"الوطني الكردي": ما يجري بين "قسد والنظام" في ريف دير الزور "مجرد مسرحية"
قال فادي مرعي، عضو الأمانة للمجلس الوطني الكردي في سوريا، إن ما يجري بين قوات سوريا الديمقراطية، والنظام السوري في ريف دير الزور "مجرد مسرحية"، موضحاً أنه منذ "بداية الثورة وحتى الآن لا يوجد صراع حقيقي بين قسد والنظام".
وأوضح مرعي أنهم "ليسوا مختلفين سياسياً، وجميع الإشاعات التي تذكر ليست إلا مسرحيات"، وبين أن "وحدة الصف الكردي في الظرف الراهن ليست بالأمر السهل وتحتاج للكثير من العمل بجدية وتفاني، وهي خيار المجلس الاستراتيجي ولا بديل عن ذلك، ونسعى منذ البداية لتحقيقها، وهي مطلبنا حتى هذه اللحظة"، وفق موقع "باسنيوز".
وأكد أن "المجلس الوطني جاد وواضح وصريح، بأن تكون هناك شراكة حقيقة بين المجلس وأحزاب الوحدة الوطنية (أكبرها PYD) واتفاقا شاملا في جميع النواحي السياسية والإدارية والعسكرية، وأن يخدم هذا الاتفاق بالدرجة الأولى الشعب الكردي وقضيته، وليس أحد الأطراف المفاوضة، واعتماد اتفاقية دهوك أساساً لهذه المفاوضات".
ولفت مرعي إلى أن "المجلس ليس المسؤول عن توقف المفاوضات بل يتحمل الطرف الآخر(PYD) المسؤولية بسبب سياسته التي تتعلق بعمليات الاعتقال والاختطاف وفرض المنهاج التعليمي والتجنيد الإجباري وفرض الإتاوات وإعلان الانتخابات الأحادية إضافة إلى أمور أخرى، وذلك كله دليل على عدم جديتهم في الاستمرار بالمفاوضات".
وأوضح أن "الأطراف الراعية للمفاوضات غير جادة ولا تفي بوعودها ويجب عليها أن تقوم بدورها كطرف راعي من أجل استئناف المفاوضات من جديد والقيام بمسؤولياتها بخصوص ما يحصل من ممارسات في شرقي سوريا".
وأكد أنه "من غير الممكن استمرار المفاوضات وفي الوقت نفسه يستمر مسلسل الاعتقالات وهناك العديد من أعضاء ومناصري المجلس الوطني الكردي داخل سجون PYD حتى اللحظة، يجب الالتزام بوثيقة الضمانات التي وقعها مظلوم عبدي وخلق أرضية ومناخات لاستمرار المفاوضات من جديد".
وكان اعتبر "فلاديمير فان ويلجنبرغ" الباحث في "معهد واشنطن"، أن الاشتباكات الأخيرة في دير الزور شرقي سوريا بين قوات "قسد" من جهة، ومقاتلين من "العشائر والمليشيات الرديفة للنظام" من جهة أخرى، تتقاطع مع مصالح دمشق وطهران.
وقال "ويلجنبرغ" إن لدى دمشق وطهران مصلحة متزايدة باستغلال الاضطرابات القبلية في دير الزور لممارسة ضغوط إضافية بالمنطقة، في ظل النزاع المستمر في غزة، وفق مانقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
ورجح الباحث أن تكثف الجماعات المدعومة من إيران هجماتها على القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا، إذ من المرجح أن تستمر "قوات العشائر" بتنفيذ هجمات في دير الزور، رغم أنه من المستبعد أن تتمكن من السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".
وأكد أن نفوذ طهران ودمشق، رغم الجهود الحثيثة من الضفة الغربية من دير الزور لمحاولة إثارة الاضطرابات في المنطقة، ظل محدوداً نوعاً ما في الضفتين الشرقية والشمالية، لأن سكان دير الزور معادون بمعظمهم للسلطات السورية، ويعارضون تمدد وتعاظم الدور الإيراني فيها.
وكانت اتهمت وزارة خارجية النظام في بيان لها، الولايات المتحدة بدعم ميليشيا "قسد الانفصالية"، معتبرة ذلك أنه يمثل أداة رخيصة لتنفيذ مخططاتها المعادية لدمشق، داعية واشنطن للتوقف عن دعمها والانسحاب الفوري من سوريا
وكانت نشبت مواجهات عنيفة بين مسلحين ينسبون أنفسهم إلى مقاتلي العشائر وبين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على عدة محاور أبرزها ذيبان بريف ديرالزور الشرقي، كما امتدت المواجهات فجر اليوم إلى مناطق غربي ديرالزور، وسط موجات نزوح جماعية خوفاً من القصف والاشتباكات المتبادلة.
وتركزت الاشتباكات في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، حيث تعرضت المدينة لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الأسد، مما أدى إلى أضرار مادية فقط، كما هاجمت قوات العشائر نقاط لقسد في بلدة الكبر والهرموشية في ريف دير الزور الغربي ودارت اشتباكات حتى ساعات الصباح.
وفي محيط مدينة الميادين، دارت اشتباكات عنيفة بالقرب من حويجة فحيمان بين قوات العشائر و"قسد"، وسط قصف مدفعي متبادل، تأتي هذه الاشتباكات استمرارًا للهجمات التي بدأت منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء 7 أغسطس.
وأعلن ما يسمى بـ"مجلس ديرالزور العسكري"، لدى "قسد"، في بيان مشترك مع "مجلس هجين العسكري"، عن صد هجوم من قبل "قوات النظام السوري ومرتزقة الدفاع الوطني" على قرى اللطوة، ذيبان، درنج، غرانيج والطيانة, واستطاعت إلحاق خسائر كبيرة بصفوفهم، وفق نص البيان.
وفي ظل عشوائية القصف المدفعي والصاروخي يأتي ذلك وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بتعمد رمي القذائف من المناطق المأهولة بالسكان ليتسبب الرد بوقوع مجازر يتم استغلالها في تمرير وتعزيز رواية طرف على حساب الآخر.