"الشتاء" ضيف ثقيل يزيد معاناة آلاف السوريين المهجرين في خيامهم
تساهم العوامل الجوية لاسيما في فصل الشتاء من كل عام، بزيادة معاناة ملايين السوريين، لاسيما في مناطق المخيمات شمال غرب سوريا، التي يحل عليها الشتاء في كل عام ضيفاً ثقيلاً، في ظل ضعف الخدمات ونسب الاستجابة لاحتياجاتهم، لتتكرر مأساتهم كما في كل عام، مع استمرار نزوحهم عن أراضيهم ومناطقهم بفعل حملات التهجير التي مارسها النظام وحلفائه.
وكان للعواصف المطرية وبرودة الطقس والحرائق، دور بارز في زيادة معاناة السوريين، لاسيما قاطني المخيمات، إذ يعتبر هؤلاء الفئة الأضعف والأكثر تأثيراً بهذه العوامل المناخية، لما يواجهونه من ظروف إنسانية صعبة في مناطق نزوحهم وسكنهم بمخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
ووفق مؤسسة الدفاع المدني السوري، فقد أدت الهطولات الثلجية اليوم الأحد 5 شباط، لإغلاق عدد من الطرقات في مناطق جبل الزاوية وجبل الدويلة بريف إدلب، استجابت فرقها بتجريف الثلوج وفتح الطرقات أمام حركة المدنيين لتأمين احتياجاتهم، وتواصل العمل في باقي مناطق شمال غربي سوريا لفتح جميع الطرقات.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن عاصفة ثلجية هي الأقوى في شتاء هذا العام، تتجدد معها معاناة المدنيين وتزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية اللامتناهية في ظل واقع كارثي يعيشونه منذ أكثر من 11 عاماً
وأوضحت المؤسسة أن عاصفة ثلجية ضربت مناطق في شمال غربي سوريا بفعالية متوسطة، أدت لأضرار في مخيمات المهجرين وانقطاع عدد كبير من الطرقات في ريف عفرين شمالي حلب، فيما كانت الأمطار ممزوجة بالثلوج في مناطق ريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي والشرقي، مع توقعات بتعمق منخفض قطبي المنشأ خلال اليومين القادمين و هطولات ثلجية أغزر وعلى ارتفاعات أقل.
ومن المتوقع استمرار المنخفض الجوي مع تعمق منخفضات جديدة خلال اليومين القادمين ما ينذر بمأساة جديدة للمهجرين في المخيمات وانقطاع للطرقات المؤدية لعدد كبير من مناطق ريف عفرين وريف إدلب الشمالي والغربي.
وأشارت المؤسسة إلى أن واقع مأساوي يعيشه المهجرون كل شتاء يمر عليهم وهم لا يزالون في مخيمات القماش التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات العيش ولطالما حلموا باقتلاعها والعودة الآمنة إلى منازلهم وقراهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا.