بالحقائق والإثباتات.. حقوقي يدحض افتراءات تحقيق أثار جدلاً حول "البلوغ القسري" شمال سوريا
بالحقائق والإثباتات.. حقوقي يدحض افتراءات تحقيق أثار جدلاً حول "البلوغ القسري" شمال سوريا
● أخبار سورية ٦ يونيو ٢٠٢٣

بالحقائق والإثباتات.. حقوقي يدحض افتراءات تحقيق أثار جدلاً حول "البلوغ القسري" شمال سوريا

قال المحامي والحقوقي السوري "عبد الناصر حوشان" في تقرير نشره موقع "رسالة بوست"، إن التحقيق الاستقصائي الذي نشره موقع “درج” بعنوان: “البلوغ القسريّ” في مخيّمات الشمال.. أدويّة هرمونيّة لتسريع الدورة الشهريّة وتزويج الفتيات قسريّاً” تسبّب بموجة من الغضب والاستنكار من السوريين الأحرار لما تضمنه من مغالطات وافتراءات بحق سكان المناطق المحررة.

واعتبر "حوشان"، أن التحقيق يعطي صورة غير لائقة تمسّ أعراضهم وشرفهم وعقائدهم، مقدماً تحليلاً وتحريراً للمصطلحات التي تضمّنها، وخلاصة رأيي بمضمونه من زاوية قانونيّة الذي يحتمل الخطأ والصواب وبالتالي الأخذ والردّ، متناولاً الموضوع من جهة البلوغ وتعريفه وأنواعه ومشاكله من الناحية الطبيّة والعلميّة، ومن جهة أخرى تعريف الزواج القسريّ والعلاقة بين البلوغ “القسريّ” الافتراضي و بين الزواج القسريّ والاستغلال الجنسيّ.

وبدأ الحقوقي بتعريف البلوغ: وهو مجموعة التغيرات الجسدية التي تحدث بشكل متسلسل، مما يؤدي إلى اكتساب الشخص علامات النضج الجسدي والقدرة على التناسل. في الحالة الطبيعية، تحدث هذه التغيرات بشكل متتابع في أثناء مرحلة البلوغ، وصولاً إلى النضج الجنسي الكامل، للبلوغ من الناحية الطبية ثلاث أحوال:

وأوضح أن الأولى البلوغ الطبيعي: تُحفِّز زيادة إفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH) من منطقة ما تحت المهاد الغدة النخامية على زيادة إفرازها للهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون اللوتيني (LH). تؤدي الزيادة في المستويات القاعدية لـ FSH وLH إلى تنشيط الغدد التناسلية، وهو حدث يُشار إليه باسم ” gonadarche”، وهو الحدث الرئيسي في سن البلوغ، يؤدي تنشيط الغدد التناسلية إلى زيادة إفراز الهرمونات الجنسية والأستروجين عند الفتيات وهرمون التستوستيرون عند الأولاد.

وعند الفتيات تؤدي زيادة هرمون الاستراديول إلى نمو الثدي وزيادة كثافة المعادن في العظام، ونمو الهيكل العظمي الخطي “طفرة النمو”، وفي النهاية اندماج المشاشية، مما يؤدي إلى توقف النمو الخطي.

ويؤدي ارتفاع هرمون FSH في فترة ما حول البلوغ أيضًا إلى زيادة حجم الرحم ونمو بصيلات المبيض، مما يؤدي إلى التبويض الدوري والحيض. يحدث ” Adrenarche ” بسبب زيادة البلوغ في إفراز هرمون الأندروجين – ديهيدرو إيبياندروستيرون (DHEA) وكبريتات ديهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEAS).

أما الثانيّة فهو البلوغ المتأخِّر: هو عندما يبدأ البلوغ في وقت متأخر عن المتوقع يتأخر سن البلوغ عندما يبدأ بعد عمر 13 عامًا بالنسبة إلى البنات، وبعد عمر 14 عامًا بالنسبة إلى الأولاد.

أما الثالثة البلوغ المبكِّر: استناداً لبحث منشور في المكتبة الوطنيّة الأمريكيّة للدواء باسم كلاً من زينب قدسية وفيكاس جوبتا يُعرَّف البلوغ المبكر: بأنه ظهور الخصائص الجنسية الثانوية قبل سن ثماني سنوات عند الفتيات وتسع سنوات عند الأولاد، ويُقدر معدل حدوث البلوغ المبكر بين1/5000 الى 1/10000.

ويُصنف البلوغ المبكر إلى صنفين: الأول: بلوغ مبكر مركزي: يعتمد على موجهة الغدد التناسلية ويحدث بسبب التنشيط المبكر لمحور الغدة النخامية تحت المهاد، والثاني: بلوغ مبكر محيطي “الزائف المبكر”: مستقل عن الجونادوتروبين ويحدث بسبب زيادة إنتاج الهرمونات الجنسية إما من الغدد التناسلية أو الغدد الكظرية أو المصادر الخارجية أو الخارجية.

ويعتبر البلوغ المبكر متماثلًا للجنس إذا كانت علامات التطور الجنسي متوافقة مع النوع الظاهري للطفل قبل سن النضج الجنسي المبكر، إذا كانت علامات التطور الجنسي غير مناسبة لجنس المريض، فإنه يعتبر مغاير للجنس إذا تركت دون علاج، يمكن أن يؤدي البلوغ الكاذب المبكر إلى قصر القامة في مرحلة البلوغ وله عواقب نفسية على الفرد.

أما أسبابه عند البنات: كييسات المبيض: تعتبر الأكياس الجرابية العاملة هي السبب الأكثر شيوعًا للبلوغ الزائف المبكر عند الفتيات. تفرز الأكياس الجرابية الوظيفية هرمون الاستروجين ويمكن أن تظهر كنمو مبكر للثدي. قد يحدث نزيف مهبلي أيضًا بعد أن تتحلل الأكياس.

أورام المبيض: يمكن أن تؤدي أورام المبيض مثل أورام الخلايا الحبيبية وأورام خلية سيرتولي/ ليديج وأورام خلايا ليديغ والورم الأرومي الغدد التناسلية إلى سن البلوغ المبكر. ورم الخلايا الحبيبية هو أكثر أورام الحبل الجنسي شيوعًا عند الفتيات ويرتبط بإنتاج الأستروجين الزائد، والذي يمكن أن يؤدي إلى سن البلوغ المبكر.

من ناحية أخرى، تؤدي أورام الغدد التناسلية وأورام خلية ليديج وأورام سيرتولي / ليديج إلى زيادة إنتاج الأندروجين ويمكن أن تظهر مع البلوغ المبكر غير الجنسي.

أسبابه عند البنين والبنات: فهو قصور الغدة الدرقية الأولي: يمكن أن يظهر قصور الغدة الدرقية الأولي الذي لم يتم علاجه منذ فترة طويلة كبلوغ مبكر عند الأولاد والبنات. الفتيات المصابات بهذه الحالة يصبن بنمو مبكر للثدي، وثر اللبن، يليه نزيف مهبلي. تشير “متلازمة فان ويك وغرومباخ” إلى مزيج من قصور الغدة الدرقية الأولي، والبلوغ المبكر، وتأخر عمر العظام، وتكيسات المبيض لدى الفتيات، وفي الأولاد، قد يتسبب قصور الغدة الدرقية الأولي في تضخم الخصية المبكر.

متلازمة ماكيون أولبرايت: متلازمة ماكيون أولبرايت هي حالة نادرة يمكن أن تظهر مع بقع القهوة بالحليب غير المنتظمة، وخلل التنسج الليفي متعدد الأشكال، والبلوغ الكاذب المبكر عند الفتيات.

ويؤدي الإفراط في إنتاج هرمون الأستروجين في هذه الحالة إلى نمو الثدي في وقت مبكر، ونزيف مهبلي، وتكيسات جرابية متكررة، وتسريع نمو العظام. في بعض الأحيان، قد يسبق النزيف المهبلي بداية نمو الثدي. يمكن أن تظهر متلازمة ماكيون أولبرايت أيضًا مع اعتلالات الغدد الصماء مثل التسمم الدرقي أو متلازمة كوشينغ أو العملقة أو ضخامة الأطراف.

اضطرابات الغدد الصماء: يمكن أن يؤدي التعرض غير المقصود للأندروجين أو الاستروجين أو المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء من مصادر خارجية إلى البلوغ المبكر في كلا الجنسين والتثدي عند الذكور. قد يحدث التعرض العرضي لهرمون الاستروجين على شكل كريمات أو مرهم أو حبوب منع الحمل الفموية الموصوفة للبالغين.

ويوجد الأستروجين أيضًا في مصادر الغذاء مثل منتجات الصويا وبعض العلاجات الشعبية. يمكن أن يؤدي التعرض للأندروجين المحتوي على كريمات موضعية إلى التحسس والبلوغ المبكر عند الفتيات.

وبين أن المواد الكيميائية المسببة لاضطراب الغدد الصماء والتي تتداخل مع التركيب والوظيفة الطبيعية أو الهرمونات توجد في المبيدات الحشرية والملدنات والخزامى والشمر وزيوت شجرة الشاي ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى البلوغ المبكر في كلا الجنسين، تكون هناك طفرة نمو تؤدي إلى تسارع زيادة الطول. ولكن، وخلافًا للبلوغ الطبيعي، فإن تسارع زيادة الطول تنتهي في وقتٍ مبكر، وبالتالي يكون الطفل أقصر من المتوقع عندما يبلغ سن الشباب.

وبناءً على استنتج الحقوقي، أن الخلل في البلوغ يكون إمّا في حدوثه باكِراً قبل السنة العاشرة، و إمّا في تأخر حدوثه لما بعد السنة الثالثة عشر من عمر الطفل، وأنّ البلوغ المبكِّر يُضرّ بالطفل/ـة لأنه يؤثّر على نمو عظامه مما يؤديّ إلى وقف نمو جسمه، وبالتالي الإصابة بمرض” التقزّم”.

وشدد على أنّه لا يُمكن تحفيز الهرمونات المسؤولة عن البلوغ بشكل عشوائي من قِبل الأهل، إذ يحتاج إلى خِبرة طبيّة اختصاصيّة في أمراض الغدد ويحتاج لتحاليل طبيّة خاصّة وفحص سريري وغيرها من الإجراءات السابقة للتشخيص وتقرير العلاج.

ولفت إلى أن نسبة البلوغ المُبكّر التي أظهرتها الدراسة تدلّ على أنها ليست ظاهرة شائعة في الحالة الطبيعيّة، فمن باب أولى ألّا تكون كذلك في حال “القسر” الافتراضي إذ أن انتشار هذه الظاهرة بشكل “مقصود” سيؤدّي إلى خلل في تركيبة المجتمع وبالتالي سيلفت نظر السلطات الصحيّة والشرعيّة والقانونيّة، ومنظمات الصحة للحيلولة دون انتشاره والقضاء على هذه الظاهرة إن وجدت.

ثانياً: تعريف الزواج القسري وفقاً لتعريف الأمم المتحدة: زواج لم يعرب فيه أحد الطرفين و/أو كلاهما شخصيًا عن موافقتهما الكاملة والحرة على الزواج. ويعتبر زواج الأطفال شكلاً من أشكال الزواج القسري، بما أنّ أحد الطرفين و/أو كليهما لم يعربا عن موافقتهما الكاملة والحرة والمستنيرة. والأطفال هم كل من لم يبلغ فيه أحد الطرفين سن 18 عامًا.

عِلماً أنّ تحديد سن البلوغ تحديداً دقيقاً ولكِن اقتضت الضرورات الشرعيّة والقانونيّة والقضائيّة تحديده، وهذا ما تقرره بعض المذاهب الدينية التي تحدد سن البلوغ بنهاية الخامسة عشرة من العمر في الجنسين، في حين يحدد غيرها سن الثامنة عشرة للذكور والسابعة عشرة للإناث.. وإذا كان لهذا التحديد قيمة من الوجهة الشرعية فإنه غير ممكن من الوجهة العملية، وهناك حالات يتقدم فيها البلوغ أو يتأخر لأسباب مرضية غدية أو عضوية.

وبين الحقوقي أن المغالطات التي وردت في تحقيق موقع درج، أن العيّنات التي بُحثَت من قبل الباحثة هديل العرجة هي من الشريحة العُمريّة ما بين “12-14” عاماً وهو السنّ الطبيعي للبلوغ، وبالتالي لا يمكن وصف أي عملية تنظيم للنمو في هذه الفترة بأنّها غير طبيعيّة من الناحيّة الطبيّة مما ينسف ادعاء الباحثة من جذوره، فتناول الأدوية الهرمونية في هذا السنّ لا يُمكن أن يكون بهدف الوصول للبلوغ المُبكِّر عمداً، وإن وقع فعلاً فهو لا يتنافى مع طبيعة الأمور ولا يتناقض مع المُسلّمات الطبيّة و القانونيّة.

وبين أن إطلاق الحكم المُسبق بأن البلوغ المُبكّر كان “قسريّاً ” هذا المصطلح الذي لم أجد له أصلاً في معاجم المصطلحات الطبيّة والقانونيّة، والذي يتناقض مع ما ذُكر أعلاه من الناحيّة الطبيّة والعلميّة. وهذا ما أكّده الدكتور حسن حميدي عميد كليّة الطب في جامعة الشمال في إدلب، وهو من أقدم الأطباء العاملين في المناطق المحرّرة منذ بداية الثورة حتى اليوم.

وقال الدكتور: لا يوجد ما يسمّى البلوغ القسري في المعجم الطبيّ وإنّما المصطلح المعروف هو “البلوغ المُبكِّر” فقط، وأنّه لم تمرّ أيّة حالة خلال عمله طيلة سنوات الثورة في المشافي الميدانية و لا في المشفى الجامعي في إدلب ومشفى شام وباقي المشافي التي يعمل فيها”.

وبين الحقوقي أن الباحثة لم تُفرِّق بين “الحالة والظاهرة “، فالحالة هي عينة مُختارة من قبل الباحث عند قيامه ببحث تجريبي عادة ما يكون مرتبطًا بالطبيعة والمشاهدات وقد تكون حالة عامة أو فردية، أما الظاهرة فهي مرتبطة بالطبيعة وهذا هو الفرق الجوهري بينها وبين الحالة، كما أن الحالة تتحول إلى ظاهرة عند قيام الباحثين بعمل إحصائيات وتجارب متعددة.

واعتبر أن إطلاق الباحثة الحكم على الحالة المبحوثة بأنّها ظاهرة عامة منتشرة يتناقض مع أصول وقواعد البحث العلمي الذي يفترض وجود إحصائيّات دقيقة تتضمّن عدد سكّان المنطقة المستهدفة ونسبة الذكور والإناث، ونسبة الأطفال واليافعين والبالغين منهم، وعدد حالات الإصابة بمرض “التقزّم” وعدد المتأخرين/ات عن البلوغ أو البالغين/ات قبل أوانهم ومقارنتها مع الإحصائيّات الدوليّة.

وأكد الدكتور “حسام قره محمد”، معاون مدير الصحة في إدلب بالقول:” أقل ما يمكن قوله افتراء ومبالغات في كل شيء، من خلال تجربتي في علاج قصر القامة غالباً ما يكون الأهل على وعيٍ تامٍّ بأن البلوغ المبكر يؤدي إلى قصر القامة، ولذا نراهم يبذلوا أقصى جهدهم لأن يؤخروا البلوغ لكسب أكبر قدر من الطول".

وأضاف: "لم أصادف أيّ حالة إعطاء الأستروجين والبروجسترون بهدف الحصول على علامات بلوغ بهدف الزواج المبكر بل على العكس يراجعنا الأهل باحثين عن حل يؤخِّر البلوغ. وقد تسبّبت هذه التقارير بوقف توريد المناطق المحررة بهرمونات النمو التي يحتاجها مئات الأطفال الذين يعانون من قصر قامة”.

ووبين الحقوقي أن ربط البلوغ المُبكِر بالزواج القسريّ وهو ربط غير منطقيّ لأنّه يتعارض ويتناقض مع ما تقرره بعض التشريعات الوطنيّة والمذاهب الدينية التي تحدد سن البلوغ بنهاية الخامسة عشرة من العمر في الجنسين، في حين يحدد غيرها سن الثامنة عشرة للذكور والسابعة عشرة للإناث.. وإذا كان لهذا التحديد قيمة من الوجهة الشرعية، فإنه غير ممكن من الوجهة العملية، وهناك حالات يتقدم فيها البلوغ أو يتأخر لأسباب مرضية غدية أو عضوية.

وأكد أن ربط البلوغ المبكِّر بالعنف الجنسي والأسريّ وبالتالي بالاستغلال الجنسي وهي أخطر مغالطة وردت فيه، لأنّها بنيت على اجتزاء من فقرة وردت في بيان صحفي لصندوق الأمم المتحدة للسكّان صادر بتاريخ /29/07/2020 ثمّ بنت عليها تقريرها وكتبت السيناريو واستحضرت الضحايا والشهود دون تكليف نفسها مؤونة سؤال مراجع طبيّة معتمدة أو استشارتهم وخاصة من المنظمات والمؤسسات الطبيّة العاملة هناك والتي تملك كمًّا هائلًل من البيانات والمعلومات، لتحرير المصطلحات وفهم مدلولاتها وآثارها.

وتحدث عن الاستدلال غير السليم بالتعليمات التي أصدرتها السلطات الصحيّة في المناطق المحرّرة التي تُنظِّم أحكام صرف أدوية أمراض الغدد على وجود الظاهرة وانتشارها، كما لم تراعِ الأصول والواجبات الواردة في دليل تدريب الناشطين والباحثين الصادر عن الأمم المتحدة، لجهة وجوب عدم التسبّب بالضرر ووجوب التماس المشورة ووجوب مراعاة طبيعة المجتمع واحترام ثقافته وعقائده وعاداته وتضمين تقريرها موجز عن ذلك حتى يمكن للقارئ أن يفهم السياق الذي وقع فيه السلوك ونمطهِ وبيان الموقف القانوني والديني والاجتماعي منه.

وبناءً على ما ذُكِر فإن مضمون التحقيق الاستقصائيّ يُعطي الانطباع بأن الباحثة تجهل الواقع أو تتجاهله عمداً عبر الخلط المقصود و البناء على مغالطات منطقيّة ونقض مُسلّمات طبيّة وعلميّة، وفهم خاطئ للقواعد الفقهيّة والقانونيّة يهدف للإساءة لمجتمعنا المسلم المحافظ في المناطق المحررة والتي تتبعها جهات معادية للثورة والشعب السوريّ الحرّ كان قد بدأها نظام أسد ونظام المتعة في إيران، حينما أطلقوا فِريَة “نكاح الجهاد”.

ولفت إلى تعمد زبانيّة نظام أسد والميليشيات الطائفيّة والميليشيات الإيرانيّة اغتصاب المعتقلين والمعتقلات أو اغتصاب الحرائر أمام أعين أهلهن أو في المساجد، واختراق المنظّمات النسويّة المتطرِّفة للمجتمع السوريّ والمخترقة أصلاً من قِبل عصابات نظام أسد الطائفيّ والروس والإيرانيين في المناطق المحرّرة، والتي جنّدت “ناشطين/ات” لتنفيذ أجنداتها تحت مُسميات “حماية وتمكين المرأة ” وهي بعيدة كل البعد عن حماية حقوق المرأة.

واعتبر حوشان، أنّ التعاطي العشوائي مع مشاكل المناطق المحرّرة يؤدي إلى تعميق مشاكلها وإدخالها في مشاكل أخطر، فقد رأينا أقلاماً خبيثة نفثت خبًثا وخِسّة حيث حاولت تصوير هذه الشريحة بأنها مرتع الرذيلة والانحلال الأخلاقي من خلال تضخيم كل شي وتعميمه وتصويره على أنه ظاهرة عامة، إما بدافع الانتقام الشخصي أو من حكومة الإنقاذ وهيئة تحرير الشام أو من الحكومة المؤقتة و فصائل الجيش الوطني، وهذه أقلام جماعة من النسويّين والنسويّات السوريّين المتطرفين الذين يرون في التاء المربوطة وفي غشاء البكارة وفي الحشمة قيوداً أمام تحرّر المرأة، وهم ممن يعتاشون مما تدرّه أقلامهم التي تقطر كذِباً وافتراءً وبهتاناً وسفالةً وخسةً ودناءةً، مثلهم كمثل تلك التي تأكل من كدّ فرج أمَتِها.

وأشار إلى أن إشاعة صورة سيئة لهذه الشريحة من المجتمع هي خيانة لأعراضنا، وإساءة لهذه الشريحة تؤدي إلى العزوف عن طلبهن للزواج وإحصانهنّ ممن يحل لهنّ ذلك مما يزيد أحوالهنّ سوءاً والقضاء على مستقبلهنّ.

وبين أن الفرق شاسع بين دُعاة حماية المرأة ونُصرتها والدفاع عن حقوقها، وبين المُتاجرين بها ودُعاتها إلى الفجور والتمرّد على الأخلاق والقيم الفاضلة والقيم الدينية، فهما يستويان فالفئة الأولى هم دعاة حق وفضيلة وهم أولى بالتقدير والاحترام، وأما الثانية فهم دعاة فجور ورذيلة فهم أولى بالنَبذِ والتحقير.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ