"التايمز": المملكة المتحدة بصدد تسريع طلبات المهاجرين من البلدان التي مزقتها الحرب
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن حكومة المملكة المتحدة بصدد تسريع طلبات المهاجرين من البلدان التي مزقتها الحرب مثل سوريا، وذلك بموجب خطط لنظام لجوء من مستويين، بهدف إنهاء الأعمال المتراكمة الخاصة بطالبي اللجوء.
وأوضحت الصحيفة، أن مقدمي طلبات اللجوء من البلدان ذات المعدل المرتفع للقبول في المملكة المتحدة، لن يطلب منهم إجراء مقابلات وتقييمات للمتابعة، بعد التحقق الأولي من الأمن والهوية
ولفتت إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل تراكم 150 ألف طلب لجوء، في وقت يأمل الوزراء أن تقلل الخطة من تكلفة إيواء طالبي اللجوء في الفنادق، وتمكن عشرات الآلاف من الأشخاص من العمل.
وذكرت الصحيفة، أن بريطانيا تواجه عدداً كبيراً من الطلبات المتراكمة، "بسبب العدد الكبير من الأشخاص الذين يعبرون القناة الإنكليزية بشكل غير قانوني في قوارب صغيرة للوصول إلى المملكة المتحدة، مما شكل عبئاً على إيواء طالبي اللجوء".
وأشارت "التايمز" إلى أن المخطط الجديد يشرف عليه بشكل مباشر رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، مع فرق من مسؤولي وزارة الداخلية، في حين جرى تهميش وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا بريفرمان، المعروفة بخططها المعادية للاجئين.
وسبق أن انتقدت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل، بقرار "المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان"، المتعلق بمنع ترحيل طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا، معتبرة أن وراء القرار "دوافع سياسية"، مطالبة بوجوب إجراء مراجعة.
وطالبت المسؤولة البريطانية في حديث لصحيفة "تلغراف"، بالنظر في الدافع وراء هذا قرار المحكمة الأوروبية، الذي عرقل نقل مهاجرين إلى رواندا قبيل دقائق من موعد إقلاع الطائرة، وقالت إن: "الطريقة المبهمة التي اتبعتها هذه المحكمة مخزية للغاية".
وأضافت: "لا نعرف من هم القضاة، لا ندري ما هي لجنة القضاة. لم نتلق كامل الحكم"، الذي ينص على عدم إعادة المهاجرين غير النظاميين بانتظار إنجاز المراجعة، حيث كان من المقرر أن تقلع الطائرة من بريطانيا إلى رواندا، مساء الثلاثاء الماضي، بعد صدور قرار حكومي بترحيل 130 طالب لجوء، بينهم سوريون.
وكانت كشفت وزارة الداخلية البريطاني، عن إلغاء أول رحلة من نوعها لنقل طالبي لجوء بينهم سوريين إلى رواندا، حيث كان مقررا لها أن تغادر الثلاثاء، وجاء القرار الأخير بعد سلسلة من المعارك القضائية في بريطانيا، ليصار إلى إلغائها بعد قرار من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وكان من المقرر أن تغادر الرحلة من مطار عسكري في ويلتشير، ولكن تم إنزال كل الركاب بعد قرارات المحكمة الأخيرة، وكانت أعطت المحكمة العليا البريطانية، الضوء الأخضر للمضي قدماً في خطة ترحيل طالبي اللجوء، بمن فيهم السوريون، من بريطانيا إلى رواندا.
وقالت صحيفة "تايمز" البريطانية، إن الأمير "تشارلز" وريث العرش البريطاني، وصف خطط الحكومة البريطانية لترحيل طالبي اللجوء "بينهم سوريين" إلى رواندا بأنها مروعة، كما عبر عن قلقه من أن تلقي هذه السياسة بظلالها على اجتماع قمة لدول الكومنولث في رواندا نهاية الشهر الحالي.
وسبق أن قالت مصادر إعلام بريطانية، إن السلطات البريطانية، اختارت 15 لاجئاً سورياً ضمن الدفعة الأولى من طالبي اللجوء، التي سيتم ترحيلها إلى رواندا في 14 من الشهر الحالي، وتشمل من وصلوا إلى بريطانيا بشكل "غير شرعي"، بمفردهم وليس برفقة عائلاتهم، وهي أول رحلة ضمن اتفاق مثير للجدل بين المملكة المتحدة والدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
وعبرت تلك المصادر عن "دهشتها" من اختيار طالبي لجوء سوريين ليكونوا أول المرحلين إلى روندا، وأبدت مؤسسة "سوريا للإغاثة" في بريطانيا خشيتها من أن يكون للسوريين "حصة الأسد" في عملية الترحيل، مؤكدة أن عدداً من المنظمات الإنسانية والحقوقية تحاول الترافع لمنع ترحيل اللاجئين.
وتخطط بريطانيا لإرسال المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة كمسافرين خلسة أو في قوارب صغيرة، إلى رواندا، حيث من المقرر أن تتم معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم. وحال نجاحهم، فمن المزمع أن يبقوا في الدولة الأفريقية.