الذكرى السنوية الخامسة لانطلاق عملية "غصن الزيتون" لتحرير عفرين
يصادف العشرون من شهر كانون الثاني 2023، الذكرى السنوية الخامسة، لانطلاق عملية "غصن الزيتون" التي نفذتها القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري في منطقة عفرين، مع إعلان رئاسة الأركان التركية في كانون الثاني 2018، بدء عملية عسكرية شبيهة بعملة "درع الفرات" في منطقة عفرين، حملت العملية اسم عملية "غصن الزيتون".
وكانت بدأت العملية بقصف مقاتلات سلاح الجو التركي مواقع وحدات حماية الشعب YPG في منطقة عفرين ، واستهدفت نقاط المراقبة والأهداف التابعة لها على الحدود السورية التركية، تزامناً مع قصف المدفعية التركية أهداف عدة لتبدأ أولى مراحل عملية "غصن الزيتون" تمهيداً لبدء تحرك القوات البرية التي دخلت إلى بلدة "شنكال" على محور راجوا كأولى المناطق التي تحررت من سيطرة الوحدات.
وانطلقت عمليات التحرير تباعاً بدأ من 21 كانون الثاني بدخول فصائل الجيش السوري الحر قرى "شنكال وبالي كوي و اده مانلي" على محور ناحية راجو، وأربع تلال استراتيجية في ناحيتي "شيخ حديد وراجو" غرب عفرين، تلا ذلك تحرير قرى "شيخ وباسي ومرصو وحفتار" في ناحية بلبل، وتلة الشيخ هروز، شمال عفرين، ودخلت لأول مرة موقع "جبل برصايا" الاستراتيجي المطل على مدينة إعزاز ومعبر باب السلامة بريف حلب الشمالي في 22 كانون الثاني.
وبددت معركة "غصن الزيتون" أحلام المشروع الانفصالي في بناء دولة انفصالية في الشمال السوري تقودها ميليشيات الوحدات الشعبية على حساب عذابات ومعاناة الشعب السوري وسعياً لتقسيم سوريا وضرب وحدة أراضيها مستغلة الحراك الشعبي في الثورة السورية، والدعم الأمريكي بحجة قتال تنظيم الدولة.
لطالما كانت منطقة عفرين التي تعتبر أهم بقعة بشرية واقتصادية للميليشيات الانفصالية والمقاطعة الثالثة الخاضعة لحكم الإدارة الذاتية في سوريا بعد "الجزيرة وعين العرب"، كانت تبني أمال كبيرة على وصل عفرين بالبر المتوسط بعد نجاحها بدعم التحالف الدولي في السيطرة على الرقة ومنبج وسعيها لربط عفرين بمنبج، حتى جاءت عملية "درع الفرات" وقطعت أول أمل لها، وكانت "غصن الزيتون" بمثابة النهاية للمشروع الانفصالي بخسارتها أكبر تجمع بشري ومنطقة اقتصادية هامة في مشروعها.
وتبلغ مساحة منطقة عفرين نحو 3850 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا، كما يبلغ عدد سكان منطقة عفرين 523.258 نسمة حسب إحصائيات عام 2012، لكن العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون، وتضم نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة أهمها عفرين المدينة، وبلبلة وشية، وراجو وشران.
وكشفت "غصن الزيتون" التي سيطرت على هذه المساحة الكبيرة خلال مدة أقل من شهر حجم الوهن والضعف الذي تعانيه الوحدات الشعبية التي وقفت عاجزة أمام تقدم الجيش الحر والقوات التركية، رغم كل ماتملكه من مقومات جغرافية وبشرية ودعم منقطع النظير بالسلاح والعتاد العسكري، وهذا إن دل على شيء فإنه يشير لأنها اعتمدت على القصف الجوي للتحالف الدولي الذي دمر المناطق التي سيطرت عليها بشكل كامل، وأنها لن تسطيع فعلياً حماية مناطق سيطرتها في حال غياب هذا الدعم وبالتالي باتت مهددة في جميع مناطقها مستقبلاً والتي يتطلع أبناء هذه المناطق المهجرين منها لتحريرها واستعادتها لأهالها.
خسارة عفرين بالنسبة للوحدات الشعبية ضربة قاضية وموجعة لها عسكرياً وجغرافياً وبشرياً، إضافة لأنها كشفت حجم الوهن الذي تعانيه بعيداً عن حلفائها، وعرتها أمام مناصريها في إنها تستطيع الدفاع عن مناطقها التي مارست فيها الاعتقال والتجنيد والتسلط لسنوات طويلة باسم حمايتها وحفظ أمنها، كما أنها كشفت حجم التعاون والتنسيق بينها وبين النظام الذي تظاهرت في عدائه واستغلت حراك الشعب الثائر لتحقيق مشروعها الانفصالي.