أوغلو: لا يمكن أن نظل مكتوفي الأيدي حيال الهجمات الإرهابية شمالي سوريا
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده لا يمكن أن تظل مكتوفة الأيدي حيال الهجمات التي ينفذها تنظيم "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي شمالي سوريا، وذلك في كلمة ألقاها، الاثنين، خلال افتتاح مؤتمر السفراء الأتراك الـ13 بالعاصمة أنقرة.
وأوضح أوغلو أن "تركيا التي تساهم في أمن ملايين السوريين، لا يُتوقع منها أن تظل مكتوفة الأيدي أمام هجمات "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابي"، ولفت إلى أن تركيا بعملياتها العسكرية في الشمال السوري، وفرت العودة الآمنة للكثير من السوريين.
وأضاف أن "واي بي جي" يواصل هجماته ضد المدنيين السوريين والعسكريين الأتراك بهدف زعزعة الاستقرار وتحقيق أجنداته الانفصالية، مؤكداً أن تركيا تبذل جهودا كبيرة لإنهاء الأزمة في سوريا من خلال عملية سياسية تقوم على المحافظة على وحدة أراضي هذا البلد.
ولفت تشاووش أوغلو إلى إنهم حشدوا الدعم الدبلوماسي للعمليات العسكرية التركية التي جرت خارج حدود البلاد، وشدد على أن العمليات العسكرية هذه كانت مهمة جداً من حيث وحدة وسيادة الأراضي السورية والعراقية.
وتابع القول: "قمنا بتطهير 4 آلاف كيلو متر مربع من الإرهاب خارج حدودنا، وتمكنا من تأمين عودة 515 ألفا و713 شخصا لهذه المناطق"، وأكد أنه لولا العمليات التركية هذه لما كان من الممكن تطهير تلك المناطق من تنظيمات "داعش" ولا "واي بي جي/ بي كي كي" الإرهابية.
وكانت قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها، إن موسكو لم تعطِ الضوء الأخضر لتركيا، لشن عملية عسكرية شمال شرق سوريا، معتبراً أن "التعاون العدائي" بين أنقرة وموسكو يتعلق بنيات الرئيس التركي أردوغان، شن عملية عسكرية في شمال سوريا ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، الحليفة لأميركا.
وأوضح تقرير الصحيفة، أن الرئيس الروسي بوتين قدم "وصفة جديدة" لأردوغان على هامش القمة الثلاثية الأخيرة في طهران، أو الثنائية في سوتشي، وكانت مختلفة هذه المرة، تتضمن منها السماح بتوسيع ضربات المُسيَّرات ضد قياديي "قسد".
وتحدثت عن عرض روسي لاستضافة موسكو اجتماعات أمنية بين مسؤولين سوريين وأتراك، للبحث عن تلبية المطالب التركية، وإمكانية البحث عن توقيع اتفاق "أضنة-2" بما يسمح لتنسيق أمني سوري- تركي لضمان أمن الحدود.
وتشمل التفاهمات أيضاَ دفع دمشق و"قسد" للتعاون بإجراء تنسيق عسكري ومناورات مشتركة، وتمديد انتشار جيش النظام في مناطق النفوذ شرق الفرات، والسماح بعملية عسكرية تركية محدودة في تل رفعت، لتحييد منصات الصواريخ التي تشكل تهديداً على الجيش التركي وفصائل الوطني في عفرين.
وكانت أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجديدة جدلاً واسعاً بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال إن بوتين ينتهج مقاربة عادلة مع تركيا بشان محاربة الإرهاب، ما فهمه البعض تراجع أنقرة عن عملياتها العسكرية ضد ميلشيات قسد.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه بحث مع نظيره الروسي الخطوات التي يمكن الإقدام عليها ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، التي تهدد وحدة أراضي هذا البلد، وتشن هجمات على السوريين، وعلى القوات التركية والمواطنين الأتراك، وأنه تم الاتفاق على التعاون بهذا الخصوص.
وأجاب أردوغان على سؤال أحد الصحفيين عن العملية العسكرية التركية ضد ميلشيات قسد الإرهابية، وتحفظ روسيا عليها قال إن "بوتين يواصل انتهاج مقاربة عادلة تجاه تركيا بهذا الخصوص"، وأوضح أردوغان أن روسيا تقف مع تركيا دائما في مكافحة الإرهاب.
ولكن مع أثار حفيظة عدد من النشطاء السوريين هو تصريح أردوغان الذي قال فيه أن بوتين لمح أنه "في حال سلكت تركيا طريق التعاون مع النظام السوري لحل هذه المسائل (التنظيمات الإرهابية) فإن ذلك سيكون أكثر صوابا، طالما كان ممكنا".
وأكد أردوغان أن جهاز الاستخبارات التركي على تواصل مع المخابرات السورية حول هذا المسائل ويقصد بها مكافحة الإرهاب، وتابع "لكن المهم هو الوصول إلى نتيجة"، وأضاف: "ونحن نقول (لروسيا) إن كانت التنظيمات الإرهابية لا تزال تصول وتجول هناك رغم قيام جهاز استخباراتنا بهذا العمل مع المخابرات السورية فيتعين عليكم دعمنا بهذا الخصوص. ولدينا تفاهم بهذا الشأن أيضا".