"الشرق الأوسط": آثار الحرب خلقت واقعاً ديموغرافياً جديداً بسوريا وغيّرت هوية بعض مناطقها
قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير لها، إن آثار الحرب في سوريا لم تقتصر على القتل والدمار والتهجير، إنما خلقت واقعاً ديموغرافياً جديداً في بعض المناطق وغيّرت في هويتها، في إشارة لعمليات التهجير القسري التي طالت معظم المناطق السورية.
ولفتت الصحيفة، إلى أن مدينة "السيدة زينب" جنوبي دمشق باتت كأنها خارج الأراضي السورية، فلم يعد هناك ما يربطها بالبلاد، إلا بقايا من أهلها والوافدين من قريتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، في إشارة للهيمنة الشعبية لميليشيات إيران هناك.
ولفتت إلى أن التطور الجديد في المدينة هو توافد المقاتلين الأجانب، إضافة إلى أن مواطني المدينة اعتادوا مشهد إغلاقها وتقسيمها لمناطق نفوذ، كما يتهامسون بالصراعات الدائرة بين أصحاب النفوذ والحواجز والجهات الأمنية السورية.
وذكرت أن المقاتلين الأجانب يمنعون أصحاب المحال التجارية الذين غادروا المدينة من العودة إلى أسواقها، فيما اشترى قادة مجموعات المقاتلين الأجانب، الكثير من المحال التجارية، ويسعون لشراء المزيد طمعاً في إيراداتها المالية الضخمة، كما اشتروا مبان سكنية وحولوها إلى فنادق، وفق الصحيفة.
وأشار تقرير "الشرق الأوسط" إلى أن دور الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، لا يتعدى أن يكون موازياً لدور الميليشيات المسيطرة على المدينة، لكنها تدعم بقاء الأهالي والوافدين إليها من الداخل السوري.
وسبق أن قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، في تقرير لها، إن "تعزيز السكان الشيعة في جنوب سوريا، يشكل أرضاً خصبة للتنظيمات الإرهابية التي يُقدر أنها جندت بالفعل عدة مئات في صفوفها"، محذرة من أن "التغيير الديموغرافي" الناجم عن الحرب في سوريا قد يفتح جبهة جديدة في شمال الأراضي المحتلة.
وكانت قالت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير سابق لها، إن إيران تستغل انشغال روسيا في حربها ضد أوكرانيا، لتقوم بتعزيز دورها في سوريا، والتوسع في بسط نفوذها على أكبر مساحة من الجغرافيا السورية، بعد أن كانت روسيا قيدت انتشار إيران ونفوذها في سوريا خلال السنوات الماضية.
ولفت التقرير إلى أن إيران تعمل على نشر أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات المحلية والأجنبية الموالية لها، وآليات عسكرية بينها منصات صواريخ وطائرات مسيرة ومقرات قيادية يديرها ضباط من "الحرس" الإيراني.
وعزز "الحرس الثوري" مؤخراً، وميليشيات موالية لإيران، بينها "حزب الله" اللبناني، وميليشيات لواء فاطميون الأفغاني، إضافة إلى حركة النجباء وميليشيات عصائب أهل الحق العراقيتين، ولواء الباقر السوري، تواجدهم في نحو 120 موقعاً ومقراً عسكرياً في مناطق ريف حمص الشرقي وبادية حماة وبادية الرقة ودير الزور ومحافظة حلب.