النظام يفصل عشرات "البعثيين" بسبب مشاركتهم في مظاهرات السويداء
قرر "حزب البعث" لدى نظام الأسد فصل 100 عضو عامل في السويداء، ورغم عدم ذكر سبب في القرار الرسمي، ذكرت مصادر محلية أن الأمر يتعلق بمشاركتهم بالحراك الشعبي ضد النظام الذي تشهده المحافظة منذ العام الماضي.
وكشفت مصادر إعلاميّة محلية، بأنّ غالبية الأعضاء المفصولين بسبب مشاركتهم في احتجاجات السويداء، وهذه هي المرة الأولى التي يفصل فيها البعث هذا العدد الكبير من الأعضاء العاملين دفعة واحدة في المحافظة جنوبي سوريا.
وأكدت شبكة "السويداء 24" أن قرار الفصل صدر 28 أيار، ولم يوضح أسباب الطرد، ونقلت عن مصدر من الحزب قوله إن قيادة الأخير طلبت مطلع 2024 من الفرق الحزبية بإيفادها بأسماء البعثيين المشاركين بالمظاهرات، وتم رفعت الأسماء في شباط.
ونوهت إلى أن من بين المطرودين من الحزب، العديد ممن شاركوا في المظاهرات التي اندلعت في السويداء الصيف الماضي احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية والمطالبة بالتغيير السياسي، ولا يزال بعضهم يشارك في المظاهرات حتى اليوم.
ونقلت عن المفصولين قوله إنه يعتبر القرار بمثابة وثيقة شرف له وأفاد آخر بأنه لم يحضر أي اجتماع حزبي منذ عام 2014، وتفاجأ بورود اسمه في قائمة المفصولين، وأضاف ساخراً: "هذا الحزب القائد للدولة والمجتمع، يُنسبك لصفوفه مغافلة، ويطردك مغافلة".
ولفتت إلى أن حزب البعث في السويداء واجه حملة رفض شعبية غير مسبوقة، أدت إلى إغلاق العديد من مقراته خلال الأشهر الماضية في احتجاجات سلمية وقام المحتجون بتحويل بعض تلك المقرات الحزبية إلى مراكز تعليمية وخدمية، بينما لا تزال الغالبية منها مغلقة، مع عودة نشاط عدد قليل من الفرق.
وفي آذار الماضي كشفت مصادر إعلاميّة محلية بأن نظام الأسد قرر فصل عددا من الموظفين في السويداء لتخلفهم عن التجنيد الإجباري في جيش النظام، فيما تؤكد معلومات بأنّ حتى التأجيل الرسمي ودفع البدل يشهد عرقلة كبيرة من قبل نظام الأسد لفتح الباب أمام ابتزاز المواطنين وفرض المزيد من الرشاوي.
وأفاد موقع "الراصد"، المعني بأخبار محافظة السويداء نقلا عن مصادر بأنّ "إدارة التجنيد"، التابعة لنظام الأسد أصدرت قراراً يقضي بإيقاف 22 موظفاً من السويداء من دوائر مختلفة في القطاعات الحكومية عن العمل بسبب التخلف عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في ميليشيات الأسد.
وفي آيار/ مايو 2023 قدر مسؤول في نظام الأسد استقالة حوالي 400 عامل موظف في الدوائر الحكومية بالسويداء منذ بداية العام 2023 وحتى نهاية الشهر الرابع منه، بسبب تدني الرواتب التي يتقاضونها، وعدم كفايتها لأجور المواصلات وذلك ضمن ظاهرة متفاقمة دون أي إجراءات من قبل النظام لتحسين مستوى الرواتب والأجور.
وسبق أن فصل نظام الأسد مئات الموظفين من أبناء محافظة السويداء منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، حيث توجد قوائم تحوي أسماء مئات المفصولين، إما بسبب تخلفهم عن الخدمتين الاحتياطية والإلزامية، في صفوف جيش النظام، أو على خلفية آرائهم، وهي النسبة الأكبر، بحسب ما أوردته شبكة "السويداء 24".