باحث أمريكي: أزمة المحتجزين من عوائل ومقاتلي "داعـ .ش" في سوريا لم يسبق لها مثيل
قال "تشارلز ليستر" مدير برنامج سوريا بمعهد "الشرق الأوسط"، إن أزمة المحتجزين من عوائل ومقاتلي "داعش" في سوريا لم يسبق لها مثيل، معتبراً أن التنظيم يعيد تجميع صفوفه في شمال شرق سوريا، داخل نظام احتجاز مؤقت يضم 65 ألف شخص، بينهم 10 آلاف مقاتل متمرس.
وطالب ليستر، بإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية للمقاضاة أو إعادة التأهيل والإدماج، وأوضح في مقال بمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن حجم أزمة المحتجزين من عوائل ومقاتلي "داعش" في سوريا لم يسبق لها مثيل، في إشارة إلى مراكز الاعتقال التي تشرف عليها قوات سوريا الديمقراطية.
ولفت إلى أن أسرى التنظيم الذين يبلغ عددهم 10 آلاف سيملؤون نحو 13 سجناً بحجم المعتقل الأمريكي الشهير "غوانتانامو" بكامل سعته، وبين أن تنظيم "داعش" ليس مهتماً فقط بتحرير مقاتليه، "بل مصمم أيضاً على إطلاق سراح 50 ألف امرأة وطفل محتجزين في مخيم الهول بريف الحسكة"، مشيراً إلى إحباط محاولات عدة لمهاجمة المخيم في الأشهر الأخيرة.
وأشار ليستر الذي زار المنطقة مؤخراً، إلى أن مسار إعادة الرعايا بالشكل الحالي، سيجعل الأمر يستغرق 30 عاماً على الأقل لإعادة النساء والأطفال وحدهم، محذراً من تداعيات انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، كونها مفتاح احتواء "داعش".
وسبق أن حذرت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، من استمرار خطر تنظيم "داعش" في شمال شرقي سوريا، مطالبة المجتمع الدولي، وخاصة قوات التحالف، بزيادة "الدعم العسكري والتنسيق الأمني"، على اعتبار أن هذا الخطر "لا يزال قائماً".
وفي بيان بمناسبة (الذكرى السنوية الرابعة للسيطرة على بلدة الباغوز شرقي دير الزور)، آخر معاقل "داعش" في سوريا، قالت "قسد" إن التنظيم لا يزال يشكل "خطراً محدقاً" على المنطقة والعالم، ويسعى إلى ترميم صفوفه مجدداً، وإعادة سيطرته الجغرافية على بعض المناطق.
ولفت البيان إلى وجود "مؤشرات" على استمرار خطورة التنظيم، بينها هجماته الأخيرة على كل من مخيم الهول ومدينة الرقة، وسجن غويران في الحسكة، واعتبر أن القضاء النهائي على التنظيم يستدعي تضافر جهود المجتمع الدولي من خلال حل قضية أسرى وعائلات "داعش" المحتجزين في سجون ومخيمات شمال وشرق سوريا، وضرورة استلام كل دولة رعاياها.
ودعت الميليشيا في ختام بيانها، المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه في إعادة إعمار المناطق التي دمرها "داعش"، وتكثيف جهوده في مجالات الصحة وبناء البنية التحتية والتعليم والمجالات الأخرى في شمال وشرق سوريا.
وكان قال "نيد برايس" متحدث وزارة الخارجية الأمريكية، إن الطريقة الوحيدة لإغلاق المعسكرات التي يُحتجز فيها عناصر "داعش" وعائلاتهم شمال وشرقي سوريا، هو أن تقبل الدول عودة مواطنيها، لافتاً إلى أنهم يفعلون كل ما بوسعهم لتحقيق ذلك.
وأوضح برايس: "نبين لدول العالم أن الحل الوحيد المستدام هو إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، وثمّنا جهود العديد من البلدان التي قبلت إعادة مواطنيها من معسكرات الاعتقال.. نعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا التحدي".
وتستخدم كلاً من واشنطن وحليفتها "قسد" تنظيم داعش، شماعة لتبرير بقاء القوات الأمريكية في سوريا، على اعتبار أن خطر التنظيم لايزال قائماً، لاسيما العناصر المحتجزين في معتقلات تديرها "قسد"، في وقت تستثمر الأخيرة التنظيم للحصول على الدعم العسكري والأمني والغطاء السياسي لمواصلة بقائها كقوة مسيطرة على المنطقة.