفشي الكوليرا وبداية برد الشتاء القاسي، وطالبت الجهات المانحة بتخصيص التمويل اللازم على الفور لفصل الشتاء، مرجحة أن يؤدي توفير التدفئة المناسبة إلى تشجيع المزيد من المعلمين والطلاب على الذهاب إلى المدرسة.
ولفت بيان المنظمات، أن تفشي الكوليرا والقصف المستمر ونقص التمويل يشكل ھذا العام مقدمة خطيرة أزمة متفاقمة تطال التعليم وسبل العيش لملايين المدنيين في شمال غرب سوريا، بینھم ما لا یقل عن 1.07 مليون طفل مسجلين في المدرسة.
وأشار البيان أن نحو 2.45 مليون طفل خارج المدرسة، وأن 1.6 مليون طفل آخرين معرضون لخطر التسرب، محذراً من أن ترك هؤلاء الأطفال خارج المدرسة يعرضهم لجميع أنواع سوء المعاملة، بما في ذلك الزواج المبكر وعمل الأطفال.
وكان نشر فريق "منسقو استجابة سوريا"، تقريراً حول تحديث الوضع الإنساني في مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، لافتاً إلى زيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة أبرزها انتشار الحشرات واستخدامات المياه ، حيث سجل أكثر من 22% من إجمالي المخيمات تحوي بين سكانها مصابين بأمراض جلدية،إضافة إلى تزايد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا ومرض الكوليرا نتيجة ضعغ توريد المياه النظيفة وارتفاع أسعار صهاريج المياه نتيجة انقطاع المحروقات.
وأوضح أن القطاع التعليمي ليس أفضل حالا، حيث يوجد أكثر من 67 % من المخيمات لاتحوي نقاط تعليمية أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس (أكثر من 988 مخيماً لا تحوي نقاط للتعليم).
وتحدث عن سوء الطرقات الداخلية ضمن مخيمات النازحين ، حيث يوجد أكثر من 77 % من طرقات المخيمات غير معبدة، في حين تبلغ تشكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات، كما يعتبر سوء الطرقات أحد أبرز أسباب الحوادث داخل المخيمات، وزادت النسبة عن الفترة السابقة بعد الهطولات المطرية الأولى لهذا العام حيث ظهر الخلل الكبير في عمليات تعبيد وتبحيص الطرقات.
ولفت إلى أن أكثر من 84% من المخيمات تعاني من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة، وتشكل مشكلة عزل الخيم والأرضيات داخل خيم النازحين مشكلة أيضاً وخاصة مع انتهاء العمر الافتراضي لغالبية المخيمات، مما يزيد من أضرار العوامل الجوية ضمن المخيمات، وتعتبر 63 % من أراضي المخيمات غير معزولة، في حين تبلغ النسبة 93 % لعزل جدران واسقف الخيم.
وفي الختام، بين أن عمالة الأطفال تشكل الهاجس الأكبر ضمن مخيمات النازحين، حيث يتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية (14 - 17 عام) نسبة 35 % من إجمالي الأطفال الموجودين في مخيمات النازحين، وخاصةً مع ارتفاع كلف المعيشة اليومية ولجوء النازحين إلى تشغيل الأطفال لتغطية الاحتياجات اليومية.