اشتباكات عنيفة في جاسم شمال درعا بعد اغتيال قيادي وتصاعد التوتر
نفذ مسلحون يوم أمس الأحد 7 تموز 2024 عملية اغتيال في وضح النهار وسط مدينة جاسم شمال درعا، أسفرت عن مقتل القيادي عبدالله إسماعيل الحلقي المعروف بـ"أبو عاصم"، وأصيب شقيقه زكريا بجروح خطيرة.
حيث قام المسلحون بإطلاق النار على الحلقي بشكل مباشر ما أدى لمقتله على الفور بينما أصيب شقيقه إصابة بالغة نُقل على إثرها إلى المشفى، كما أصيب شاب مدني يدعى مجد غازي الغزاوي برصاص طائش أثناء مروره بدراجته النارية قرب موقع الاغتيال ما أدى لمقتله على الفور أيضا.
وذكر تجمع أحرار حوران، أن اشتباكات مسلحة اندلعت بين مجموعتين محليتين في المدينة إثر عملية الاغتيال.
وأشار التجمع أن الاشتباكات يوم أمس حصلت بين مجموعة حسام الحلقي الملقب بـ"البوجي" ومجموعة وائل الجلم المعروف بـ"وائل الغبيني"، حيث اتُهمت المجموعة الأخيرة بالوقوف خلف اغتيال القيادي الحلقي.
واستخدمت في الاشتباكات أسلحة خفيفة ومتوسطة مثل الرشاشات وقواذف "أر بي جي"، وقامت عناصر تابعة لمجموعة الغبيني بإغلاق بعض الطرق الفرعية في الحي الجنوبي، الذي يُعد نقطة تمركز لمجموعتهم، بينما يتمركز أفراد مجموعة الحلقي في الحي الغربي.
ونجدر الإشارة أنه مدينة جاسم تشهد هدوءً نسبيا منذ الساعة 8 مساء أمس لغاية الآن، دون معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت لوقف الإشتباكات بشكل مفاجئ، حيث قال نشطاء لشبكة شام "يبدو أن هناك جهات قد تدخلت لوقف الإشتباكات بين الطرفين، في حين ذكر نشطاء أن مجموعة الحلقي حذرت ساكني الحي الجنوبي بضرورة إخلاء منازلهم في إشارة على ما يبدو أن الإشتباكات توقفت لضمان سلامة المدنيين فقط، وأن الإشتباكات ستعود مجددا.
وقد أدت الاشتباكات يوم أمس لنزوح العديد من العائلات من الحيين الغربي والجنوبي في المدينة، إلى الأحياء الأخرى.
وناشد مدنيون في جاسم الفصائل المحلية في محافظة درعا بالتدخل الفوري كقوات فصل لوقف إطلاق النار ومنع تصاعد حدة الاشتباكات، خاصة أن المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء، يعيشون حالة من الذعر والخوف.
وسبق أن شهدت المدينة اشتباكات مشابهة بين المجموعتين، كان آخرها في أبريل الماضي، وأسفرت حينها عن مقتل شابين.
وذكر تجمع أحرار حوران أسباب الصراع وخلفيته بين الطرفين، حيث كانت المجموعتان المتنازعتين في جاسم تعملان ضمن تكتل واحد في قتال تنظيم الدولة "داعش" وإنهاء وجوده وقتل زعيمه في أكتوبر 2022. إلا أن خلافات نشبت بينهما لاحقاً، يعتقد البعض أنها بسبب محاولة القيادات زيادة نفوذهم واحتكار الطرقات، بينما يرى آخرون أن أجهزة النظام الأمنية سعت لإحداث شقاق بين المجموعتين لضرب النسيج الاجتماعي وإحداث اقتتال عشائري.
وسبق أن تعرض الغبيني لعدة محاولات اغتيال، كان آخرها في فبراير 2023 من قبل عناصر تابعة لتنظيم داعش. بعد خلاف بينه وبين أمراء التنظيم في أحداث جاسم في أكتوبر 2022، وبعد ذلك وفي نكاية وفضح للغبيني سرب داعش تسجيل صوتي له وهو يبلغ أحد عناصر التنظيم عن الأشخاص المتواجدين في منزل القيادي "كنان العيد" ويحدد الأسلحة التي يحملونها، مشيراً إلى أنه الوقت المناسب لتنفيذ عملية اغتيال أدت إلى مقتل العيد بعد يومين من عودته من الإمارات، وحضوره اجتماعًا ضم عددًا من قادة الفصائل السابقين في المعارضة هناك.